شهادات الناشرين تتضارب حول المساحة و الرقابة و المبيعات..هل "المكان" هو الجديد الوحيد في المعرض؟

شهادات الناشرين تتضارب حول المساحة و الرقابة و المبيعات..هل "المكان" هو الجديد الوحيد في المعرض؟
شهادات الناشرين تتضارب حول المساحة و الرقابة و المبيعات..هل "المكان" هو الجديد الوحيد في المعرض؟

أيام قليلة تفصلنا عن نهاية معرض الكتاب الذي أقيم في دورته للعام الحالي على أرض المعارض الجديدة الواقعة في طريق الملك عبد الله، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل كان التطوير والتغيير الذي ينتظره جمهور القراء هو التغيير الجغرافي المكاني المحض .. أم أن التغيير الجغرافي رافقته تغيرات أخرى؟ "الاقتصادية" حاولت أن تجمع شهادات من بعض الناشرين حول التغير ومدى النجاح في المعرض هذا العام ..

تراجع التسهيلات وارتفاع القوة الشرائية .. والرقابية ايضا!!

الناشر نبيل نوفل مدير دار الآداب العريقة والمتجددة يعلق بقوله: لا يكفي تغير المكان، الزمان أيضا يحتاج إلى تغيير، هناك ازدحام في جدول المعارض.. يجب أن يكون هناك تنسيق بين مديري المعارض بشكل أكثر ليكون هناك فسحة من الوقت بين المعرض والآخر لأن هذه العملية مرهقة للناشرين وفي أوقات كثيرة لا يشترك الناشر في بعض المعارض بسبب هذه المشكلة، ففي الوقت الحالي مثلا هناك معرض دولي في عمان. وبالنسبة للتغيير المكان فقط الذي تغير، والذهنية ثابتة، وهناك بعض التراجع بالنسبة للتسهيلات، فمثلا لا يوجد تنسيق بالنسبة للحصول على المكان ولم نحصل على مكان يتسع لعرض العناوين، وأهم شيء في المعرض مساحة العرض وهناك كثير من رواد القراءة يسألون لماذا لم تحضروا بعض العناوين، السبب صغر الأجنحة مع العلم أننا اخترنا المساحة ودفعنا على أساس ما اخترناه، لكن لم يعط لنا ما طلبناه فالإدارة تتحكم في المكان والمساحة، وقد قرأت في إحدى الصحف وعلى ذمة الصحافي فيها أن من لديه الواسطة يحصل على المكان والمساحة المناسبة، بالنسبة للأسعار هناك خصم من حق زائر المعرض هي 20 في المائة، أما تذمر الجمهور من الأسعار فهو طبيعي ومستمر على الناشر دائما، ويا ليتهم يحتجون أيضا على سعر الجناح .. وفيما يتعلق بالقوة الشرائية فهي ليست فقط حصيلة المبيعات، أنا أعتقد أن هذه القيمة تقاس أيضا بالرغبة في الحصول على الكتاب، في معرض دمشق هناك رغبة أكيدة في الحصول على الكتاب، فالقارئ يوفر منذ أربعة شهور قبل المعرض مبلغا معينا مرصودا لشراء الكتب، وهذا واقعه أبلغ جدا .. ومع هذا هناك قوة شرائية في معرض الكتاب في الرياض .. فمثلا القوة الشرائية في معرض الرياض أقوى من معرض القاهرة مع أنه لا توجد مبيعات بالجملة على العكس من معرض القاهرة .. والمفترض في الجامعات والأندية الأدبية والمؤسسات والمكتبات أن تتطلع على الإصدارات الجديدة وتشتري منها بالجملة. وعموما الرقابة هذا العام أشد وأقوى من سابقه منذ ثلاث سنوات فقط كان المعرض منفتحا ويبدو أنه حصلت احتجاجات معينة وتراجعوا عن هذا الانفتاح والحقيقة أن هذا يسيء للكتاب.

المعرض أكثر تطورا .. والحالة الاقتصادية هي ما رفع الأسعار

بدوره يقول خالد معالي مدير منشورات الجمل التي حظيت بحضور كبير: من السابق لأوانه التحدث عن نجاح أو فشل المعرض والنتيجة تحسم في آخر المعرض، هناك ترتيبات تنظيمية متطورة جدا عن السنوات الماضية بشكل عام، معرض الرياض يتطور تدريجيا عاما بعد عام، وفي هذا العام من الناحية التنظيمية هناك خطوات كبيرة من ناحية المكان وترتيباته، هناك بعض الناشرين يشكون من صغر المساحة الممنوحة لهم، الحجز عموما سهل، لكن النتيجة غير مضمونة والإدارة تتحكم في ذلك ربما لتراعي أكبر عدد من الناشرين ومدى تنوعهم، الأسعار هي ذاتها لم تتغير، من ناحية الأجنحة والرقابة مثل ما هي ولكن توجد ترتيبات أخرى وهناك تطور في آلية ترتيب الكتب التي يسمح أو لا يسمح بعرضها . أما أسعار الكتب يطلب من كل ناشر تقديم السعر الخاص بالمعرض قبل الحسم وبعده والأسعار ثابتة بالنسبة إلينا لكن علينا ألا ننسى أن تكاليف الطباعة والنشر والحياة عموما زادت في العامين الأخيرين بنسبة 20 في المائة. أما أن تكون الكتب في المكتبات أرخص ثمنا فهذا قد يكون من الدار نفسه تزيد السعر فيه، الأسعار بالنسبة لدينا في الدار أرخص منها في المكتبات، والشكوى من ارتفاع الأسعار عائد للحالة الاقتصادية العامة.

معرض الرياض هو الوحيد الذي لا يمكن استثناؤه من المشاركة

يقول عصام أبو حمدان مدير دار الساقي ذات الشعبية الواسعة: ليس هناك تأثير معين لتغير الكتاب، محبو الكتاب سيأتون ويلاحقون الكتب في أي مكان والإقبال الجماهيري في المملكة معروف .أما بالنسبة للتغير المكان الجغرافي وحده الذي تغير، وبالنسبة للساقي لدينا رقابة ذاتية ولذا علاقتنا جيدة بالرقابة، وهناك تسهيلات كبيرة هذا العام ولم يفرض علينا أي سعر معين والمعرض من حيث ترتيبه وتنظيمه ممتاز جدا والإقبال عليه رائع كما في معرض العام الفائت . معرض القاهرة تأثر من ناحية الإقبال بسبب الظرف السياسي المرافق لحرب غزة. معرض الرياض من أوائل المعارض الدولية المهمة وممكن أن أستثني المشاركة في بعض المعارض لكن معرض الرياض لا يفوت.

#2#

لا مقارنة مع معرض القاهرة

من جانبه يقول محمد فياض من جناح الدار العربية للعلوم:هذا المكان أفضل كثيرا من سابقه نظرا لاتساعه، فالممرات واسعة، وتوجد مواقف سيارات، والأجنحة متسعة مع أننا طلبنا مساحة أكبر مما أعطى لدينا ولكن يبدو أن الإدارة تسدد وتقارب ليشترك أكبر عدد من الدور وذلك لأن معرض الرياض مطلوب جدا . الموضوع الإداري مثل ما هو لم يتغير فيه شيء، الرقابة أقل من العام الماضي لكن كانت هناك رقابة أقل بكثير قبل عامين، الأسعار في الدور رخيصة لكن قد تقوم بعض المكتبات ببعض التخفيضات بناء على اتفاقات معينة، أو لديها بطاقات تخفيض لعملائها وهذا ما يجعل الكتب فيها أرخص أحيانا، ولا يوجد ارتباط بين معرضي القاهرة والرياض، القوة الشرائية في القاهرة أقوى لسبب هو عدد السكان لكن بالنسبة لمعارض الرياض القوة الشرائية هذا العام أقوى مما سبق ..

أسعار ثابتة وتطور في مستوى التنظيم وحجم المبيعات

ومن دار الريس المعروفة التي تحضر للمرة الثانية بمؤلفات لأهم الأدباء والمفكرين العرب يعلق المشرف على الجناح محمد الجعيد: بشكل عام المعرض ناجح، ومعرض الرياض من أوائل المعارض أهمية في الوطن العربي، من حيث التنظيم فالمساحة مريحة والمساحة التي طلبناها أخذناها، المراسلات على المستوى نفسه بالنسبة للعام الفائت وكلها تجرى بسهولة عن طريق الإنترنت. والحديث عن أسعار الدور العالمية والمكتبات منخفضة حديث لا أساس له من الصحة. وأسعار الريس ثابتة تماما، ولا يوجد مشكلات في معرض القاهرة، القوة الشرائية في المعرض في المستوى نفسه كالعام الماضي وربما زادت قليلا في دار الريس.

