دعوة لمواصلة أنشطة المسجد الثقافية والدعوية بعد رمضان

دعوة لمواصلة أنشطة المسجد الثقافية والدعوية بعد رمضان
دعوة لمواصلة أنشطة المسجد الثقافية والدعوية بعد رمضان
دعوة لمواصلة أنشطة المسجد الثقافية والدعوية بعد رمضان
دعوة لمواصلة أنشطة المسجد الثقافية والدعوية بعد رمضان
دعوة لمواصلة أنشطة المسجد الثقافية والدعوية بعد رمضان

أجمع عدد من الدعاة على أهمية مواصلة المساجد نشاطها الدعوي والنموذجي الذي كانت عليه في رمضان، وأكدوا أن تلك الجهود الدؤوبة كان لها أثرها الطيب في مرتادي المساجد، وأشاروا إلى ضرورة الاهتمام بالكلمات التوجيهية وإلقائها في المساجد واختيار ما يناسبهم من توجيهات حتى يتواصل نشاط المساجد بذلك الاهتمام والتفاعل، وأن هذا له أثره الفاعل في الناس وتغيير سلوك بعضهم إلى الأحسن، فيما التقاعس وعدم الاهتمام يفقد بعض المساجد الرؤية الثاقبة والاهتمام المطلوب، وهو أمر يجب استغلاله أفضل استغلال لخدمة الدين وتوعية الناس بالأسلوب الذي يتناسب معهم وهذا ما يجب القيام به.

## نشاط المساجد بعد رمضان

#4#

في البداية ذكر الشيخ أحمد السيف داعية إسلامي أنَّ المساجد بعد شهر رمضان مع الأسف الشديد يقل نشاطها عنه في رمضان، وهذا ما لا نريده أن يحدث بل نتمنى استمرار نشاط المساجد بعد رمضان وحرص الناس على القيام بالأوامر واجتناب النواهي, ولعل من وفقه الله في شهر القرآن والبرِّ والإحسان لعبادتِه وأداء فرائضه، وجنَّبه معاصِيه وشرورَ نفسَه فأحسن عمَله، يشكرَ ربَّه ويذكرَ نعمتَه عليه ويفرَحَ بفضل مولاه عليه ويثبتَ على طاعة الله ويبتعِدَ عن المحَرَّمات نهائيا.

على المسلم أن يستبدل الطاعةَ بالمعصية ويبذل جهده لكي يكون من القريبين إلى الله والمستفيدين من أوقاتهم فيما يعود عليهم بالنفع، فعلى المسلم في كلِّ حال الاستعانة بالله على طاعتِه والبُعد عن معصيتِه والصّبر على العبادة وعلى فعلِ الخيرات والصبرِ على القضاء والقدر والصبر عن المعاصي والشّهوات، لا ينقطع المؤمِن عن العمل الصالِح في كلِّ زمان، ولا يتجرَّأ على محارمِ الله قط، يرجو ربَّه ويخاف ذنبَه، ولن يدخل الجنّة أحدٌ بعمله، قال رسول الله: ''لن يدخلَ الجنةَ أحَد منكم بعمله، قالوا: ولا أنتَ يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمَّدنيَ الله برحمته'' رواه البخاري.

ولو كما أن مَن قصَّر فيما مضَى من الأيام وفرّط فيما فات من الأعوام، وعن أبي موسى الأشعريّ ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسُول الله : ''إنَّ اللهَ يبسُط يدَه بالليل ليتوبَ مسيءُ النهار ويبسُط يدَه بالنهار ليتوبَ مسيء الليل حتى تطلعَ الشمس من مغربها'' رواه مسلم.

من جهته, يقول الشيخ خالد الهميش المشرف على موقع الزواج, إن هجران المصلين المساجد بعد رمضان هو أمر طبيعي، مرجعه طبيعة البشر الذين يقبلون على الخير إذا كان فيه مرغبات ومقبلات، وهذا ما يجدونه في شهر رمضان من أجر عظيم من الله ـ عز وجل.

ويبين الشيخ الهميش أنه يوجد بعض التقصير من قبل الدعاة, حيث لا يستطيع أحد أن يقول إنني قمت بالواجب كاملا؛ فكل ابن آدم يقصر ويخطئ ويستلهم الرشد من الله ـ عز وجل.

ويضيف: في رمضان نجد الدعاة يكثرون من إعطاء الدروس والنصائح والتوجيهات أكثر من بقية شهور السنة الأخرى، ولو استمروا على ما هم عليه لكان الأمر أفضل بكثير مما هم عليه الآن.

