سوق نظارات الواقع الافتراضي .. تكلفة عالية وقيود وطلب ضعيف

في تطور يثير القلق في صناعة التكنولوجيا، تشير الأرقام الأخيرة إلى أن شحنات نظارات الواقع الافتراضي VR والواقع المعزز AR شهدت انخفاضا حادا في الربع الثاني من عام 2023. وأثار هذا الانخفاض تساؤلات حول مستقبل السوق وتحدياتها المستقبلية، فوفقا لأحدث التقارير، فإن شحنات نظارات الواقع المختلط XR التي تشمل نظارات الواقع الافتراضي والمعزز انخفضت بنسبة 49 في المائة، مقارنة بالعام الماضي خلال الربع الثاني من 2023، ويعد هذا الانخفاض هو الأكبر في الربع الثاني من الأعوام السابقة، ما يشير إلى تحديات قوية تواجهها السوق في ظل طلب ضعيف.
وتعزى هذه التراجعات الحادة إلى عوامل عدة، حيث تعاني السوق قلة الطلب وعدم تلبية توقعات المستهلكين بشكل عام، قد تكون هذه نتيجة عدم اكتمال بناء الوعي الجماهيري حول فوائد وتطبيقات تكنولوجيا الواقع المختلط، إضافة إلى ارتفاع الأسعار وعدم توافر المحتوى المغري والمتنوع بما يكفي.
ومع ذلك، نجح بعض اللاعبين الرئيسين في السوق في تجاوز هذا التراجع العام، فقد أسهم أداء نظارة سوني بلاستيشن VR2 التي تم إطلاقها أخيرا، إضافة إلى تخفيض سعر نظارة Quest 2 من “ميتا”، في إنعاش السوق العالمية من انخفاض أكبر، وتمكنت Meta من الاحتفاظ بنصف حصة السوق في الربع الثاني من عام 2023، ما يشير إلى استمرار تفوقها وقوتها في القطاع.
وعلى الرغم من التحديات التي تواجه سوق نظارات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، فإن الخبراء يعتقدون أن هناك إمكانات هائلة لهذه التكنولوجيا في المستقبل، من المتوقع أن يتم تطوير تطبيقات جديدة ومبتكرة في مجالات متنوعة، مثل التعليم والترفيه والطب والتصميم والتسويق، ومع توافر تكنولوجيا أفضل وأسعار أكثر تنافسية، قد يشهد هذا القطاع نموا مستداما في المستقبل.
ومع مرور الوقت، قد تتغير اهتمامات المستهلكين وتتطور التكنولوجيا، ما يفتح الباب أمام فرص جديدة وتحديات لشركات تصنيع نظارات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، لذلك يتطلب النجاح في هذه الصناعة القدرة على التكيف والابتكار المستمر، إضافة إلى تلبية احتياجات وتوقعات المستهلكين.
ولا تزال السوق تحمل كثيرا من الفرص والوعود، ومع استمرار التطور التكنولوجي وتزايد اهتمام المستهلكين بالتجارب الواقعية والمحسنة، قد نرى نموا كبيرا في صناعة نظارات الواقع الافتراضي والواقع المعزز في المستقبل القريب.
وتعددت أسباب انخفاض شحنات نظارات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، مثل التكلفة، فقد تكون تكلفة نظارات الواقع الافتراضي والواقع المعزز مرتفعة، ما يقلل من قاعدة المستخدمين المحتملة، وقد يكون السعر عائقا لكثير من الأشخاص الذين يعدونها تكنولوجيا ترفيهية غير ضرورية، إلى جانب الأداء والتجربة، حيث قد يعاني بعض أجهزة الواقع الافتراضي والواقع المعزز قيودا في الأداء أو تجربة المستخدم، وقد تكون هناك مشكلات في الجودة البصرية، ومشكلات في تتبع الحركة أو تأخر في الاستجابة، ما يؤدي إلى تجربة غير مرضية للمستخدمين.
إضافة إلى أنه قد تكون هناك قيود في التطبيقات والمحتوى المتاح لنظارات الواقع الافتراضي والواقع المعزز. قد يكون هناك انحصار في عدد الألعاب والتطبيقات المتاحة، أو قد يكون المحتوى غير متنوع أو غير مثير للاهتمام بما يكفي لجذب المستخدمين، وقد يكون حجم وشكل نظارات الواقع الافتراضي والواقع المعزز ضخمة وثقيلة، ما يجعلها غير مريحة للارتداء فترات طويلة. هذا يمكن أن يكون عاملا مؤثرا في قرار المستخدمين في شراء هذه الأجهزة واستخدامها.
على الرغم من هذه العراقيل، فإن تكنولوجيا الواقع الافتراضي والواقع المعزز لا تزال في مرحلة التطور، ومن المتوقع أن تستمر في التطور والتحسن مع مرور الوقت، قد تتجاوز هذه التحديات وتصبح الأجهزة أكثر انتشارا وقبولا في المستقبل بفضل التطبيقات محتملة في مجموعة متنوعة من المجالات مثل التعليم، حيث يمكن استخدام تقنية الواقع الافتراضي والواقع المعزز لتحسين عملية التعلم، ويمكن للطلاب استكشاف الأماكن التاريخية أو العلمية أو الثقافية بوساطة الواقع الافتراضي، ويمكن أن تساعد العناصر المعززة على توفير شرح وتوجيهات إضافية، كما يمكن استخدام تقنية الواقع الافتراضي والواقع المعزز لتدريب الأشخاص في مجموعة متنوعة من المهارات، وصل ذلك إلى الأطباء الذين يمكنهم التدرب على إجراءات جراحية معقدة، ويمكن للمهندسين التعلم والتدرب على أجهزة ونظم معينة، كما يمكن للأشخاص استكشاف الوجهات السياحية المختلفة عبر الواقع الافتراضي والانغماس في ثقافات جديدة ومواقع تاريخية دون الحاجة إلى السفر الفعلي، إلى جانب الجيل الجديد من العمل التعاوني، حيث يمكن للفرق العمل معا في بيئة افتراضية واحدة، حتى إذا كانوا في مواقع جغرافية مختلفة، ويمكنهم تبادل المعلومات والتفاعل مع النماذج ثلاثية الأبعاد والبيانات المرئية.