من منهاتن إلى الوشام 100 عام من تفرد الإعلام السعودي عربيا .. 2024 انطلاقة التحول عالميا

من منهاتن إلى الوشام 100 عام من تفرد الإعلام السعودي عربيا .. 2024 انطلاقة التحول عالميا

في عام 1924، بمناسبة تأسيس أول صحيفة سعودية "أم القرى" في حي العمرة في مكة المكرمة جاء صحافي إلى الملك عبدالعزيز آل سعود، ليمدحه معبرا عن سعادته بتلك الخطوة، لكن الملك المؤسس قاطعه حينها قائلا: "لا تمدحني، ولكن كن عيني وأذني ولساني مع المجتمع"، ليرسخ بذلك نظرته إلى الصحافة ودورها في نقل الواقع الحقيقي بين الحكومة والشعب.
آمن الملك الموحد عبدالعزيز بدور ورسالة الإعلام في وقت مبكر، حيث أجرى لقاء رسميا مع أشهر مجلة عالمية مطبوعة تصدر من مانهاتن عام 1943، على يد المحرر نويل بوش، والمصور روبرت لاندري، حيث وضعت "لايف" الأمريكية صورته على الغلاف الرئيس، ووصفته بأنه أحد أقوى الرجال في العالم إثر دوره العظيم الذي لا مثيل له في تلك المرحلة الحرجة.
وبعد 6 أعوام اُفتتحت في عهد الملك عبدالعزيز إذاعة جدة لتتصدى للحملات الدعائية من بعض الدول الإسلامية التي حاولت تشويه الحكم السعودي في الحجاز، ليأتي لاحقا إطلاق أول بث للتلفزيون السعودي في السابع من يوليو 1965 من برج التلفزيون في حي الوشام بالعاصمة الرياض بالتزامن مع محطة جدة.
والآن، وبعد 100 عام، أعلن سلمان الدوسري، وزير الإعلام السعودي، أن 2024 سيكون عام التحول الإعلامي في السعودية، وسيتم ذلك عبر استراتيجيات تقوم على أربع ركائز هي: (الأرقام، المؤشرات، الشغف، العمل) خاصة أن قطاع الإعلام والاتصال أسهم خلال 2023 بما يعادل 14.5 مليار ريال على مستوى الناتج المحلي، والمستهدف الوصول إلى 16 مليار ريال خلال 2024.
ما بين التأسيس والتحول الإعلامي، قرن تفرد فيه الإعلام السعودي بكونه صاحب رحلة تطور متصلة عبر العقود، بداية من توحيد السعودية الذي أتاح حركة تعليمية واسعة، نتج عنها لاحقا ما عرف بـ "صحافة الأفراد" التي ازدهرت في الخمسينيات، مرورا بمرحلة تحويل الصحف إلى مؤسسات كبرى منتصف الستينيات، ثم وصولا إلى مخاطبة العالم العربي بكيانات إعلامية عملاقة في صدارتها صحيفتا الشرق الأوسط والحياة اللندنية، وقنوات العربية وإم بي سي، وروتانا.
ورغم التطور المستمر، إلا أن بعض خطواته كانت بطيئة في عصر أصبحت السرعة محركه، الأول، وهنا برزت أهمية رؤية السعودية 2030 التي أطلقها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان في 2016، إذ لم يكتف فقط بإحداث طفرة إعلامية، بل حول الإعلام إلى أحد أقوى أسلحة القوى الناعمة، لمخاطبة العالم الغربي.

الأكثر قراءة