توترات البحر الأحمر تقفز بأجور شحن صادرات دول الخليج من الألمنيوم 50 %
رفعت تهديدات الملاحة البحرية في البحر الأحمر التي بدأت منذ عدة شهور بسبب هجوم الحوثيين على السفن العابرة لباب المندب، أجور شحن منتجات شركات الألمنيوم الخليجية للأسواق الخارجية بنسب متفاوتة وصلت إلى 50 %.
وأوضح لـ"الاقتصادية" محمود الديلمي أمين عام المجلس الخليجي للألمنيوم، أن توترات الملاحة البحرية في البحر الأحمر كان لها تأثير مباشر في أجور صادرات منتجات شركات الألمنيوم الخليجية للأسواق الخارجية بنسبة ما بين 20 % و50 % باعتبار أنها تقوم بتصدير أكثر من 3.8 مليون طن سنويا، أي ما يشكل 60 % من إنتاجها الإجمالي من الألمنيوم.
وقفزت أجور الشحن البحري بين آسيا وأوروبا والأمريكيتين بنسبة وصلت إلى 173% منذ نوفمبر الماضي، بسبب تهديدات جماعة من الحوثيين للسفن التجارية العابرة من مضيق باب المندب على البحر الأحمر بحسب تقرير "فريتوس دوت كوم" متعددة الجنسيات المختصة في عمليات الشحن ورصد البيانات المتعلقة بصناعة النقل البحري في يناير الماضي.
وأوضح الديلمي، أن إنتاج العام الماضي بلغ أكثر من 6.3 مليون طن، مشيرا إلى أن عملاء صادرات دول الخليج من الألمنيوم سيتعرضون أيضا للضرر من تأخر شحن تلك المنتجات أولا، وأيضا من ارتفاع أسعار الشحن، يأتي في مقدمتها دول الشرق الأقصى خاصة اليابان التي تعتمد أساسا على منتجات الشركات الخليجية، ثم أمريكا بدرجة أقل لاعتمادها على صادرات دول أخرى مثل كندا و الهند وروسيا.
وفي تقرير صدر مطلع يناير 2024 عن شركة "فريتوس دوت كوم"، السعر الفوري لشحن البضائع في حاوية 40 قدما من آسيا إلى شمال أوروبا يتجاوز الآن أربعة آلاف دولار، صعودا من متوسط 1900 دولار سابقا، حسب الشركة.
ولفت الديلمي إلى أن الإمارات تعد أكثر دول الخليج تصديرا لمنتجات الألمنيوم في 2023، بنسبة 70 % من إنتاجها الإجمالي، فيما تصدر البحرين نحو 40 % من إنتاجها من الألمنيوم، بينما تصدر السعودية نحو نصف إنتاجها الإجمالي من الألمنيوم.
ويقدر حجم الاستثمارات في قطاع الألمنيوم في الخليج بأكثر من 58 مليار دولار بنهاية 2023، تشمل صناعات تحويلية ومنتجات أولية.
يقول الأمين العام للمجلس الخليجي للألمنيوم، إن شركات الألمنيوم الخليجية تغطي سنويا حاجة السوق الخليجية من منتجات الصناعات التحويلية للألمنيوم التي تستخدم في المشروعات العمرانية والسكنية ومشروعات البنية التحتية، مشيرا إلى أن الصناعات التحويلية في الخليج استفادت من مليوني طن من الإنتاج الخليجي للألمنيوم في مشروعات خليجية، أي أقل من ثلث الإنتاج.
ولفت إلى عدم تأثر مبيعات شركات الألمنيوم في الخليج بسبب التوترات في البحر الأحمر لوجود اتفاقيات سابقة لبيع وتصدير حصص من إنتاجها إلى أسواق خارجية، فضلا عن وجود طلب متزايد على منتجات الألمنيوم من الخليج.
وأوضح الأمين العام لمجلس الألمنيوم الخليجي، أن عام 2023 لم يشهد أي أعمال توسعية لزيادة الإنتاج من قبل شركات الألمنيوم في الخليج، وإنما كان التركيز على دعم استخدام التقنيات الحديثة ومواجهه تحديات المناخ.
وبحسب إحصائية حديثة، اطلعت عليها "الاقتصادية"، بلغ حجم بلغ إنتاج الإمارات من الألمنيوم للعام الماضي نحو 2.75 مليون طن، البحرين 1.62 مليون طن، السعودية 865 ألف طن، وقطر 677 ألف طن، و397 ألف طن إنتاج سلطنة عمان.
