الطاقة- النفط

«جولدمان ساكس»: سحب المخزونات النفطية يحد من المخاطر الهبوطية للأسعار

«جولدمان ساكس»: سحب المخزونات النفطية يحد من المخاطر الهبوطية للأسعار

الولايات المتحدة تواجه تحديات في التحول إلى الطاقة النظيفة في ظل المخاوف البيئية من إنتاج الهيدروجين.

استمرت تقلبات أسعار النفط الخام رغم نقص الإمدادات مقابل ضعف الطلب في الصين واحتمال رفع أسعار الفائدة الأمريكية مجددا.
ويرجح متعاملون في السوق أن النفط في طريقه حاليا لتكبد خسارة أسبوعية ثانية على التوالي وهو أمر غير معتاد إلى حد ما خاصة بالنسبة للخام الأمريكي.
وأكد بنك "جولدمان ساكس" أن سحب مخزونات النفط بشكل أكبر مما كان متوقعا في الاقتصادات المتقدمة قد يحد من المخاطر الهبوطية لأسعار النفط ويضيف دولارين للبرميل إلى توقعات نهاية العام عند 86 دولارا للبرميل من خام برنت، فيما ذكرت "وول ستريت" أن مخزونات النفط التجارية في منطقة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أغسطس جاءت أقل بمقدار 30 مليون برميل من توقعات سابقة.
وقال لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون إن هناك علامات على احتمال حدوث مزيد من الحركة الهبوطية في الأسعار في المستقبل، لافتين إلى بقاء الصين محورية في التوقعات النفطية للنصف الثاني من العام حيث من المتوقع أن تمثل الصين 60 في المائة من إجمالي نمو الطلب على النفط هذا العام.
وأوضح المحللون أن تأثير البيانات الأساسية المتدهورة الصادرة من الصين من المرجح أن يسبب بعض التوتر في سوق النفط الضيقة حاليا على الرغم من استمرار توقع نمو الطلب العالمي على النفط بنحو 1.9 مليون برميل يوميا ليصل إلى مستوى قياسي يبلغ 101.8 مليون برميل يوميا.
ولفتوا إلى أن البيانات الصينية لم يكن لها بعد تأثير كبير على أسعار النفط، حيث تستوعب الأسواق الأداء المتفوق النسبي الذي شهدته الولايات المتحدة، حيث لم تتراجع سوق الوظائف في الولايات المتحدة إلا قليل، مبينين أن ضيق سوق النفط وتحسن معنويات المخاطرة دعم أسعار النفط.
وقال مارتن جراف، مدير شركة "إنرجي شتايرمارك" النمساوية للطاقة، إن السوق النفطية أقرب إلى مواصلة المكاسب وسط عجز كبير في المعروض النفطي كما أن السحب القوي من مخزونات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بشكل كبير، من المتوقع أن يحد من الاتجاه الهبوطي.
وأشار إلى أن عديدا من البنوك الاستثمارية الدولية تتوقع استمرار ارتفاع أسعار النفط إلى مستوى قياسي بفعل نمو الطلب بالتزامن مع انخفاض العرض، ما يؤدي إلى عجز كبير في السوق.
من جانبه، قال سلطان كورالي المحلل الألباني ومختص شؤون الطاقة والمصارف، إن مؤشرات قوة الطلب تتنامى، حيث انخفضت مخزونات النفط للشهر الثالث على التوالي في يوليو الماضي، كما أصبحت مخزونات الصناعة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية حاليا أقل بأكثر من 100 مليون برميل من متوسط الأعوام الخمسة.
ورجح أن تشهد المخزونات النفطية مزيدا من التشديد في الخريف، لافتا إلى أنه إذا حافظ تحالف "أوبك+" على مستويات الإنتاج والتصدير الحالية، فقد تنخفض مخزونات النفط بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا في الربع الثالث و1.2 مليون برميل يوميا في الربع الرابع مع استمرار دفع الأسعار للارتفاع.
من ناحيته، ذكر جوران جيراس، مساعد مدير بنك "زد أيه إف" في كرواتيا، أن سوق النفط الخام تواجه كثيرا من التحديات والمتغيرات المتلاحقة في الأعوام الأخيرة، حيث تلقي المراجعة الإحصائية للطاقة العالمية لعام 2023 ضوءا شاملا على التقلبات والمخاطر والديناميكيات المعقدة لإنتاج واستهلاك النفط العالمي.
ولفت إلى أن المتغيرات والتحولات في السوق النفطية لم تغير من كون الولايات المتحدة منتجا ومستهلكا رئيسا للنفط، متوقعا وصول أسعار خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط إلى أعلى مستوياتها خلال عشرة أعوام مقبلة، معتبرا أن منظومة الطاقة تظل قوة ديناميكية تشكل الاقتصادات والسياسات على حد سواء وتشغل بال صانعي القرار في كل دول العالم.
