شبكات التواصل الاجتماعي .. بين الإخفاقات والنجاحات في 2019

شبكات التواصل الاجتماعي .. بين الإخفاقات والنجاحات في 2019

شهدت شبكات التواصل الاجتماعي عديدا من الأحداث خلال العام الماضي، ولعل الإخفاقات التي واجهتها كانت أكثر تأثيرا من النجاحات التي حققتها خلال عام 2019، حيث إنه واجهت هذه الشبكات عديدا من القضايا والنزاعات لكل من "فيسبوك" و"تويتر" التي أثرت في أدائها جزئيا خلال العام الماضي، التي كان أبرزها يتمحور حول حفظ خصوصية وأمان المستخدمين من جميع الجوانب.

«تويتر»
تعد شبكة "تويتر" أكثر الشبكات الاجتماعية شهرة واستخداما على مستوى العالم والسعودية بشكل خاص، إلا أنها في المقابل واجهت عديدا من الإخفاقات والسقطات خلال العام الماضي أثرت في شهرتها وولاء المستخدمين لها كون أن هذه الإخفاقات تمحورت حول أمن وسلامة وخصوصية المستخدمين في الشبكة، وكان على رأسها اختراق حساب Jack Dorsey المؤسس والرئيس التنفيذي لـ"تويتر" في شهر آب (أغسطس)، حيث نشر المخترق مجموعة تغريدات شملت إهانات عنصرية، التي استمرت لفترة حتى قامت "تويتر" بحذفها، وفي ذلك الوقت أرجعت الشركة السبب إلى اختراق رقم الهاتف المرتبط بالحساب، بسبب خطأ من إحدى شركات الاتصالات ما سمح للمخترق بإنشاء وإرسال تغريدات عبر الرسائل النصية القصيرة SMS من رقم الهاتف.
وخلال عام 2019 واجهت الشبكة أيضا عديدا من المشكلات التي كان أبرزها الكشف عن بعض التغريدات المحمية لمستخدمي أجهزة "أندرويد" بسبب وجود مشكلة في تطبيقها أدت إلى تعطيل خيار حماية التغريدات، كما خضعت "تويتر" خلال شهر كانون الثاني (يناير) لتحقيق من قبل لجنة حماية البيانات الإيرلندية المسؤولة عن التحقيق مع "تويتر" في الاتحاد الأوروبي بشأن خروقات قواعد الخصوصية ومدى امتثالها لقوانين لائحة حماية البيانات GDPR التي بدأ العمل بها منذ شهر أيار (مايو) 2018.
إلى جانب عديد من المشكلات التي أثرت في خصوصية المستخدمين مثل مشاركة بيانات المستخدمين دون إذن، حيث شاركت "تويتر" بعض بيانات المستخدم، مثل، نوع الجهاز والرقم الدولي للدولة وتفاصيل الإعلان مع بعض المعلنين دون موافقة صريحة من المستخدمين، كما تم استخدام الأرقام المستخدمة للمصادقة الثنائية في الإعلانات، حيث استخدمت "تويتر" عددا غير محدد من أرقام هواتف المستخدمين وعناوين بريدهم الإلكتروني عن غير قصد لأغراض الدعاية، وذلك على الرغم من أن هذه المعلومات مقدمة من قبل المستخدمين من أجل المصادقة الثنائية، إضافة إلى عديد من الأمور التي تؤثر في المستخدمين أو تقوم بجمع واستخدام بياناتهم دون علمهم.
إلى جانب ذلك حققت الشبكة عديدا من النجاحات والإنجازات التي مثلت علامة فارقة أمام مستخدميها ومنافسيها ومن ذلك إعلانها تخفيض عدد الحسابات التي يمكن متابعتها يوميا، التي أوصلتها إلى 400 حساب من أجل محاربة حسابات البريد العشوائي، والحسابات التي تدار من قبل روبوتات الدردشة التفاعلية على المنصة، وإتاحة ميزة إخفاء الردود لمستخدميها في جميع أنحاء العالم، وذلك بهدف منحهم مزيدا من التحكم بالمحادثات التي تجري على الموقع، إضافة إلى دعم المصادقة الثنائية دون رقم الهاتف، إذ أصبح بإمكان المستخدمين الاستفادة من هذه الميزة دون الحاجة إلى استخدام رقم الهاتف وذلك من خلال الاعتماد على تطبيقات المصادقة الأكثر أمانا، كما أطلقت مركزا للخصوصية وحماية البيانات يهدف إلى أن يكون المكان المركزي لكل ما يتعلق بجهود الشركة في مجال الخصوصية وحماية البيانات.

«فيسبوك»
في المقابل لم تكن "فيسبوك" أفضل حالا من "تويتر"، حيث واجهت عديدا من الصعاب خلال العام الماضي كان من أبرزها الغرامة المالية، التي بلغت خمسة مليارات دولار بسبب فضائح الخصوصية، وذلك بعد إعلان لجنة التجارة الفيدرالية في تموز (يوليو) عن تسوية بقيمة خمسة مليارات دولار مع "فيسبوك" بعد تحقيق دام لأعوام في فضيحة كامبريدج أناليتيكا وغيرها من انتهاكات الخصوصية، وحماية البيانات.
كما كانت أبرز معاركها مع شركة أبل التي صعدت بسبب تطبيق جمع البيانات، وذلك عبر إلغاء قدرة "فيسبوك" على نشر بعض التطبيقات في متجر "آب ستور"، حيث اتهمت "أبل" "فيسبوك" باستغلال ثغرة في قوانين الخصوصية الخاصة بها لنشر تطبيق زودها ببيانات المستخدمين الذين استخدموه، إلى جانب مشكلة تشغيل كاميرا هواتف "آيفون" أثناء تصفح التطبيق، حيث قام أحد مستخدمي "آيفون" بنشر تغريدة على "تويتر" فيها مقطع فيديو يظهر أنه عندما يتصفح خلاصة الأخبار في حسابه على تطبيق "فيسبوك"، يجد أن كاميرا "آيفون" تفتح في أوقات غريبة. وقد قام مستخدمون آخرون بالتحقيق من الأمر ووجدوا مشكلات مماثلة في حين عدم وجود أي سبب لحدوث ذلك، كما عرضت مئات الملايين من كلمات المرور للخطر وذلك عبر تخزينها لأعوام ما يصل إلى 600 مليون كلمة مرور للمستخدم بتنسيق نص عادي يمكن قراءته، ما يعني أنه كان من الممكن قراءتها من قبل الآلاف من موظفي الشركة.
إلى جانب ذلك حققت الشبكة عديدا من النجاحات والإنجازات التي مثلت علامة فارقة أمام مستخدميها ومنافسيها ومن ذلك إطلاق ميزة الوضع الداكن في تطبيق ماسنجر، وإطلاق تبويب مخصص للألعاب على الأجهزة المحمولة Facebook Gaming، الذي يتيح للمستخدمين سهولة لعب الألعاب المفضلة والبحث عن ألعاب جديدة للاستمتاع بها مع الأصدقاء، والعثور على مقاطع الفيديو ومتابعتها من شركات الألعاب والناشرين، إضافة إلى سهولة متابعة التحديثات من مجموعات الألعاب والتواصل مع أعضاء المجموعة الآخرين، وكل ذلك في مكان واحد، إضافة إلى العملة الرقمية Libra وشركة Calibra التي ستوفر محفظة رقمية خاصة بهذه العملة على "واتساب"، "ماسنجر"، وتطبيقات على أنظمة التشغيل تتيح إرسال العملة واستقبالها، التي من المتوقع أن ترى النور في منتصف العام الجاري.

الأكثر قراءة