مراكز التكنولوجيا المكشوفة تكلف صناديق التحوط 18 مليار دولار

مراكز التكنولوجيا المكشوفة تكلف صناديق التحوط 18 مليار دولار
كريسبين أودي
مراكز التكنولوجيا المكشوفة تكلف صناديق التحوط 18 مليار دولار
ستيفن يو

تعرضت صناديق التحوط التي تراهن ضد أسهم التكنولوجيا الأمريكية إلى ضربة قوية ألحقت بها خسائر بلغت 18 مليار دولار، بعدما أدت أرباح قوية لشركات التكنولوجيا الكبرى إلى انتعاش حاد في القطاع.
وكان كريسبين أودي وجيمس هانبوري ضمن مديري الصناديق الذين أصيبوا جراء ارتفاع مؤشر ناسداك المركب 16 في المائة هذا العام، بعد أن خالف عدد من الأسهم التي كانت مستويات الرهان ضدها عالية، التوقعات المتشائمة.
كانت شركتا مايكروسوفت وميتا من ضمن الشركات التي حققت أرباحا أفضل من المتوقع الأسبوع الماضي، الأمر الذي أدى إلى استمرار ارتفاع قوي للغاية في سوق الأسهم التي ركزت بشكل ضيق على مخاوف عدد قليل من شركات التكنولوجيا العملاقة. المكاسب الأخيرة أضافت إلى القيمة السوقية المجمعة لأكبر خمس شركات تكنولوجيا 1.9 تريليون دولار، أي 31 في المائة، على مدار العام.
يأتي تغيير الحظ بعد فترة صعبة في 2022 عندما تسبب ارتفاع أسعار الفائدة في هروب المستثمرين من الشركات ذات النمو المرتفع. في الوقت نفسه، ألقى ضغط تعرضت له الأسواق الأساسية لشركات التكنولوجيا الكبرى ـ كالإنفاق على تكنولوجيا المعلومات والإعلان الرقمي ـ بثقله على القطاع، ما دفع عديدا من شركات التكنولوجيا إلى إجراء تخفيضات كاسحة في الوظائف.
قال بيتر هيلربيرج، المؤسس المشارك لمجموعة أورتكس لتزويد البيانات، التي قدرت إجمالي الخسائر بـ18 مليار دولار "لقد تسبب ارتفاع أسهم قطاع التكنولوجيا في خسائر كبيرة للبائعين على المكشوف".
"تسلا"، التي طالما كانت انتعاشاتها الدورية القوية مصدر ألم للبائعين على المكشوف، أطاحت بالمضاربين مرة أخرى هذا العام حين ارتفع سهمها 33 في المائة.
الرهانات السلبية أو ما يسمى الرهانات ذات المراكز المكشوفة، المتخذة إلى حد كبير من قبل صناديق التحوط، تمثل 2.1 في المائة من الأسهم في "تسلا"، ارتفاعا من 0.87 في المائة في بداية هذا العام، وفقا لـ"ستاندرد آند بورز جلوبال ماركت إنتيليجنس".
وفقا لوثائق مستثمرين اطلعت عليها "فاينانشيال تايمز"، شكلت الرهانات ضد "تسلا" 0.4 نقطة مئوية من خسائر الربع الأول التي تكبدها صندوق يوروبيان، المملوك لـ"كريسبن أودي"، و2.19 نقطة مئوية من خسائر صندوق أبسولوت ريتيرن، المملوك لـ"جيمس هانبوري".
في غضون ذلك، تضاعفت قيمة الأسهم تقريبا في شركة ميتا بلاتفورمز التي وصلت الرهانات المكشوفة ضدها إلى ذروتها عند 0.6 في المائة. شكل رهان "أودي يوروبيان" ضد "ميتا بلاتفورمز" 0.7 نقطة مئوية من الخسائر.
حقق عديد من أسهم التكنولوجيا، من بينها تلك التي لديها أرباح ضئيلة، مكاسب ضخمة خلال المراحل الأولى من جائحة فيروس كورونا، حين جعلت أسعار الفائدة المنخفضة للغاية التدفقات النقدية المستقبلية للشركات أكثر جاذبية للمستثمرين. ثم أدى ارتفاع التضخم في 2022، والارتفاع الحاد في أسعار الفائدة بهدف ترويضه، إلى عكس الأسعار.