بدورها، قالت ليندا تسيلينا، مدير المركز المالي العالمي المستدام، إن أسعار نواتج التقطير المتوسطة والعقود الآجلة للديزل قفزت في الأسابيع الأخيرة متجاوزة الزيادة في أسعار خام برنت، موضحة أنه بسبب قلة إمدادات النفط الخام والوقود تعززت هوامش التكرير أيضا في الأسابيع الأخيرة.
وأشارت إلى بقاء موارد الطاقة التقليدية مهيمنة على مزيج الطاقة العالمي، مبينة أن مؤشر الطاقة المتجددة شهد نموا بنسبة 4.75 في المائة مدعوما بالتحفيز الصيني وأحكام قانون خفض التضخم الأمريكي، معتبرة أن الولايات المتحدة تواجه تحديات في التحول إلى الطاقة النظيفة في ظل المخاوف البيئية من إنتاج الهيدروجين. إلى ذلك، قالت إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة أمس إن مخزونات النفط الخام تراجعت فيما ارتفعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير.
وتراجعت مخزونات النفط الخام 6.1 مليون برميل في الأسبوع الماضي إلى 433.5 مليون برميل، مقارنة بتوقعات محللين في استطلاع لـ"رويترز" بانخفاضها 2.8 مليون برميل.
وقالت الإدارة إن مخزونات الخام في مركز التسليم في كاشينج بولاية أوكلاهوما انخفضت 3.1 مليون برميل في الأسبوع الماضي.
وأضافت الإدارة أن استهلاك مصافي التكرير للخام ارتفع 30 ألف برميل يوميا في الأسبوع الماضي. وانخفضت معدلات تشغيل المصافي 0.2 نقطة مئوية في ذلك الأسبوع.
وقالت الإدارة إن مخزونات البنزين ارتفعت 1.5 مليون برميل في الأسبوع إلى 217.6 مليون، وذلك مقارنة بتوقعات المحللين في استطلاع بتراجعها 0.9 مليون برميل.
وأظهرت بيانات الإدارة أن مخزونات نواتج التقطير، التي تتضمن الديزل وزيت التدفئة، ارتفعت 0.9 مليون برميل في الأسبوع إلى 116.7 مليون برميل مقابل توقعات بارتفاعها 0.2 مليون برميل.
وتراجعت الواردات الأمريكية الصافية من النفط الخام الأسبوع الماضي 116 ألف برميل يوميا.
وفيما يخص الأسعار، تراجع النفط بأكثر من 1 في المائة أمس، إذ خيمت بيانات التصنيع العالمية القاتمة على الأسواق قبل اجتماع سنوي لمحافظي البنوك المركزية في جاكسون هول بالولايات المتحدة.
وخلال التعاملات أمس، هبط خام برنت 1.01 دولار أو 1.2 في المائة إلى 83.02 دولار للبرميل. كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 98 سنتا أو 1.2 في المائة إلى 78.66 دولار. وانخفض الخامان القياسيان بأكثر من دولار في وقت سابق من الجلسة.
وسلطت بيانات التصنيع الصادرة عن مجموعة من الاستطلاعات لمؤشرات مديري المشتريات أمس الضوء على أوضاع الاقتصادات على مستوى العالم. والنتائج حتى الآن قاتمة. وأعلنت اليابان تقلص نشاط المصانع للشهر الثالث على التوالي في أغسطس. كما انخفض النشاط التجاري في منطقة اليورو بأكثر من المتوقع خاصة في ألمانيا. وفي الوقت نفسه، يبدو أن الاقتصاد البريطاني في طريقه للانكماش في الربع الحالي وهو معرض لخطر الانزلاق إلى ركود.
وقال جون إيفانز من بي.في.إم للسمسرة في النفط "ما يجب أن يثير اهتمام مراقبي النفط هو أن جميع توقعات التصنيع لمؤشرات مديري المشتريات تقل عن عتبة الـ50 نقطة.. وكلها في منطقة الانكماش".
وأضاف "القراءات دون التوقعات ستثير مخاوف مرة أخرى من انخفاض الطلب على النفط".
وتترقب الأسواق أيضا تلميحات بشأن مسار أسعار الفائدة عندما يتوجه مسؤولو مجلس الاحتياطي الاتحادي (المركزي الأمريكي) وصانعو السياسات من البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا وبنك اليابان إلى جاكسون هول بولاية وايومنج الأمريكية لعقد اجتماع سنوي اليوم.
وواصلت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة الانخفاض، إذ قالت مصادر بالسوق نقلا عن بيانات من معهد البترول الأمريكي الثلاثاء إنها تراجعت نحو 2.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 18 أغسطس. وكان ذلك أقل بقليل من توقعات المحللين في استطلاع لـ"رويترز" بانخفاضها 2.9 مليون برميل.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 86.51 دولار للبرميل الثلاثاء مقابل 87.58 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس أن سعر السلة، التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول انخفاض عقب ارتفاعات سابقة، وأن السلة خسرت نحو دولار واحد، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 87.82 دولار للبرميل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط