تفعيل دور المسجد يبدأ بمبادرات إيجابية من مساجد ذات إمكانات كبيرة

تفعيل دور المسجد يبدأ بمبادرات إيجابية من مساجد ذات إمكانات كبيرة

هناك مساجد في مدينة الرياض لا تتثاءب تجدها في حالة استنفار ليل نهار، سواء في نشاطها اليومي الذي يبدأ بصلاة الفجر وينتهي إلى الساعات الأولى من اليوم الثاني (24 ساعة) عمل متواصل يقفون فيها على احتياجات الناس، تجد نشاط هذه المساجد الدعوي لا ينحصر في حلقات تحفيظ القرآن الكريم وتسجيل الطلاب وتعليمهم القرآن الكريم، ولا تجد هذا النشاط ينحصر في إقامة دروس يومية أو دورات شرعية صيفية أو خاصة بمواسم الخيرات كشهر رمضان أو الحج, بل إن هذا النشاط متواصل، فتجد في هذه المساجد الإفطار في صيام يومي الإثنين والخميس، وهناك إفطار لصيام الأيام الثلاثة البيض، ويأتي إليها بعض طلاب العلم الذين يحضرون الدروس العلمية التي تقام في المساجد تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية ، وعقب صلاة العشاء تغلق هذه المساجد أبوابها، ويكون لديها مناوبة لبعض الموظفين لاستقبال حالات الجنائز والتنسيق للصلاة عليها بعد صلاة الظهر أو صلاة العصر حسبما يرتب له أهل الميت، وتقدم هذه المساجد هذه الخدمات على نفقة المحسنين من أهل الخير سواء عمار المساجد أو غيرهم ممن يتبرعون لمغاسل الموتى، ولكن في الغالب أن من يقوم بهذه النفقات هم الذين بنوا المساجد، ولعل من المساجد المشهورة التي يقصدها الناس في مدينة الرياض مسجد سليمان الراجحي في شرق الرياض مخرج 15, فهذا الجامع يمتلئ بالمصلين في صلاة الجنازة ويتوافد إليه أعداد من الناس بعضهم يأتون في أيام مخصصة كالتي توافق الإثنين والخميس, حيث يجمع بين صلاة الجنازة والصيام في هذين اليومين, وربما عاد مريضا وتصدق بصدقة، فهو يريد الثواب ويريد أن ينال الأجر الذي ذكره المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمن جمع هذه الأمور الأربعة, فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: (من أصبح اليوم منكم صائمًا، قال أبو بكر: أنا. قال: من عاد منكم اليوم مريضًا؟ قال أبو بكر: أنا. قال: من شهد منكم اليوم جنازةً؟ قال أبو بكر: أنا. قال: من أطعم منكم اليوم مسكينًا؟ قال أبو بكر: أنا. قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: ما اجتمعن في رجل إلا دخل الجنة), ولذلك بعض الناس يحرص على القيام بهذه الأمور الأربعة رغبة في الأجر الذي يناله وهو الجنة.
وهناك مساجد أخرى كجامع الملك خالد في أم الحمام وجامع الذياب في السلي وجامع عتيقة وغيرها من المساجد الأخرى الكبيرة.
ويرى الشيخ الداعية مسعود بن صالح الغامدي مدير إدارة الشؤون الدينية في القوات البحرية السعودية سابقا أن المسجد في الإسلام له مهمة عميقة وعريضة وهي من المهام العظيمة التي يجب أن نتمسك بها، وهناك ـ ولله الحمد ـ في هذا الوقت بعض المساجد تستشعر هذه المهمة وتقدم ما تستطيعه من مهام تعود بالنفع على الناس، وقال: إن المسجد ينبغي أن يكون لتقويم سلوك الناس وتوجيههم التوجيه الصحيح ويحرص على تلمس احتياجات الناس وهمومهم والقضاء على السلبيات التي تقع في المجتمع، ولعل من واجبات المساجد إقامة الدروس العلمية والمساهمة في حل مشكلات الناس وتفطير الصائمين في رمضان وغير رمضان وتكوين جماعة الحي والاعتكاف في رمضان، وتهيئة مغاسل الموتى في المساجد، وهذه الأمور تتحقق بجهود أهل الخير من عمار المساجد وكذلك نشاط أئمة المساجد وإيصال الأسر الفقيرة إلى الجهات ذات العلاقة، والحقيقة أن ما تقوم به بعض المساجد من هذه الأعمال المختلفة أمر يثلج الصدر ونتمنى أن تتبنى الجهات ذات العلاقة مثل وزارة الشؤون الإسلامية هذا الأمر لإحياء دور المسجد وقيامه بالواجبات المطلوبة, وهذا يسعد الجميع ويحقق غايات كثيرة تعود بالنفع على أبناء الحي الواحد.