ووجه الهميش دعوة إلى دعاة المسلمين ليكثفوا من العمل في شهور السنة كافة كي يحثوا الناس على تواصل عمل الصالحات وصلة الأرحام، وأضاف: يجب أن يعلم المسلمون أن هناك كثيرا من المحطات الإيمانية غير رمضان؛ فهناك الأيام الستة من شوال، ثم العشرة الأولى من ذي الحجة ثم العاشر من المحرم .. لذلك مواسم الخيرات متواصلة لكن على المساجد وأئمتها أن يحرصوا على الاستفادة من النشاط الذي كانت عليه المساجد في رمضان ويبذلوا جهودهم لكي يستثمروها بشكل يعود بالنفع على المسلمين.

## لماذا يفتر الناس؟

#5#

يتساءل الشريف هاشم النعمي إمام مسجد السلطان في الرياض سابقا لماذا يفتر الناس بعد رمضان ويقل نشاط المساجد؟ ولماذا نجد الناس يقبلون على الله في رمضان ثم يفترون بعد ذلك؟ إذا كانت المسألة عدم الجدية في العبادة فلقد رأيناهم يجدون، إذاً بإمكانهم أن يجدوا في غير رمضان وكذا النشاط في المساجد نتمنى أن يكون متواصلا بعد رمضان، فالناس أذكياء يعرفون مصالحهم، والله تبارك وتعالى حي قيوم يقبل العمل، سواء عمله المسلم في الليل أو في النهار، أو في رمضان أو عمله في شوال، فهو تبارك وتعالى قيوم قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وهو تبارك وتعالى يعاملنا بالفضل، فرغم قصر أعمار هذه الأمة إلا أنها أكثر الأمم أجراً، فقصر أعمارها وبارك في أعمالها حتى أن الحسنة الواحدة تضاعف.

وأضاف: إنّ فعلَ الحسنة بعدَ الحسنة زيادَةٌ في ثوابِ الله، وإنّ الرسولَ قد شرَع الله صيامَ ستٍّ من شوال، فقال: ''مَن صام رمَضان وأتبَعه ستًّا من شوّال فكأنّما صام الدهرَ كلَّه'' رواه مسلم، وذلك أنّ الحسنةَ بعشر أمثالها، فصِيام رمضان يعدِل صيام عشرَة أشهر، وصيام الستِّ يعدِل شهرَين، فلِلّه الفضلُ والمنّة.

وينبغي أن يتواصل النشاط بعد رمضان، ولعل توجيهات أئمة المساجد وإقامة المحاضرات والكلمات التوجيهية تسهم في استثمار المسلم كل الأعمال الطيبة بما يسهم في الارتفاع بقدراتهم ويحقق ما يصبون إليه.

ويرى الشيخ حامد الأحمري إمام مسجد حي شمال الجامعة في مدينة أبها أن استمرار أنشطة المساجد على ما كانت عليه في رمضان أمر مطلوب ويجب الاهتمام به بعد رمضان, وكما هو معلوم أن شهر رمضان أصبح لدى المسلمين رمزا للعبادة والطاعة ولكن بصورة شكلية فقط، مضيفا: ''بعض الناس يصلي ويصوم ويقوم الليل وحول انقطاع بعض النشطة في المساجد بعد رمضان وقال إن بعض الناس محافظون على العبادات في غير رمضان، ولكنهم يزيدون في رمضان من تقربهم إلى الله بالعبادات والطاعات، وبعضهم لديه الحافز الديني في نفسه، وبعضهم يماشي المجتمع الذي يصوم ويصلي في رمضان، وهناك من يعده عادة شخصية لديه خاصة الإقلال من النميمة وصلة الرحم''.

وقال الأحمري إن رمضان كان فرصة للتصدق وعمل الخير، والآن فرصة أخرى للتزود بالطاعة ومضاعفة الأجر؛ لذا نجد بعض الناس أكثر عطاء في رمضان، وقد تعود المسلم على ذلك وهذا من فضل الله على هذه الأمة المسلمة.

أما الشاب محمد صالح الحافظ لكتاب الله فيقول: ليس كل الناس يتوقفون عن أعمال البر والخير بعد رمضان، مشيرا إلى أن بعض الناس يعتقدون أن الصلاة والزكاة والصدقة فقط في رمضان، موضحا أن هؤلاء يجهلون أن رب رمضان هو رب كل الشهور.

