محللون: التقلبات السعرية تعود لسوق النفط .. المخزونات تحت الرقابة

محللون: التقلبات السعرية تعود لسوق النفط .. المخزونات تحت الرقابة
شركات التنقيب والإنتاج حريصة على الاستفادة من الطلب المتزايد على الوقود.

عادت التقلبات السعرية بعد سلسلة سابقة من المكاسب للنفط الخام، حيث تزن السوق تأثير تشديد العرض مقابل توقعات غير مؤكدة للاقتصاد العالمي، وسجلت أسعار النفط الخام اتجاها صعوديا خلال يوليو الماضي وبداية الشهر الجاري مدعوما أيضا بالتصورات بأن "الاحتياطي الفيدرالي" يقترب من نهاية دورة التضييق.
ويقول لـ «الاقتصادية» محللون نفطيون: إن التفاؤل يحيط مكاسب النفط باستمرار مع حدوث تقلبات من حين إلى آخر، مشيرين إلى أن السياسة المالية الأمريكية ستحتاج إلى أن تظل مقيدة لبعض الوقت، لكنها منفتحة على مزيد من ارتفاعات الفائدة إذا لزم الأمر.
ولفتوا إلى أنه ستتم مراقبة تقارير المخزون من معهد البترول الأمريكي ووكالة معلومات الطاقة الأمريكية من كثب هذا الأسبوع بحثا عن أدلة على ضيق سوق النفط الخام، موضحين أنه لا تزال العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط في اتجاه تصاعدي رغم تراجعها عن أعلى مستوى لها في أربعة أشهر.
وفي هذا الإطار، يقول سيفين شيميل مدير شركة "في جي إندستري" الألمانية، إن أسعار النفط الخام مدعومة من الطلب القوي، خاصة من الهند والصين، كما أن الإمدادات الروسية أثبتت مرونة في مواجهة العقوبات الغربية، لافتا إلى أن روسيا احتفظت بمكانتها كأكبر مورد للنفط الخام للهند، حيث استوردت الهند 1.9 مليون برميل يوميا من النفط الروسي، حيث أصبح ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم عميلا رئيسا للنفط الروسي الرخيص، إلى جانب الصين.
وأفاد بأن مكاسب النفط تدعمت مع استمرار الضيق في المعروض النفطي العالمي، وذلك في الوقت الذي بدأت فيه السعودية، وهي أكبر دولة مصدرة عالمية، بخفض إنتاجها بمقدار مليون برميل يوميا وتمديده للشهر المقبل، إضافة إلى تخفيضاتها الإنتاجية داخل "أوبك" والتخفيضات الطوعية الإضافية من جانب روسيا.
ويرى، روبين نوبل مدير شركة أوكسيرا الدولية للاستشارات، أن آفاق تعافي الإمدادات النفطية الأمريكية إيجابية رغم صعوبات الاستثمار في المرحلة الراهنة نتيجة ضغوط حماية المناخ الدولية، مشيرا إلى أنه بعد أعوام من ارتفاع تكاليف الإنتاج وسط تضخم ما بعد الجائحة يمكن أن تتنفس رقعة النفط الصخري الزيتي في الولايات المتحدة أخيرا الصعداء بعد أن وصل مسار التكلفة إلى نقطة تحول في ضوء ارتفاع أسعار الخام الأمريكي.
ولفت إلى أن الطاقة النفطية الاحتياطية ما زالت وفيرة، كما أن التكنولوجيا سريعة التطور تؤدي إلى رفع الكفاءة ومضاعفة الإنتاج بتكلفة أقل، منوها إلى تأكيد شركة إكسون موبيل الأمريكية العملاقة أن منتجي النفط الصخري يمكنهم مضاعفة إنتاج النفط الخام من آبارهم الحالية من خلال استخدام تقنيات التكسير الحديثة والجديدة.
من ناحيته، يشير ماركوس كروج كبير محللي شركة إيه كنترول لأبحاث النفط والغاز، إلى أن سوق النفط الخام، خاصة شركات التنقيب والإنتاج، تواجه فترة من عدم اليقين، لكن الجميع حريص على الاستفادة من الطلب المتزايد على الوقود وإيجاد موارد إضافية رغم التوقع بأن جهود الاستكشاف ستستمر في تحقيق نتائج غير مبهرة للفترة المتبقية من العام الجاري.
