دراغون بول .. أسطورة انطلقت في اليابان عام 1984 وأخرجتها السعودية إلى الواقع في 2024

دراغون بول .. أسطورة انطلقت في اليابان عام 1984 وأخرجتها السعودية إلى الواقع في 2024
المشروع سيقام على مساحة 500 ألف متر مربع للتجوّل إلى جانب سبع مناطق مستوحاة من السلسلة. المصدر: واس
كان العالم يبدأ عهدا جديدا بعد حرب عالمية ثانية تسببت في دمار غير مسبوق، وكانت المدينة اليابانية المهدمة "ناغويا" تستعيد أمجادها بحركة بناء واسعة، إلى جانب ترميم ما تبقى من آثار مثل قلعة ناغويا. هكذا وجد الطفل أكيرا تورياما بلاده حين ولد في 1955، ليصبح بعد 29 عاما فقط ضمن أبرز معالم وطنه، ففي 1984 ابتكر الشاب سلسلته الشهيرة "مانغا دراغون بول" التي تروي في 519 فصلا عن طفل يدعى سون جوكو، يخوض مغامرات مثيرة ويستشكف عالما سحريا مليئا بالأعاجيب. خلال 4 عقود، بيع 260 مليون نسخة في نحو 80 دولة من السلسلة الشهيرة التي صارت مرجعا لعشرات الأعمال الفنية، إضافة إلى ألعاب الفيديو، قبل أن تقرر المملكة الآن إعادة هذا العمل الفني إلى الساحة بشكل أكثر ابتكارا، إذ أعلنت شركة القدية للاستثمار، والمملوكة لصندوق الاستثمارات العامة بناء أول متنزه ترفيهي في العالم قائم على فكرة "دراغون بول"، موضحة أن المشروع سيقام على مساحة 500 ألف متر مربع للتجول، إلى جانب سبع مناطق مستوحاة من السلسلة. وبحسب بيان الشركة، فإن عشاق إنمي على موعد مع ترفيه غير مسبوق، فالمتنزه الجديد يصحبك في رحلة تفاعلية داخل قصص "دراغون بول"، مثل "منزل كامي" و"شركة الكبسولة" و"كوكب بيزوس"، كما يجمع بين 30 لعبة مثيرة، إضافة إلى إمكانية خوض مغامرات سون جوكو كاملة من الطفولة وحتى المواجهات الأسطورية. دراغون بول مجرد خطوة، هذا ما أكدته "القدية" التي عقدت شراكة دائمة مع شركة الرسوم المتحركة اليابانية "توي أنيمشن" مبتكرة شخصيات السلسلة الشهيرة من أجل الحفاظ على طابعها الأصلي، وكل ذلك بعد أسابيع من إطلاق 3 أصول رئيسة بمدينة القدية هي، منطقة الألعاب والرياضات الإلكترونية الحاضنة لأكبر شركات صناعة الألعاب الإلكترونية، وستاد الأمير محمد بن سلمان "دُرّة" الملاعب العالمية، إلى جانب مضمار السرعة الفريد من نوعه لرياضة المحركات. تلك المشروعات تأتي في إطار المدينة الترفيهية التي يطلق عليها "سفيرة العالم الشغوف" التي تبنيها المملكة غرب الرياض بمسافة تبعد 40 دقيقة عن وسط المدينة، وستمتد إلى أكثر من 360 كيلو متر مربع، أي ثلاثة أضعاف مساحة ديزني لاند، ومن المتوقع أن تسهم بـ135 مليار ريال في الناتج المحلي بحلول عام 2030، فيما تستهدف السعودية من ورائها تعزيز شعار "اللعب يحييك"، والمقصود به أن الألعاب تسهم في تطوير الإدراك البشري والمهارات الشخصية، ويدلل على ذلك تنامي حجم سوق قطاع الألعاب الإلكترونية الذي وصل إلى 3.7 مليار دولار حتى فبراير الماضي، ومتوقع أن يصل إلى 9.3 مليار ريال في 2030، في ظل وجود 23.7 مليون سعودي يمارسون الألعاب الإلكترونية. ولا عجب في تلك النهضة إذا عرفنا أن قطاع الترفيه منذ 2019 وحتى الربع الأول من 2023، جذب نحو 120 مليون زائر، كما تم إصدار 11.136 ترخيص لمختلف الأنشطة الترفيهية في نفس المدة وجهتها 42 مدينة ومحافظة في المملكة، وفي 2022 تمكنت المنشآت العاملة في هذا القطاع، من تحقيق فوائض تشغيلية قيمتها 4.5 مليار ريال خلال 2022 وبارتفاع 6 % عن مستوياتها في 2021. الأكثر تميزا، أن المملكة كان بإمكانها الربح من قطاع الترفيه فقط، لكنها عملت من أجل هدف أكبر، وهو الحفاظ على التراث العالمي من خلال تحويل دراغون بول إلى حقيقة يعيشها الناس الذين باتوا الآن على موعد مع دخول القلعة الطائرة ومعرفة سر الدكتور فلابي وزيارة الحكيم تورتو، وإن كان عليهم بعد ذلك أن يستمتعوا بالخدمات الفاخرة التي ستحيطهم من كل جانب، ليستريحوا ويتذكروا "تورياما" الذي رحل منذ أسابيع قليلة، وشيعه آلاف من محبيه حول العالم، قبل أن يرى بعينيه كيف حولت الرياض إبداعه إلى إرث متجدد ممتد.

الأكثر قراءة