## الصلوات الخمس في المساجد

#2#

من جهته, يقول الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء, إن بعض الناس يحافظ على الصلوات الخمس في المساجد في رمضان، ولكنه بعد رمضان يعود إلى المعاصي والذنوب والله ـ سبحانه وتعالى ـ حرم عليهم المعاصي فكيف نسي ذلك بعد رمضان؟ فيا من عرفت في رمضان أن أمامك جنة أو نار وثواباً وعقاباً كيف نسيت ذلك بعد رمضان؟ يا من كنتم تملأون المساجد في رمضان وتتلون كتاب الله فيها، كيف هجرتم المساجد والقرآن بعد رمضان؟ نعوذ بالله من العمى بعد البصيرة، ومن الضلالة بعد الهدى، لقد كانت المساجد في رمضان تغص بالمصلين في الأوقات الخمسة، برجال لم ينزلوا من السماء ولم يقدموا من سفر، وإنما يسكنون بجوار المساجد طول السنة ويملأون البيوت، لكنهم لا يعرفون المساجد في غير رمضان، للقبول والربح في هذا الشهر علامات، وللخسارة والرد علامات واضحة يعرفها كل إنسان من نفسه، ففكروا في أنفسكم، من كان حاله في الخير والاستقامة بعد رمضان أحسن من حاله قبله، ومن حسن سلوكه وعظمت رغبته في الطاعة وابتعد عن المعاصي ونفر منها بعد رمضان؛ فهذا دليل على قبول أعماله الصالحة في رمضان ودليل على ربح تجارته في رمضان، ومن كان بعد رمضان كحاله قبله أو أسوأ، مقيما على المعاصي بعيدا عن الطاعة، يرتكب ما حرم الله، ويترك ما أوجب الله، يترك الصلاة ولا يحضر الجمع والجماعات، يسمع النداء للصلاة فلا يجيب، ويعصي فلا يتوب، لا يدخل مع المسلمين في بيوت الله، ولا يتلو كتاب الله، ولا يتأثر بالوعد والوعيد، ولا يخاف من التهديد، سماعه للأغاني والمزامير، ونطقه قول الزور، وشرابه الدخان والمخدرات والخمور، وما له من الرشوة والربا وبيع السلع المحرمة والكذب في المعاملة والغش والخديعة والفجور، ماذا استفاد هذا من رمضان ومن مواسم المغفرة والرضوان؟ إنه لم يستفد سوى الآثام والخسران، والعقاب والنيران، كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن جبريل - عليه السلام- قال له: ''ومن أدركه شهر رمضان فلم يغفر له فمات فدخل النار فأبعده الله قل أمين، فقلت: آمين''؛ فهذا خبر عن محمد - صلى الله عليه وسلم - عن جبريل - عليه السلام- أن من أدركه رمضان فلم يغفر له فيه ومات على هذه الحالة أنه في النار، ودعا عليه جبريل بالبعد عن رحمة الله وأمن على ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيا عظم الخسارة! ويا فداحة المصيبة! ويا هول العقوبة! يا من عرفت في رمضان أن لك رباً كيف نسيته بعد رمضان؟

## بعد انتهاء شهر رمضان

#3#

من جانبه, يقول الشيخ عبد الباري الثبيتي إمام وخطيب المسجد النبوي ينبغي على أئمة المساجد الاهتمام بتوجيه الناس بعد انتهاء شهر رمضان.

كما ينبغي على كل مسلم أن يجعل أيامه ولياليَه كلَّها كأيام رمضان ولياليه، في تعلُّق القلوب بالله - تعالى - ودعائه وذِكره، والمحافظة على الفرائض وإتباعها بالنوافل، وملازمة القرآن تلاوةً وحفظًا، وتدبرًا وعملاً، ولا تنقض عهدَك مع ربِّك - سبحانه - فإنه - تعالى – ينهى عن ذلك؛ ''وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا'' النحل: 92، قال مكحول - رحمه الله تعالى -: أربعٌ مَن كنَّ فيه كنَّ له، وثلاث من كن فيه كن عليه؛ فالأربع اللاتي له: الشكر والإيمان والدعاء والاستغفار؛ قال الله - تعالى -: ''مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ'' النساء: 147، وقال - تعالى -: ''وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذبهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ'' الأنفال: 33، وقال - تعالى -: ''قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ'' الفرقان: 77، وأما الثلاث اللاتي عليه، فالمكر والبغي والنكث؛ قال الله - تعالى -: ''فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ'' الفتح: 10، وقال - تعالى: ''وَلَا يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ'' فاطر: 43، وقال - تعالى -: ''إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ'' يونس: 23.  

وكان الأحنف بن قيس - رحمه الله تعالى - كثيرَ الصيام حتى بعدما كبر سنُّه، وضعفتْ قوَّتُه، فقيل له: إنك شيخ كبير وإن الصيام يضعفك، فقال: إني أُعدُّه لسفرٍ طويل، والصبرُ على طاعة الله - سبحانه - أهونُ من الصبر على عذابه.