حماية أمان اللاعبين أولوية .. «ماين كرافت» و«روبلاكس» الأعلى استهدافا

حماية أمان اللاعبين أولوية .. «ماين كرافت» و«روبلاكس» الأعلى استهدافا
حماية أمان اللاعبين أولوية .. «ماين كرافت» و«روبلاكس» الأعلى استهدافا

في الأعوام الأخيرة، شهدت صناعة الألعاب ازدهارا كبيرا مع تزايد شعبية الألعاب الإلكترونية والمنصات التي تدعمها، وعلى الرغم من متعة اللعب والتفاعل في هذا العالم الرقمي، إلا أنه أصبح هدفا للقراصنة السيبرانيين الذين يستغلون الفرص لتنفيذ هجماتهم الخبيثة، ويشهد العالم زيادة ملحوظة في عدد الهجمات السيبرانية المستهدفة للاعبين، حيث يتم استهداف اللاعبين بشكل متزايد من قبل القراصنة الذين يسعون لسرقة المعلومات الشخصية والمالية، والتلاعب بالحسابات الرقمية، وتعطيل خدمات الألعاب عبر الإنترنت.
وتتضمن أشكال الهجمات الشائعة على اللاعبين اختراق حساباتهم الشخصية، والتصيد الاحتيالي Phishing، واستغلال الثغرات الأمنية في الألعاب والمنصات، حيث يستخدم القراصنة تقنيات متقدمة مثل برامج التجسس والبرامج الضارة والاحتيال الهندسي للوصول إلى بيانات اللاعبين والتحكم في حساباتهم.
وبحسب أحدث التقارير، يواجه مجتمع ألعاب الفيديو الذي يشكل أفراده نحو نصف سكان العالم حاليا، هجمات متزايدة من مجرمي الإنترنت، ففي الفترة الممتدة من منتصف عام 2022 إلى منتصف عام 2023، تم اكتشاف ضعف أمني متزايد لدى مجتمع اللاعبين، إذ يستهدف مجرمو الإنترنت هذا المجتمع الكبير للوصول إلى بيانات أفراده الشخصية، وقد شنوا عليهم مجموعة من الهجمات تستغل ثغرات الويب، وهجمات حجب الخدمة الموزعة، وهجمات تعدين العملات المشفرة، وحملات برمجيات حصان طروادة معقدة أو تصيد احتيالي.
وفي الفترة نفسها، تم اكتشاف أكثر من أربعة ملايين محاولة لتحميل أكثر من 30.684 ملفا فريدا متنكرا على هيئة ألعاب شهيرة، وتعديلات للألعاب، وملفات غش، وبرامج أخرى متعلقة بالألعاب، وأثرت تلك الحوادث في 192,456 مستخدما حول العالم، بشكل أساسي، يتم تصنيف هذه الملفات على أنها برامج غير مرغوب فيها، لكن غالبا ما تصنفها برامج مكافحة الفيروسات على أنها أدوات تنزيل للفيروسات، لكنها ليست فيروسات بنفسها، التي تبلغ نسبتها 89.7 في المائة، لذا لا تعد هذه الملفات خطرة بطبيعتها، لكنها قادرة على تحميل برمجيات متنوعة، قد تكون خبيثة، على جهاز المستخدم، إضافة إلى ذلك، كانت البرمجيات الإعلانية وبرمجيات حصان طروادة التي بلغت نسبتها 5.3 و2.4 على التوالي، تهديدات جديرة بالملاحظة للاعبين الذين يستخدمون الحواسيب المكتبية.
وبرزت لعبة Minecraft باعتبارها الهدف المفضل لدى مجرمي الإنترنت، حيث كانت مسؤولة عن انطلاق 70.3 في المائة من جميع التنبيهات، وخلال الفترة المشمولة في التقرير، أثرت التهديدات التي تستخدم لعبة Minecraft كطعم في 130,619 لاعبا في جميع أنحاء العالم. وكانت لعبة Roblox ثاني أكثر الألعاب استهدافا، حيث أدت إلى تشغيل 20.4 في المائة من إجمالي التنبيهات وأثرت في 30,367 مستخدما، كما تضمنت قائمة أكثر الألعاب التي تتعرض للتهديدات السيبرانية ألعابا مثل  Counter-Strike: Global Offensive بنسبة 4.8 في المائة، وPUBG بنسبة 2.9 في المائة، وHogwarts Legacy  بنسبة 0.6 في المائة، وDOTA 2 بنسبة 0.5 في المائة، وLeague of Legends بنسبة 0.3 في المائة.
أما بالنسبة إلى مجتمع لاعبي الهواتف الذكية، الذين يتجاوز عددهم ثلاثة مليارات لاعب، أو نحو 40 في المائة من سكان العالم وفقا لتقرير شركة Newzoo لعام 2023، فهو يتميز بنموه الكبير وسهولة الانضمام إليه، وبالتالي أصبح هدفا مغريا لمجرمي الإنترنت. وفي الفترة بين 1 يوليو 2022 و1 يوليو 2023، وثق تقرير شركة كاسبرسكي 436,786 محاولة لإصابة الأجهزة المحمولة، وأثرت المحاولات في 84,539 مستخدما.  
استخدمت هذه المحاولات عدة ألعاب كطعوم لاستهداف لاعبي الهواتف، وحتى على الهواتف، كان عشاق لعبة Minecraft هم الهدف الرئيس أيضا، حيث ركزت 90.4 في المائة من الهجمات التي وقع ضحيتها 80,128 لاعبا على هذه اللعبة. وبالأخص، واجه المستخدمون الإندونيسيون هجمات استغلت لعبة Minecraft، ما أدى إلى حدوث الهجوم الذي قام بتسجيل بيانات اشتراكات الضحايا بشكل سري.
وفي المرتبة الثانية لأكثر ألعاب الهواتف استهدافا، حلت لعبة PUBG: Battlegrounds، حيث كانت 5.09 في المائة من إجمالي التنبيهات ناتجة عن تهديدات استغلت اللعبة، وكانت أغلبية الحوادث تصدر عن مستخدمين في الاتحاد الروسي. وفي المرتبة الثالثة من حيث عدد عمليات الرصد، أتت منصة Roblox بنسبة 3.33 في المائة، لكنها كانت في المرتبة الثانية من حيث عدد المستخدمين المتأثرين.
وتؤثر هذه الهجمات السيبرانية في اللاعبين على المستوى الشخصي والمالي والنفسي، ففقدان الحسابات أو البيانات الشخصية يمكن أن يؤدي إلى سرقة الهوية واستغلال الحسابات المصرفية، وتلف السمعة الرقمية للأفراد، إضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر الهجمات السيبرانية في تجربة اللاعبين وتعطيل الخدمات الرقمية المرتبطة بالألعاب.
ومع تزايد خطورة هذه الهجمات، يجب أن يكون الأمان الرقمي وحماية المعلومات الشخصية أولوية لمجتمع اللاعبين وشركات الألعاب على حد سواء، وينبغي للاعبين اتخاذ إجراءات أمان إضافية مثل استخدام كلمات مرور قوية وفريدة لكل حساب، وتفعيل المصادقة الثنائية، وتحديث برامج الحماية بانتظام، وعلى الجانب الآخر، يجب على شركات الألعاب تعزيز إجراءات الأمان وتطوير نظم حماية أكثر تطورا لمنع الهجمات السيبرانية، ويجب أن تستثمر الشركات في التدريب والتوعية للموظفين واللاعبين حول مخاطر الهجمات السيبرانية وكيفية الوقاية منها.

الأكثر قراءة