شركات التكنولوجيا الحيوية تنهض من تحت الأنقاض

شركات التكنولوجيا الحيوية تنهض من تحت الأنقاض

أدى الانتعاش في أسهم شركات التكنولوجيا الحيوية إلى زيادة الآمال في حدوث تحول من أسوأ أداء للقطاع هذا القرن، إذ عانى مطورو الأدوية ارتفاع أسعار الفائدة وتراجع نشوة فترة الجائحة.
حتى مع اقتراب سوق الأسهم الأمريكية الأوسع من مستوى قياسي، لا يزال مؤشر ستاندرد آند بورز للتكنولوجيا الحيوية أقل بأكثر من 50 في المائة من ذروته التي بلغها في أوائل 2021.
مع ذلك، كان القطاع أحد أكبر المستفيدين من التحول الأخير في توقعات أسعار الفائدة، إذ ارتفع أكثر من 25 في المائة منذ بداية نوفمبر. دفعت مكاسب الأربعاء الماضي التي بلغت 5 في المائة القطاع إلى المنطقة الإيجابية لهذا العام بعد انخفاضه أكثر من 20 في المائة في 2021 و2022.
قال آندي أكر، مدير محفظة رعاية صحية في شركة جانوس هندرسون: "في أواخر 2020 وأوائل 2021، حققت كثير من الشركات في مراحلها المبكرة تقييمات لم تكن منطقية على الإطلاق. الآن نشهد الوضع المعاكس (...) لذلك نبحث تحت الأنقاض محاولين تحديد الشركات التي تركت للموت".
من بين أكبر المساهمين في ضعف المؤشر أخيرا، شركة تطوير اللقاحات موديرنا وشركة ألتيميون التي تعمل على تطوير علاجات مضادة للسمنة.
هوت أسهم موديرنا أكثر من 50 في المائة هذا العام مع تراجع الطلب على لقاحاتها ضد كوفيد- 19. وخسرت شركة ألتيميون أكثر من نصف قيمتها في يوم واحد من مارس بعد أن أظهرت تجربة دواء أنه سبب آثارا جانبية شديدة على بعض المرضى.
في أكتوبر، قبل الانتعاش الأخير في السوق، كان عدد قياسي يبلغ 232 شركة من شركات علوم الحياة على مستوى العالم تتداول برسملة سوقية أقل من احتياطياتها النقدية، وفقا لشركة جانوس هندرسون.
كما كان أداء شركات الأدوية الكبرى أقل من المتوقع، إذ يتجه مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الفرعي لشركات الأدوية إلى أسوأ أداء له مقارنة بمؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع في 20 عاما على الأقل. كانت شركة فايزر أكبر عائق لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 هذا العام، ووصلت الأربعاء الماضي إلى أدنى مستوى لها منذ 2013.
أثر ارتفاع أسعار الفائدة على التقييمات في مختلف الصناعات، لكن التأثير يميل إلى أن يكون ضارا بشكل خاص في قطاعات كالتكنولوجيا الحيوية حيث تركز معظم الشركات على النمو في المستقبل البعيد. أبقى الفيدرالي على أسعار الفائدة القياسية في الولايات المتحدة عند 5.25 إلى 5.5 في المائة، ارتفاعا من الصفر تقريبا قبل عامين، لكنه أشار إلى أن التخفيضات في أسعار الفائدة ستبدأ في العام المقبل.
قال كريس شيبوتاني، وهو محلل للرعاية الصحية في جولدمان ساكس: "لم يسبق لي أن مررت بمرحلة متعددة الأعوام كان فيها للديناميكيات الكلية القدر نفسه من التأثير كما هي الحال الآن. لقد كان على كل مستثمر تقريبا أن يصبح خبيرا اقتصاديا دون معرفة أو خبرة عملية".
تفاقم تأثير أسعار الفائدة بسبب سيل من الشركات عالية المخاطر التي تم طرحها للاكتتاب في 2020 و2021.
تقليديا، تجمع الشركات الناشئة التي تعمل على أدوية جديدة التمويل من القطاع الخاص إلى أن تكون لديها بيانات سريرية لطمأنة المستثمرين بشأن فرص نجاحها.
لكن عندما كانت الأسواق ترتفع في ذروة جائحة فيروس كورونا، أدرجت كثير من الشركات أسهمها دون بيانات كثيرة.
قال راهول تشودري، رئيس أسواق مال الرعاية الصحية في شركة ليرنك بارتنرز: "كانت هناك شركات، إذا كنا صادقين مع أنفسنا، على الأرجح غير مستعدة لأن تصبح شركات عامة".
تم إدراج أكثر من 250 شركة رعاية صحية في الولايات المتحدة بين 2020 و2021، وفقا لشركة ديلوجك. أداؤها الضعيف صعب على الشركات الأخرى اللحاق بها، مع إتمام 24 صفقة فقط في 2023.
تمكنت بعض الشركات المتخصصة في مجالات كأدوية مكافحة السمنة من جذب المستثمرين رغم البيئة الصعبة. قال لورنس كيم، الشريك الإداري في شركة أسينتا كابيتال ومدير مالي سابق في موديرنا: "لا يزال الابتكار يحدث في هذا القطاع، المشكلة هي أن بعض الابتكارات لم تعط تقييمات عالية".
من جانبه، قال كيم إن ذلك من شأنه أن يوجد فرصا للمستثمرين، من خلال "بيع كل شيء بنصف قيمته" قبل أن تتغير الصورة الكلية.
حذر شيبوتاني من جولدمان ساكس من أن الصناعة ستظل تواجه تحديات حتى عندما تبدأ أسعار الفائدة في الانخفاض، بما في ذلك إصلاحات تسعير الأدوية والانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تلوح في الأفق.
مع ذلك، فإن الاعتقاد بأن الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ قريبا في خفض أسعار الفائدة بدأ بالفعل في تعزيز التقييمات، مع ارتفاع مؤشر التكنولوجيا الحيوية 14 في المائة في نوفمبر و11 في المائة هذا الشهر.
قال تشودري: "أعتقد أن هذا التفاؤل وليد اللحظة حاليا. لكن الأمل ينبوع أبدي، وهناك أمل في أن تبدأ بيئة أسعار الفائدة المنخفضة في العام المقبل في مساعدة القطاع، وسترى مزيدا من الشركات قادرة على الوصول إلى رأس المال، المهم أنك سترى المستثمرين في قطاعات مختلفة - والذين كانوا غائبين منذ ثلاثة أعوام - بدأوا في العودة".

الأكثر قراءة