تحديث المعايير التصميمية في المساجد ضرورة ملحة لتفادي الزحام والتكدس

تحديث المعايير التصميمية في المساجد ضرورة ملحة لتفادي الزحام والتكدس
تحديث المعايير التصميمية في المساجد ضرورة ملحة لتفادي الزحام والتكدس

قال متخصص في الهندسة المعمارية إن المعايير التصميمية للكثير من المساجد في حاجة إلى إعادة النظر والتشديد في أمر تطبيقها، كونها لم تساعد على إحداث التوازن المطلوب من حيث الاستيعاب ومواكبة التحولات والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية.

ودعا المهندس أيمن آل عابد إلى ضرورة تحقيق المعايير التصميمية بشكل صحيح في جميع المساجد لتفادي التكدس الذي يحدث في الكثير من المساجد والتي يضطر البعض للصلاة خارجه بسبب عدم مراعاة التغيرات الحادثة في مجتمعاتنا المحلية، وأشار آل عابد ضمن مداخلاته في هذه السلسلة والتي نعالج من خلالها الجوانب الهندسية في المساجد إلى ضرورة تحديث هذه المعايير ودراستها بصورة منطقية ومدروسة لتناسب الفترة الزمنية الحالية وتراعي في الوقت نفسه الثقافة والفكر الذي يعيش ويتعامل به الناس، وخاصة في المجتمع السعودي الذي يعد من أكبر المجتمعات امتلاكاً للسيارات الخاصة وهو ما يعمل على إحداث نوع من الزحام في المواقف الخاصة في المساجد، وأضاف أن هناك عديداً من المعايير التقديرية والتقريبية التي تحدد حجم المسجد وموقعه طبقا للظروف الخاصة باستخدامه والموقع وعدد المصلين الفعليين في المنطقة المخدومة، وفي هذا الخصوص ذكر آل عابد أن هناك معادلات تصميمية توضح المساحة التي يشغلها الفرد وموقع صلاته، إضافة إلى الخدمات الداخلية وذلك في المساجد المحلية والجامعة والقطاعية، فالمساحة التي يشغلها المصلي في العادة لا تتجاوز 1.2 مترمربع وذلك على أساس أن متوسط المساحة اللازمة للصلاة وأثناء الجلوس تتحقق من المعادلة الحسابية (0.84 = 0.70X1.2 م2)، وأن باقي المساحة والتي تعادل نحو (0.42 في المائة) هي للخدمات التابعة للمسجد. وأضاف أن هذا المتوسط يعطي إمكانية زيادة عدد المصلين نحو (15 في المائة) وذلك لكون المساحة الفعلية التي يشغلها المصلي أثناء الصلاة هي (X1.2 0.6 = 0.72 م2). وقد تزداد هذه المساحة إلى 1.3 مترمربع للفرد وذلك في المساجد الجامعة المشتملة على خدمات أكثر.

#2#

##الجسم الإنساني يحدد المعايير

ويمضي آل عابد ليلقي مزيداً من الضوء على هذه النواحي قائلا: ''إن تحديد المعايير التصميمية في هندسة العمارة والتخطيط أمر مهم جدا ومطلوب، والمعيار - ليتثنى للقارئ فهم الأمر كاملاً - هو تحديد أطوال وأبعاد (مساحات) لعناصر معمارية (الباب، موقف السيارة، الغرفة ... إلخ) تكفي لخدمة الإنسان بطريقة النسبة والتناسب ويمكن تحديد ذلك المعيار من خلال تحديد أبعاد الجسم الإنساني human scale ومجال حركته''، ويضيف آل عابد قائلا: ''من خلال التجارب والتطبيق ثبت أن المتغيرات الحادثة بسبب البعد الزمني تؤثر بشكل مباشر في تحديد هذه المعايير وفي سبيل المثال لا الحصر تجد أبعاد الباب في العمارة في فترة زمنية معينة تختلف تماما عن أبعاد الباب في العمارة في فترة زمنية أخرى وذلك حتما يخضع لمتغيرات نفسية ومكانية وزمنية لا يتسع المقام للتفصيل فيها ونكتفي بالإشارة والتعريج فقط حتى لا يمل غير المتخصص. ولا شك أن الأمر نفسه ينطبق على التخطيط العمراني حيث المعايير في المدن القديمة والحديثة وضعت وفق أسس ومفاهيم وتجارب واحتياج''.

##المعايير الحالية

وفيما يخص المعايير التصميمية الحالية قال آل عابد: إن هذه المعايير قد وضعت بناء على دراسات علمية وعملية فنجد أن بعض القوانين في بناء المساجد تحدد المساحة الخاصة للمصلي وهي (1.2م2) وكذلك المساحة التي ترصد للمصلي في الخدمات هي (0.42 م2)، وأضاف أن هذه المعايير ليست إلزامية وثابتة بل في الإمكان تغييرها لتواكب أي تغيرات أو تحولات، وقال: إن الإسلام دعا إلى تحسس الاحتياج وتوفيره للمصلين ورصد في ذلك الأجر والمثوبة.