ثقافة وفنون

2019 .. عام ثقافي سعودي بامتياز

2019 .. عام ثقافي سعودي بامتياز

2019 .. عام ثقافي سعودي بامتياز

2019 .. عام ثقافي سعودي بامتياز

بمبادرات وقرارات وزارة الثقافة، بات عام 2019 عاما ثقافيا بامتياز، فقد شهد حراكا ثقافيا غير مسبوق، يؤسس لنهضة شاملة، ويعزز من مكانة الثقافة كنمط حياة، وقطاع اقتصادي يعكس حقيقة الماضي العريق، ويفتح للعالم منافذ جديدة على المملكة.
تميزت الخريطة الثقافية خلاله بثقل كبير، ليجيز إطلاق لقب "عام الثقافة" على عام 2019، الذي تسارعت وتيرته الثقافية بإعلان استراتيجية الوزارة ورؤيتها على يد أميرها بدر بن عبدالله بن فرحان أواخر مارس الماضي، مكللة بـ27 مبادرة ثقافية، تمثل 16 قطاعا.

تغييرات في المشهد الثقافي
كان حفل إعلان استراتيجية وزارة الثقافة مبشرا بما سيتم في عهدها، فالحفل الذي حضره لفيف من المثقفين والفنانين السعوديين البارزين في المتحف الوطني، استبقه الأمير بدر بن عبدالله بلقاءات مع مثقفين من جميع الاتجاهات لبلورة رؤى الوزارة، التي أثمرت مبادرات أبرزها: تأسيس مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، إطلاق برنامج الابتعاث الثقافي، تطوير المكتبات العامة، وإقامة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.
ولم تلبث أن تبرد البهجة بإعلان الاستراتيجية حتى توالت التغييرات في المشهد الثقافي، بدءا من الإعلان عن تأسيس فرقتين وطنيتين للمسرح والموسيقى، واختيار مركز الملك فهد الثقافي في الرياض مقرا لهما، ومرورا بإنشاء صندوق "نمو" الثقافي لتغطية احتياجات المواهب الوطنية، ولا تنتهي التغييرات بإنشاء دار نشر سعودية ذات مركز مالي مستقل، لنشر الثقافة والأدب السعودي محليا وعربيا ودوليا وتقديم الكتاب بأسعار رمزية، خدمة للكتاب والمؤلف السعودي.
ولأن الثقافة جزء لا يتجزأ من التراث الوطني، وقعت "الثقافة" مذكرة تفاهم في أبريل الماضي مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، لنقل قطاع التراث الوطني من الهيئة للوزارة، باعتبار التراث نشاطا ثقافيا أصيلا، حيث يتبع هذا القطاع وزارات وهيئات الثقافة في معظم الدول، كما انتقلت جميع أنشطة الأندية الأدبية والمجلة العربية ومركز الملك فهد الثقافي في الرياض وبقية المراكز الثقافية الأخرى في مختلف مناطق المملكة من وزارة الإعلام إلى وزارة الثقافة، تنفيذا لقرار مجلس الوزراء، لتتحمل بذلك "الثقافة" تركة ثقيلة، ستتضح ملامح تطويرها وحلتها الجديدة بحلول عام 2020.
ولا تقتصر قرارات النقل على التراث والأندية الأدبية، بل تشمل أيضا الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، والجمعية السعودية للفنون التشكيلية، وجمعية الطوابع، وجمعية التصوير الضوئي، والجمعية السعودية للكاريكاتير والرسوم المتحركة، وجمعية المسرحيين، وجمعية الخط العربي، وجمعية الناشرين السعوديين، وجمعية المنتجين السعوديين.

حلة جديدة لـ "كتاب الرياض" والجنادرية
إضافة إلى المعارض المتخصصة مثل معارض "مدن دمرها الإرهاب"، و"القصر الأحمر" في قصر خزام في جدة، ومعرض "روائع آثار المملكة" في دول العالم وبدأ في إيطاليا، والمعرض العالمي "بينالسور الرياض"، والدورات التدريبية لتأهيل السعوديين في فنون مختلفة، مثل فن التصميم والحرف، وصناعة الأفلام، وفعالية مستقبل الأزياء، وسمبوزيوم البحر الأحمر الدولي للنحت، وورش عمل أدبية ومعتزل للكتابة، ودورة مهارات التمثيل الاحترافي، والمسابقات على اختلاف تخصصاتها، مثل مسابقتي التراث الصناعي والفلكلور الشعبي، بمليون ريال لكل منهما، ومسابقة "ضوء" لتمويل الأفلام السعودية بجوائز تصل إلى 40 مليون ريال، شهدت المملكة في عام 2019 أول مزاد فني خيري في تاريخها، بالتعاون مع دار "كريستيز" العالمية للمزادات الفنية، حمل عنوان "الفن للبلد" وشارك فيه أكثر من 40 عملا فنيا لفنانين سعوديين وعرب، خصص ريعه البالغ 4.8 مليون ريال لتأسيس متحف "البنط" الذي يروي تاريخ جدة البلد، ودعم مؤسسة خيرية للأطفال من ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة.
فيما تعكف وزارة الثقافة هذه الأيام على إطلاق أجندة معرض الرياض الدولي للكتاب، بعد أن أطلقت هويته الجديدة، وهي أول دورة للمعرض تحت مظلة الوزارة، بعد أن كان يقام تحت مظلة وزارة الإعلام، وحدد موعده في الفترة من 2 إلى 11 أبريل العام المقبل، في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، فيما سيلتقي الجمهور بحلة جديدة أيضا في مهرجان الجنادرية، الذي كان يقام تحت مظلة وزارة الحرس الوطني، وإحدى أهم المناسبات الثقافية في المملكة التي يحضرها قيادات سياسية وكبار المسؤولين ومفكرون وأدباء من مختلف دول العالم، وتم تحديد نوفمبر من العام 2020 موعدا جديدا للمهرجان، وأقامت "الثقافة" للمهرجان ورشة عمل ولقاءات مع مسؤولين من وزارة الحرس الوطني وخبراء ومختصين، لمواصلة النجاحات السابقة.

