انقسام في الآراء حول مكبرات الصوت الخارجية في رمضان

انقسام في الآراء حول  مكبرات الصوت الخارجية في رمضان
انقسام في الآراء حول  مكبرات الصوت الخارجية في رمضان
انقسام في الآراء حول  مكبرات الصوت الخارجية في رمضان

لا تزال ردود الأفعال تجاه مكبرات الصوت مختلفة خصوصا خلال الأيام الماضية في شهر رمضان، حيث انقسم الناس أمام ذلك، إلى أقسام قسم يؤيد خفض صوت المكبرات، وأن ذلك أفضل ولا سيما أن ارتفاع الصوت يكون تأثيره كبيرا ويحدث تداخلاً بين المساجد القريبة من بعضها بعضا، وقسم يرى أن خفض الصوت قد يحرم بعض المصلين من اللحاق بالصلوات، حيث إن بعد المسجد قد يجعله لا يسمع الإقامة أو أداء الصلاة، وقسم ثالث يرى الوسطية أن تبقى مكبرات الصوت الخارجية على أن يكون الصوت وسطاً، حيث لا يطغى ارتفاعها على خفضها، وبهذا يتم إسدال الستار على هذه المشكلة.

## مشكلة التداخل

في البداية تحدث عن هذه المشكلة إبراهيم ماطر عقاري سابق فقال: إن هذه المشكلة ليست جديدة وهي تظهر بين الحين والآخر، وأصدرت وزارة الشؤون الإسلامية قرارها بعدم تشغيل المكبرات الخارجية أثناء الصلاة وذلك منعا لتداخل الأصوات بين المساجد القريبة من بعضها بعضا وهو قرار جاء ليعالج هذه المشكلة، وفي رأيي أن المساجد القريبة عالجت مشكلة التداخل ولمسنا ذلك بين المساجد القريبة من بعضها بعضا، ومن يطالب برفع صوت المكبرات الخارجية ربما أنه لم يعايش المشكلة وما تسببه من تشويش بين المساجد حتى أن المصلي لا يفرق بين صوت إمامه وصوت إمام المسجد الآخر.

ويرى التربوي متعب نمازي أن مكبرات الصوت في بعض المساجد يحدث منها الإزعاج لجيران المسجد بسبب ارتفاع الصوت خصوصا البيوت القريبة من المسجد مع رداءة بعض الأجهزة وعدم صيانتها فلا يكون لها تأثير مفيد للمصلين، وهذا الأمر يتضح كثيرا عندما يكون المسؤول عن المسجد غير مهتم بالأمور الفنية الخاصة بمكبرات الصوت وليس هناك صيانة مستمرة لها، وينبغي دراسة وضع المساجد البعيدة عن بعضها بعضا وتشغيل المكبرات الصوتية فيها متى ما كان ذلك يعود بالنفع على الجميع.

ويشير التربوي محمد سعد القرني إلى أن هذه الأزمة بالنسبة لمكبرات الصوت ريما تكون في مساجد دون أخرى، لأننا في بعض المساجد نعاني ضعف الصوت حتى الأذان لا يسمع إلا بصعوبة، وإغلاق المكبرات فيها قد يحكم على هذا المسجد بقتل الصوت، حيث لن يستطيع الناس سماع الصوت نهائيا لأنني كما ذكرت بعض هذه المساجد الصوت فيه ضعيف جدا، أما في حالة أن تكون هناك مساجد الصوت فيها مرتفع فيفضل أن يتم تخفيض الصوت وعدم إغلاق المكبرات الخارجية ما دام ليس هناك مشكلات في تداخل الأصوات، ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.

وقال العم سعيد عبد الله لقد فوجئنا بإغلاق مكبرات الصوت الخارجية للمسجد وقت الصلاة دون إبداء أية أسباب توضح لنا هذا الإجراء بعد أن اعتدنا أن نسمع صوت الأذان والإقامة وقراءة القرآن وقت الصلاة، ومنذ صغرنا ونحن نسمع الآيات القرآنية تصل إلى منازلنا. حيث إنني منذ أكثر من 40 عاما أصلي في هذا المسجد. ويقول عبد الله العبد العزيز نسكن بجوار أحد المساجد فالمنزل له خصوصيته فبعض الأئمة يبالغ في رفع مكبرات الصوت لنقل صلاة الجماعة لخارج المسجد وإزعاج الناس في بيوتهم، فأظن أن مثل هذا القرار صحيح ويجب تنفيذه. وإن كثرة المساجد في الحي تسبب اختلاط أصوات أئمة المساجد وتداخلها وهي ظاهرة منتشرة في العديد من الأحياء دون ضوابط نظامية لذلك، مما يتنافى مع الخشوع والتركيز والتمعن في آيات الذكر الحكيم ولعوامل روحية.