وبينما لا تزال معظم الأسهم ذات النمو المرتفع التي قادت الارتفاع التكنولوجي في حقبة الجائحة أقل بكثير من ذروتها، ظهر انتعاش تكنولوجي ضيق النطاق شمل أكبر الشركات وأكثرها ربحية. وفوجئ عديد من المستثمرين بانتعاش قوي في أسهم أشباه الموصلات، رغم قلة الأدلة حتى الآن على أن القطاع يتعافى من قاع دورة حياة الشركات.
ومع ثبوت ارتفاع التضخم بعناد، توقع عديد من المديرين استمرار عمليات البيع المكثفة في أسهم التكنولوجيا هذا العام. لكن الاضطراب في القطاع المصرفي، دفع عوائد سندات الخزانة لأجل عامين إلى الانخفاض بأسرع وتيرة منذ عام 1987، حيث سعى المستثمرون إلى البحث عن الأمان واستعدوا لانخفاض أسعار الفائدة، ما دفع أسهم شركات التكنولوجيا إلى الارتفاع مرة أخرى.
كتب هانبوري في رسالة إلى المستثمرين اطلعت عليها "فاينانشيال تايمز"، "لقد تمنينا لو قرأنا النشرة الإخبارية ربع السنوية الأخيرة الخاصة بنا من كثب، حيث استمرت توقعات التضخم في المدى القصير في الانخفاض بشكل كبير ما ساعد الأصول طويلة الأجل في هذا الربع".
صناديق التحوط التي راهنت ضد أسهم أشباه الموصلات خسرت ثمانية مليارات دولار حتى الآن هذا العام، وفقا لأورتيكس، بينما خسر المستثمرون الذين راهنوا ضد شركات الأجهزة والتخزين التكنولوجية 4.6 مليار دولار. وتبلغ قيمة الرهانات ضد أجزاء أخرى من صناعة التكنولوجيا الأمريكية أكثر من خمسة مليارات دولار.
تعد شركة بار تكنولوجي، التي توفر برامج خدمات احترافية، من بين الأسهم الأكثر تعرضاً للبيع على المكشوف، 21 في المائة من أسهمها مشتراة بالقروض، وفقا لـ"ستاندرد آند بورز ماركت إنتيليجنس"، ومع ذلك قفز سعر سهم الشركة 15 في المائة هذا العام.
هانبوري الذي حقق مكاسب كبيرة العام الماضي من المراكز المكشوفة، أخبر المستثمرين بأنه قلص مراكزه المكشوفة قبل بداية العام، وبالتالي كانت خسائرها محدودة. أزال رهانه على "تسلا" بالكامل بعد الخسائر هذا العام، بينما خسر أموالا أيضا من رهانه ضد أداء صندوق آرك إنوفيشن المتداول في البورصة، التابع لكاثي وود. ارتفعت أسهم صندوق آرك، الذي تعد أسهم "تسلا" و"زووم فيديو كوميونيكيشن" من بين أكبر حيازاته، بنسبة 12 في المائة منذ بداية العام.
الآن يعود المستثمرون إلى التفاؤل فيما يتعلق بشركات التكنولوجيا الأمريكية، في إشارة إلى أن المعنويات تجاه الصناعة آخذة في التغير. سجلت أسهم التكنولوجيا أكبر تدفقات نقدية داخلة في ثلاثة أشهر الأسبوع الماضي، وكانت صناديق التحوط تتفوق على المستثمرين الآخرين من حيث المخاطرة، وفقا لبنك أوف أمريكا.
قال ستيفن يو، مدير صندوق بلو ويل جروث "ما زلنا ندعم شركات التكنولوجيا، لكن على أساس انتقائي للغاية. الأسهم التي أقدمنا على بيعها بالكامل في العام الماضي (...) مثل أمازون وجوجل تعافت، لكننا لا نعتقد أن التوقعات بشأنها أفضل بكثير في المدى المتوسط".
وأضاف "لا يزال لدينا مايكروسوفت وإنفيديا وشركات أشباه الموصلات، مثل إيه إس إم إل، التي حققت أداء جيدا. لذا فإن القول إن التكنولوجيا اختفت كفرصة هو استنتاج خاطئ، لكننا نتوقع تباينا في الأداء خلال العامين المقبلين".

سمات