أسعار الغاز في أوروبا عند أعلى مستوى في 4 شهور .. قفزت 27 % خلال يومين

أسعار الغاز في أوروبا عند أعلى مستوى في 4 شهور .. قفزت 27 % خلال يومين
سعر العقود الآجلة ارتفع أمس 12 في المائة إلى أقل قليلا من 50 يورو لكل ميجاواط/ ساعة.

سجلت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي في التعاملات الأوروبية ارتفاعا جديدا أمس لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ أربعة شهور في ظل المخاوف بشأن البنية التحتية لشبكات الغاز الأوروبية وتداعيات التوترات في الشرق الأوسط.
وذكرت وكالة "بلومبيرج" للأنباء أن سعر العقود الآجلة ارتفع بنسبة 12 في المائة إلى أقل قليلا من 50 يورو لكل ميجا واط/ ساعة، وهو أعلى مستوى له منذ منتصف يونيو الماضي، بعد ارتفاعه أمس الأول بنسبة 15 في المائة، وبذلك قفزت الأسعار 27 في المائة خلال يومين.
واستمر ارتفاع الأسعار بعد تقرير نشرته "بلومبيرج" عن تحقيق في تسريب من خط أنابيب غاز تحت البحر بين فنلندا وإستونيا واحتمال أن يكون ناجما عن عمل تخريبي متعمد.
وارتفع سعر العقود الهولندية القياسية للغاز الطبيعي بنسبة 11 في المائة إلى 48.88 يورو لكل ميجاواط/ ساعة تسليم الشهر المقبل خلال التعاملات أمس، في حين ارتفع سعر الغاز البريطاني بنسبة 12 في المائة.
يأتي ذلك في وقت رجح فيه بنك جولدمان ساكس أن يؤدي تقليص إنتاج الغاز في إسرائيل بسبب الحرب في غزة إلى تراجع المعروض العالمي، لكن التأثير في أسعار الغاز الأوروبية هامشي حاليا.
وقال جولدمان ساكس في مذكرة: "تقليص المعروض من الغاز الطبيعي المسال عالميا يعد هامشيا بالنسبة إلى أسعار منصة تي.تي.إف (الهولندية لتداول عقود الغاز الآجلة) في الوقت الحالي، إذ إن تأثيره النهائي في المعروض في منطقة شمال غرب أوروبا التي تحدد سعر تي.تي.إف أقل من الحجم الإجمالي للتعطل".
وارتفعت أسعار النفط والغاز في أنحاء العالم الإثنين بسبب أحدث صراع في الشرق الأوسط، وكذلك إضراب العمال في محطات تصدير الغاز الطبيعي المسال في أستراليا.
وأضاف جولدمان ساكس أن الطقس المعتدل حتى الآن هذا الشهر عوض أثر التعطيل المحتمل في إمدادات الغاز الطبيعي المسال.
ومع ذلك، يرى البنك أن المخاطر على أسعار الغاز في أوروبا تميل نحو الاتجاه الصعودي نظرا إلى حالة عدم اليقين حول مدة تعطل إنتاج الغاز وفي ظل تزايد الغموض حول التداعيات الجيوسياسية للصراع المستمر في الشرق الأوسط.
يشار إلى أن شركة جاسجريد الفنلندية المشغلة لشبكة الغاز قالت في بيان: إن خط أنابيب غاز تحت البحر يمتد بين فنلندا وإستونيا تم إغلاقه بعد تراجع غير معتاد في الضغط.
وأضافت الشركة في البيان: "بناء على عمليات الرصد هناك اشتباه بوجود تسرب في خط الأنابيب البحري بين فنلندا وإستونيا".
وذكرت الشركة أنها تنسق مع الشركة المشغلة في إستونيا للتحقيق في سبب التسرب.
وعلى الرغم من أنه يبدو أن الحادث الحالي تم احتواؤه حاليا، فإن المخاطر المحتملة ستكون تذكيرا بالانفجارات التي وقعت في خط نورد ستريم منذ عام.
وفي الأسابيع الأخيرة، زادت دول الاتحاد الأوروبي كميات الغاز الطبيعي المسال الروسي التي تشتريها رغم الحرب في أوكرانيا، ما يوضح تعقيدات إيجاد بديل لمصدر الطاقة الحيوي هذا مع اقتراب فصل الشتاء.
وبعد بدء الحرب في فبراير 2022، قلصت موسكو بشكل حاد من صادرت الغاز عبر الأنابيب إلى الاتحاد الأوروبي، ما دفع دوله الـ27 للبحث عن مصادر بديلة في ظل اعتمادها على الوقود التقليدي.
واستثمرت دول الاتحاد في البنى التحتية لموانئها، وزادت العام الماضي كميات الغاز الطبيعي المسال التي تشتريها بنسبة 70 في المائة. وتشكل الولايات المتحدة مصدر 40 في المائة من كميات هذا الغاز المنقول عبر السفن.

الأكثر قراءة