#2#

## ترك أدنى المصلحتين

من جهته، يقول الشيخ الدكتور قيس المبارك عضو هيئة كبار العلماء إن استعمال المكبرات في المساجد قد يكون للأذان وللصلاة وقد يكون لإيصال قراءة القرآن لمن هم خارج المسجد، هذا العمل من حيث الأصل لا إشكال في جوازه، فهي مصلحة للقارئ وللمستمع في الأجر والثواب، غير أنه إذا تعارضت مع هذه المصلحة مفسدة مثلها أو أشد منها، لزم ترك أدنى المصلحتين وارتكاب أخف الضررين.

وقال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء إن الذين يرفعون أصوات مكبرات الصوت خارج المسجد ويشوشون على الجيران، ويشوشون على المساجد الأخرى، هؤلاء لا يجوز لهم هذا العمل، لأن فيه إيذاء وإضراراً بالآخرين، وتشويشاً عليهم في صلواتهم وعباداتهم، وأضاف فضيلته أنه كذلك لا يجوز رفع الصوت بقراءة القرآن في المسجد إذا كان يؤثر في الآخرين أو في القارئين للقرآن في الصف، أو يؤثر في المصلين الذين يصلون الراتبة أو تحية المسجد، فإن كان يترتب على الجهر بقراءة القرآن إضرار بالآخرين فإنه لا يجوز، خرج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه يصلون من الليل ويجهرون فقال: ''كلكم يناجي ربه، فلا يجهر بعضكم على بعض''.

#3#

## الضبط والإغلاق

من جهته، يقول الشريف هاشم النعمي إمام مسجد السلطان في الرياض سابقا إن مشكلة مكبرات الصوت سلاح ذو حدين من وجهة نظري ففي بعض الأحياء تحتاج إلى أن يتم ضبط هذه المكبرات ولا سيما الأحياء التي فيها مساجد قريبة من بعض فهذه دون شك تحتاج إلى ضبط الصوت وإغلاقه خارجيا حتى لا يحدث التشويش، وربما يؤثر ذلك في سماع المصلين في المسجد نفسه للصلاة مع تداخل مساجد أخرى قريبة فيصبح لا يفرق بين الأصوات وربما بعض المصلين صلى على صوت المسجد الآخر لقربها من بعض، لكن المساجد التي لا يخشى التداخل في الأصوات فيها، فترك المكبرات الخارجية لا يشكل أي مشكلة وسكان الحي في حاجة إلى سماع صوت الصلاة للحاق بها، والتنبه لبدئها، وهذا أمر ملاحظ في الأحياء التي ليس فيها مصلون كثيرون، والمساجد متباعدة بما فيه الكفاية، نسأل الله أن يتقبل من الصائمين صومهم وأن يأخذ بأيديهم لكل خير.

ويقول الشيخ فيصل بن عبد الله المريفق إمام مسجدا بن ربيعة في عليشة: إن وجود هذه المكبرات في المساجد من نعم الله التي لا ينكرها عاقل حصيف، {وما بكم من نعمة فمن الله}، لما في وجود هذه المكبرات من سماع المأموم بكل أريحية، وكذلك إظهار هذه الشعيرة العظيمة بسماعهم الآيات التي تتلى، والخير العميم، في قعر دارهم، ولا يخفى عليكم من سماع النساء والأطفال، وهو نوع من التعليم للركن العظيم الذي هو قراءة الفاتحة.

وهذه النعمة التي هي وجود مكبرات الصوت لا يعطيها بعض الأئمة قدرها حيث يسيئون استخدامها بزيادة الصوت والصدى الذي لا يطاق من قبل المأمومين إلا بمشقة، رغبة في تحسين صوت الإمام وإظهار الحماس له، ولتسمع صوته بكل قوة، وهذا يحدث حماسًا؛ لكن ينبغي التوسط في هذا الأمر.

وأخيرًا لابد من ضبط هذه المكبرات بخفض الصوت الخارجي وتوسيط الصوت الداخلي لكي توجد الثمرة وينتفي الضرر.