الشباب المثقف هو نكهة معرض الرياض للكتاب

بدوره يقول قاسم بركات المشرف على جناح دار الفارابي: بشكل عام المعرض اختار المكان المناسب، وهو مجهز بكافة الوسائل، لكن بعده عن وسط المدينة قلل الإقبال قليلا، التسهيلات والخدمات هذا العام ممتازة، سقف الرقابة منخفض عموما لكن علاقتنا بالرقابة جيدة، وهذا العام أخف حدة وهذا تطور إيجابي، المساحة ضيقة وهذا ما يزعج الناشر بالدرجة الأولى ولدي في المستودعات ما يقارب 30 عنوانا لم تعرض بسبب المساحة التي ربما وزعت عشوائيا. القوة الشرائية أقل هذا العام قليلا ومع هذا معرض الرياض له نكهة خاصة بسبب شريحة شبابية جديدة تتابع الثقافة بشكل ممتاز وتسهم بقوة في رفع مستوى المبيعات، بالنسبة للأسعار (الفارابي) تلتزم بنسبة الحسم المفروضة للمعارض. وعندما تكون أسعار الكتب أرخص في المكتبات وهذا نادر فذلك يعود لأن المكتبات تشتري بخصم 50 في المائة تبعا لبيع الجملة. القارئ السعودي الآن له وجوده الفاعل حتى في المعارض العربية الأخرى لأنه يجذب ما لا يصل إليه بسبب الرقابة ونأمل أن يأتي اليوم الذي يبتاع فيه القارئ السعودي ما يحتاج إليه من الكتب من بلده دون أن يضطر إلى السفر.

حضور ثقافي واهتمام قرائي

في محور مختلف، تحدث عادل الحوشان المشرف على دار طوى لـ "الاقتصادية" وأبدى رضاه عن المعرض وما تحقق فيه بشكل عام من حضور ثقافي واهتمام قرائي مميز، واعتبر أن مشاركة "طوى" في المعرض تدخل مرحلة أكثر حداثة وتطورا من العامين الماضيين حيث ارتفعت نسبة الإصدارات إلى 12 في هذا العام، بعد إن كانت تسعة كتب في 2007 م وستة في 2008م، وقال "نسعى لتوسيع هذه التجربة في الأعوام المقبلة بعد أن لمسنا وجودها بشكل جيد في المشهد الثقافي ومن خلال تفاعل المثقفين معها".
الحوشان أبدى رضاه عن التعاون مع دار الجمل ممثلة بالناشر والأديب خالد المعالي وأرجع سبب اختياره لها إلى حضورها النوعي وقيمة إصداراتها في مجالات الأدب والفكر والفلسفة وغيرها، مشيرا إلى أن "طوى" ستكون جاهزة للمشاركة المستقلة بمجرد توفير كمية كافية من الإصدارات، كما كشف عن مشروع الدار إصدار مجلة ثقافية، بجانب استمرار نشاط "غاليري طوى" الذي سبق ونظم جلسة نقدية للكاتب موسى النقيدان، إلى جانب استضافة عدد من الروائيين الأمريكيين.
وكانت دار طوى قد عرضت إصداراتها في معرض الكتاب للمرة الثالثة عموما، وللمرة الثانية ضمن جناح منشورات الجمل، بعد أن بدأت قبل عامين مع جناح دار الانتشار العربي، وجديدها هذا العام يتمثل في 12 إصدارا تنوعت بين أدبية وفكرية.

ثلاثيات الصدارة على قمة المبيعات :

الآداب - ( خارج المكان، واحة الغروب، سوناتا لأشباح القدس )
منشورات الجمل - كتب (نيتشة، عبده خال، فوزية الدريع)
الساقي - (شارع العطايف، تاريخ القراءة، من بلاط الشاه إلى سجون الثورة)
الدار العربية للعلوم – (مؤلفات منذر قباني – دان براون – أوراق من تاريخ نجد )
دار الريس (الطريقي .. صخور النفط ورمال السياسة – أسرار الصندوق الأسود – يوسف والبئر)
دار الفارابي (سمرقند – الكنز التركي – بلدي )
دار طوى (ما تبقى من أوراق محمد الوطبان - الحجاب - حلة العبيد)

الأكثر قراءة