الدرعية وإحياء "صناجة العرب"
الدرعية محطة سعودية مهمة، وذات تاريخ عريق، لذلك عملت وزارة الثقافة مع هيئة تطوير بوابة الدرعية التي أنشئت في يوليو 2017 من أجل المحافظة على تاريخ الدرعية وتطويرها لتصبح واحدة من المواقع التاريخية الجاذبة على مستوى العالم، ومن أجل ذلك وقعت مذكرة تفاهم لتأسيس المتحف السعودي للفن المعاصر في حي البجيري في الرياض.
كما نظمت الوزارة المعرض الفني "من الداخل" في المنطقة الصناعية في محافظة الدرعية قبل أيام، ضمن فعاليات موسم الدرعية، حيث سيستضيف أعمالا فنية لأكثر من 27 فنانا من المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، لتتكامل أعمال الهيئات والوزارة من أجل تحقيق نقلة في مشاريع الدرعية.
وفي شهر أغسطس، كانت الثقافة على موعد مع إنجاز جديد يسجل للوطن، بعد توجيه أمير الثقافة بتأسيس أكاديميات للفنون، ضمن مبادرات برنامج جودة الحياة، إذ تنطلق بأكاديميتين في المرحلة الأولى؛ واحدة متخصصة في التراث والفنون التقليدية والحرف، وستبدأ في استقبال طلبات الالتحاق بها في خريف 2020 وتستهدف ألف طالب ومتدرب في البرامج طويلة المدى وقصيرته، فيما ستكون الأكاديمية الثانية خاصة بالموسيقى وستستقبل ألف طالب ومتدرب ابتداء من عام 2021.
أما في إطار التعليم، فقد نجح التعاون بين وزارتي الثقافة والتعليم في التوصل إلى اتفاق مبدئي لإدراج الثقافة والفنون في مناهج التعليم، مثل الموسيقى والمسرح، ما شكل طفرة وانتصارا للثقافة.
وفي إطار ثقافي يحتفي بالمبدعين السعوديين، أعلنت وزارة الثقافة مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية، وتغطي 14 جائزة للرواد والشباب والمؤسسات الثقافية، تقديرا للمبدعين في جميع القطاعات ودورهم في نمو الوعي والمعرفة.
وتعد الجوائز الثقافية لمسة وفاء للمبدعين، بالتوازي مع الوفاء لرموز الشعر العربي، مثل الأعشى، أو "صناجة العرب" كما يلقب، إذ تنظم وزارة الثقافة فعالية "حياة الأعشى" في مارس 2020، ضمن مشروعها لإحياء التراث العربي والاحتفاء برموزه، وتستعرض في فقرات متنوعة مسيرته الكبيرة مع الأدب والشعر ورحلة حياته التي قضاها في حي منفوحة التاريخي في الرياض.
واستكمالا لإنجازات شهر ديسمبر، أعلن وزير الثقافة تسمية عام 2020 بـ"عام الخط العربي"، الذي تقدم فيه فعاليات نوعية تخدم الخط العربي وتعزز من حضوره في المجتمع على مدار العام، تقديرا لما يمثله من أهمية في التعبير عن مخزون اللغة العربية وما يمتلكه من تاريخ وجماليات في هندسته وتفاصيله وأشكاله.
أما الختام فكان مسكا بالنسبة إلى الثقافة السعودية، بعد المفاجأة التي أعلنها الأمير بدر بن عبدالله بتصريحه على "تويتر" "التعليم أولا.. التعليم أخيرا"، ليعلن بعد تصريحه بأيام عن برنامج الابتعاث الثقافي للطلاب والطالبات السعوديين في أبرز الجامعات العالمية، في تخصصات الموسيقى، المسرح، الفنون البصرية، صناعة الأفلام، الآداب، علم الآثار، فنون الطهي، التصميم وفنون العمارة، لتكون خطوة كبيرة وفارقة جدا، ستنعكس على هذا القطاع المهم خلال الأعوام القليلة المقبلة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون