الأدب يرسو على «مرافئ الثقافة» في معرض جدة للكتاب

الأدب يرسو على «مرافئ الثقافة» في معرض جدة للكتاب
الأدب يرسو على «مرافئ الثقافة» في معرض جدة للكتاب
الأدب يرسو على «مرافئ الثقافة» في معرض جدة للكتاب
الأدب يرسو على «مرافئ الثقافة» في معرض جدة للكتاب
الأدب يرسو على «مرافئ الثقافة» في معرض جدة للكتاب

على مرافئ الثقافة، رسا الأدب شعرا ونثرا في معرض جدة للكتاب 2023، حاملا معه شتى صنوف المعرفة، بكل ما تحمله من إصدارات جديدة، مقدما للقراء رحلة معرفية شاملة ومتكاملة على مدى عشرة أيام.
المعرض الذي اختار "مرافئ الثقافة" شعارا له، يشهد مشاركة واسعة لأكثر من 1000 دار نشر محلية وعربية ودولية موزعة على 400 جناح، ويستقبل زواره حتى السبت المقبل، مصحوبا ببرنامج ثقافي ثري، تلقي "الاقتصادية" الضوء على أبرز ما دار في رحاه.

حكايا نجيب محفوظ

معرض جدة للكتاب هو رابع معارض الكتاب في المملكة لهذا العام، وسط حديث لدور نشر محلية وعربية، كشفت فيه لـ"الاقتصادية" أن هيئة الأدب والنشر والترجمة وجهت لهم الدعوات للمشاركة في معرض الشرقية للكتاب، الذي يقام في نسخته الثانية قبل شهر رمضان المبارك، في الربع الأول من العام المقبل.
وتضمن المعرض لهذا العام منطقة خاصة للقصص المصورة اليابانية (المانجا) والكوميكس، تحفل بالمقتنيات والكتب لمتذوقي هذا الفن، إلى جانب عروض مسرحية، وندوات وجلسات حوارية، وأمسيات شعرية، وورش عمل ضمن نحو 80 فعالية حملها البرنامج الثقافي.
وكان لافتا في المعرض إقامة ندوة حوارية بعنوان "حكايا نجيب محفوظ"، أكد فيها الدكتور محمد إسماعيل، صاحب كتاب "الصحفي في أدب نجيب محفوظ"، أن الأديب الراحل كان يملك رؤية استشرافية، يستحق القراءة ليس مرة، بل مرات عديدة، معلقا "طيلة حياتي كنت أتنفس أدب نجيب محفوظ، حرفيا".
وقال إنه موجود في مقالاته أكثر من أعماله الأدبية، وإن أردت أن تعرف شيئا عن مصر فاقرأ نجيب محفوظ، فهو رائد ومجدد، وما زال إطاره مسيطرا على العقلية الأدبية ولم يتكرر إلى الآن، وأصبح اسما يحاول عديد تقليده.
وبين إسماعيل أنه في فترة من الفترات كان نجيب محفوظ مهددا بالاعتقال نظير أعمال أدبية خالطها التأويل غير الصحيح، مشيرا إلى أن الدافع وراء تأليفه كتاب عن أدب نجيب محفوظ هو العشق والحب لأدبه، والتأثر بطريقة حياته.

"إن بعض الرجال إثم"

كتاب "إن بعض الرجال إثم" أثار جدلا، ويجمع أبرز القصص المؤثرة الواقعة بين رجال ونساء في العالم العربي، من خلاصة تجارب واقعية لسبعة مؤلفات للكاتبة نفسها، خصص له معرض جدة ندوة بحضور مؤلفته اللبنانية فاتن حمود.
وذكرت أن علاقتها بالتأليف بدأت عندما كانت في سن الـ20، مبينة أن طقوس الكتابة لديها تتمثل في الاندماج عند بداية أول جملة في القصة، لتنهيها في فترة وجيزة، قد لا تتجاوز الشهر، معتمدة في سردها القصصي على اللغة العربية المبسطة، دون تكلف، وأشارت إلى مواجهتها كثيرا من الاتهامات التي تمحورت في انحيازها للمرأة ضد الرجل، متصدية لهذه الاتهامات بتناول عدد من الاقتباسات التي تبطل مزاعمهم على حد قولها، موضحة أنها ليست ضد الرجال، ولكن ضد الممارسات الخاطئة من الرجال والنساء على حد سواء، وأن تسمية بعض كتبها بعناوين تثير الجدل كانت لأغراض تسويقية.
وكشفت حمود "أستقي قصص الكتب عن طريق طرح الأسئلة على متابعي في مواقع التواصل الاجتماعي، لأجد فيضا منها بعد أيام، ثم أنتقي الأكثر واقعية".