ونقل عن شركة ريستاد إنرجي البحثية الدولية توقعها أن تنفق شركات: "إكسون موبيل" و"بي بي" و"شل" و"توتال إنرجي" و"شيفرون" و"إيني" على الاستكشاف بأعلى 10 في المائة عن العام الماضي.
ورجح أن هذه الشركات الكبرى ستسهم بـ14 في المائة من إجمالي الإنفاق على الاستكشاف العالمي في الأشهر المقبلة، لافتا إلى تأكيد "ريستاد إنرجي" أن أكثر من نصف إنفاق الاستكشاف المتوقع في 2023 سيأتي من شركات النفط الوطنية ذات المحافظ الدولية.
وتقول مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة أجركرافت الدولية، إن تقارير دولية تتوقع ارتفاع مخزونات النفط الخام الأمريكية 2.6 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 4 أغسطس، مشيرة إلى أن هذا يأتي في أعقاب سحب 17.0 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 28 يوليو، وموضحة أن بيانات المخزونات النفطية الأمريكية الأسبوعية لها تأثير كبير ورئيس في مسار أسعار النفط الخام.
وأكدت أن تخفيضات الإنتاج من جانب تحالف "أوبك+"، والتخفيضات الطوعية الإضافية من جانب السعودية وروسيا من المتوقع أن تقلص إمدادات النفط العالمية، وبالتالي تحافظ على الضغط الصعودي على أسعار النفط التي شهدت أسابيع متتالية عدة من المكاسب أخيرا.
من ناحية أخرى، فيما يخص الأسعار، وسعت أسعار النفط خسائرها خلال تعاملات الثلاثاء 8 أغسطس نحو 1.5 في المائة، لتواصل نزيف الخسائر للجلسة الثانية على التوالي، متأثرة ببيانات ضعيفة واردة من الصين، تظهر تراجع واردات النفط وصادراته أكثر من المتوقع خلال يوليو الماضي.
وتشير البيانات الجديدة إلى ضعف نمو الاقتصاد في الصين، وهي أكبر دولة تستورد النفط في العالم، إلا أن الخسائر في أسعار الخام كانت محدودة، بسبب ضيق العرض المتوقع وكانت أسعار النفط قد تراجعت بنهاية تعاملات الإثنين، بنسبة 1 في المائة، ورغم ذلك حافظت على بقائها فوق حاجز الـ85 دولارا للبرميل، أي أنها ظلت قرب أعلى مستوى سجلت منذ نحو أربعة أشهر.
بحلول الساعة 10:52 صباحا بتوقيت جرينتش (01:52 مساء بتوقيت مكة المكرمة)، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي - تسليم أكتوبر بنحو 1.48 في المائة، بمقدار 1.26 دولار، لتسجل 84.08 دولار للبرميل.
في الوقت نفسه، تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي - تسليم سبتمبر بنحو 1.44 في المائة، بمقدار 1.18 دولار، عند 80.76 دولار للبرميل، وكانت بيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية، المعلنة أمس، قد أظهرت أن واردات النفط إلى الصين في يوليو بلغت 43.69 مليون طن متري (10.29 مليون برميل) يوميا، بانخفاض 18.8 في المائة، عن الواردات في يونيو.
ورغم هذا التراجع في واردات الصين النفطية خلال يوليو الماضي 2023، فإنها تظل مرتفعة بنسبة تتجاوز 17 في المائة، عن وارداتها النفطية في يوليو من العام الماضي 2022، بحسب "رويترز".
إضافة إلى ذلك، انخفض إجمالي واردات الصين بنسبة 12.4 في المائة، في حين انخفضت الصادرات بنسبة 14.5 في المائة عن الشهر نفسه من العام الماضي 2022، إذ كانت وتيرة انخفاض الصادرات هي الأسرع منذ فبراير 2020، وأسوأ من توقعات المحللين.

سمات

الأكثر قراءة