مهارات التحرير على طاولة النقاش

مهارات التحرير لقيت مكانها للمرة الأولى في معرض جدة، عبر ورشة عمل قدمها المحرر والمدقق اللغوي فايز الغامدي، وحظيت بحضور نوعي من إعلاميين ومدققين لغويين ومهتمين بجانب التحرير، وتطرقت إلى كل ما يعنى بمهارات التحرير، حيث شدد الغامدي على ضرورة أن يتحلى المحرر أثناء أداء عمله بالتركيز والالتزام، وأن يكون ذا حضور ذهني، ومتحملا ضغوط العمل.
وأسمى الغامدي عتبات ينبغي أن يقف عندها المحرر، أسماها كذلك كونها بمنزلة قفزات ينبغي أن يتجاوزها المحرر، وهي: اللغة، بأن يتمكن المحرر من النحو والإملاء، والتأكد من الطباعة، ووجوب إيجاد نص خال من الأخطاء المطبعية، وهناك الصياغة المعنية بسلامة التراكيب والجمل، إضافة إلى المعايير المهنية المتعلقة بكل نوع من أنواع المحتوى.
ومن أبرز الندوات التي شهدها المعرض، الجلسة التي عنيت بكتب السيرة الذاتية، وأفضت إلى حقيقة مفادها أن لكل منا سيرة ذاتية تستحق أن تكتب، ولكن السؤال كيف تروى؟
في جلسة أدار دفتها الدكتور سعيد الدحية الزهراني، رئيس قسم الصحافة والإعلام الجديد في كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تناولت "كتابة السيرة الذاتية"، قال فيها الدكتور عبدالله الحيدري: "شتان بين ماضي السعودية وحاضرها، حيث كان هناك عزوف عن كتابة السير، والتوجه لأجناس أدبية أخرى، ورغم ذلك هناك ازدياد في هذا الجنس الأدبي، لأسباب منها: اهتمام الباحثين والباحثات بتسجيل أعمال تخص السيرة الذاتية الإبداعية، حيث أضحى عاملا محفزا لارتياد هذا الجنس الأدبي".
فيما أكد الدكتور حمد البليهد أن السيرة الذاتية تتضمن المنطقة الجمالية والبراغماتية التي تجعل من اللغة سلطة للفن، وتقديم قصة حياة بلغة وحبكة، معتبرا أن ليس كل سيرة ذاتية تدخل في الأدب، في حين تناول الدكتور حمزة المزيني في كتاب "واستقرت بها النوى"، وشدد على أن السيرة الذاتية قصة حياة، ولكل منا قصة حياة تستحق أن تكتب وتروى، ولو أردت إعادة الكتابة لاكتفيت بما كتبت".

حراس اللغات

من مرافئه، أبحر معرض جدة للكتاب في موضوع المترجمين وتجاربهم، وفي طاولة نقاش حملت عنوان "المترجمون حراس اللغات"، أكدت فيها المترجمة إلى اللغة الصينية يارا المصري أنه من الضروري أن تكون لدى المترجم أمانة في الترجمة، ونقل المعلومات، وأن لا يحرف فيها، سواء كانت المادة المترجمة سياسية أم اقتصادية أم دينية، أم خلاف ذلك، معتبرة أن لكل مترجم أسلوبه الخاص، ما يجعل القارئ يفضل مترجما على آخر.
من جانبه رفض المترجم عبدالله الخريف فكرة الترجمة من الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي، دون أن ينكر التطور الذي قد يحدث مستقبلا ويسحب البساط من المترجمين.
ومن الترجمة إلى "حقيبة سفر القارئ"، الندوة التي حملت معها تجارب كتابية ملهمة، ذكرت فيها الروائية العراقية والمترجمة شهد الراوي أن علاقتها بالكتب تحيلها إلى اليأس، وأن ظروفا حفزتها للدخول في عالم الرواية والترجمة، وكشفت أنها فوجئت وهي في مقتبل عمرها القرائي بمعدل عمر الأدباء حين بدأوا رحلة الكتابة، الذي يعد صغيرا نسبيا أمام ما أنجزوه.
الروائي العماني زهران القاسمي في حديثه في الجلسة الماتعة أكد أنه وليد بيت قارئ ممتلئ بالكتب، كون والده كان شغوفا بالقراءة، ما شجعه على القراءة وتتبع الكتب، لافتا إلى أن الشاعر قدم للروائي لغة جميلة وفرض استمتاعا على الراوي، فالشاعر دائما تنفث فيه الروح، ومنبع الكلمات والجمل والتعبيرات والخيال لكل مهتم بالجانب الكتابي الإبداعي، روائيا كان أم قاصا.

الأكثر قراءة