FINANCIAL TIMES

على «تسلا» نقل الرهان إلى التاكسي - الروبوت

على «تسلا» نقل الرهان إلى التاكسي - الروبوت

حقق إيلون موسك مؤسس شركة تسلا مكانة مميزة ناجحة للغاية باعتباره صاحب الرؤية التكنولوجية المفضلة للجميع.
العوالم المثالية التي يستحضرها دائما تكون في الأفق سواء أكانت المستوطنات البشرية على المريخ أو أساطيل السيارات ذاتية القيادة بالكامل التي تعمل كسيارات أجرة بشكل جانبي ما يجعلها تحقق مصدر رزق لأصحابها.
مثل هذه الوعود تخدم غرضا مهما حيث تصقل علامته التجارية الشخصية وتضفي لمعانا على شركاته إلا أنه يبدو الآن كما لو أن موسك سيحتاج فعلا إلى تحقيق بعض من هذه الرؤى – عاجلا وليس آجلا.
نسبة 14 في المائة التي خصمت من سعر سهم تسلا أخيرا هي علامة على خيبة أمل ستحدث إذا قررت سوق الأسهم أن الشركة هي مجرد شركة أخرى لصناعة السيارات وليست إرهاصا بنوع جديد من شركة نقل مستقل كخدمة.
بعد عامين من الكفاح لزيادة الإنتاج والتسليم العالمي لسيارتها الموديل 3 أصبحت شركة تسلا الآن عالقة بين قطبين.

الطلب وتحقيق أهداف الشركة
هل هناك طلب كاف على السيارات الكهربائية لتحقيق أهداف موسك العالية للنمو؟ وهل يمكن أن تحقق أرباحا كافية للحفاظ على خططها الاستثمارية الضخمة؟ وتبرير تقييم سوق الأسهم الذي يتقدم كثيرا على بقية صناعتها؟ كلاهما مرتبطان.
كانت شركة تسلا تخفض الأسعار لتوليد مزيد من الطلب لكن هذا يضغط على هوامش الأرباح ويجعل وعود موسك الأخيرة بالاستدامة المالية موضع شك.
تقرير الأرباح الربعية هذا الأسبوع كان دليلا على كيف قد تكون الحياة غير مريحة في ظل هذا الضغط.
الخبر السار هو أنه حتى من دون اللجوء إلى الإعلانات لا تزال الطلبات على موديل السيارة موديل 3 مستمرة.
على أن هوامش الأرباح لا تتوسع بالمعدل الذي كان يأمله المتفائلون حتى باستثناء العامل لمرة واحدة الذي جعل الصورة تبدو قاتمة بشكل خاص هذا الربع.
بالنسبة إلى المستثمرين في شركة تسلا الذين عانوا الأضرار من ربعين مخيبين للآمال فإن الرسالة من موسك هذا الأسبوع بالكاد كانت مطمئنة.
لقد قال إن هناك مزيدا من الشيء نفسه في المستقبل: الأشهر الـ12 المقبلة مثل الماضية ستشهد علم شركة تسلا بجد لتحقيق الأرباح بحلول نهاية العام قبل أن تدخل مرة أخرى فيما وصفه بالنصف الأول "الصعب" من عام 2020.
هناك نمط واضح يؤسس نفسه. زيادة خطوط الإنتاج الجديدة تستغرق وقتا وتجهد الموارد المالية.
لقد تلاشت آمال الشركة أن بإمكانها الوصول إلى الإنتاج على نطاق واسع في مصنع في شنغهاي بحلول نهاية هذا العام على الرغم من أنها لا تزال تعد بالوصول إلى هدفها بحلول منتصف عام 2020.

الجديد موديل واي
في الوقت نفسه فإن إطلاق الموديل الجديد يمتص النقود. في النصف الثاني من العام المقبل هذا سيكون موديل واي Model Y – سيارة دفع رباعي صغيرة أحادية البنية مصممة لتصل إلى جزء جديد من السوق.
على الأقل انحسرت التحذيرات من إفلاس وشيك من المتشائمين بشأن شركة تسلا. في الوقت الحالي تملك الشركة مبلغا قياسيا من النقود بحجم خمسة مليارات دولار.
هذا جزئيا لأنها قلصت الإنفاق الرأسمالي والبحث والتطوير. تلك التكاليف سترتفع مرة أخرى مع اقتراب الموديلات الجديدة واعترف موسك أن شركة تسلا من المرجح أن تتراجع إلى منطقة تدفق نقدي سلبية في فترات الإطلاق.
هذه ليست صيغة من شأنها مساعدة تسلا لتصبح أكثر من مجرد شركة صناعة سيارات متوسطة الحجم ذات هامش ربح منخفض – وواحدة تواجه منافسة متزايدة في الوقت الذي تغمر فيه شركات أخرى سوق السيارات الكهربائية بسيارات جديدة.

الحاجة إلى التاكسي-الروبوت
من هنا جاءت الحاجة إلى سيارات الأجرة الروبوتية لإنقاذها. إقناع العالم بأن سياراته ستنطلق قريبا في شوارع المدن من تلقاء نفسها أمر ضروري لخطط موسك.
يجب أن يدفع مشترو سيارات شركة تسلا سبعة آلاف دولار لبرنامج القيادة الذاتية من الشركة وكل هذه الأموال تصل مباشرة إلى صافي الأرباح.
وفقا لموسك إذا تم إقناع عدد كاف من الناس بالدفع مقابل البرنامج فستحقق شركة تسلا أكثر من هدفها لهامش الربح الإجمالي على المدى القصير البالغ 25 في المائة.
إذا لم يعد الزبائن يعتقدون أن مستقبل التحكم الذاتي وشيك فسيكون هذا صعبا. وعد موسك أن سيارات شركة تسلا ستتمتع بقدرات ذاتية كاملة بحلول نهاية هذا العام وأن الشركة ستكون في وضع يمكنها من إطلاق خدمة سيارات أجرة بدون سائق في النصف الثاني من عام 2020.
ثقته تتناقض بشكل ملحوظ مع المعنويات لدى الشركات الأخرى التي تحاول إطلاق سيارات بدون سائق.
أصبحت شركة كروز التابعة لشركة جنرال موتورز الأحدث بالانسحاب من جدول زمني طموح بشكل مفرط ما أدى إلى تأخير إطلاقها الموعود لسيارة أجرة من دون سائق إلى ما بعد نهاية هذا العام.
ليس الأمر أن التكنولوجيا ليست جاهزة. وسط رد فعل عنيف واسع النطاق ضد صناعة التكنولوجيا فإن شركات مثل كروز تركز بشكل أكبر على بناء دعم اجتماعي واسع لتقنياتها الجديدة قبل إطلاقها إلى العالم.
مع السيارات من دون سائق لن تكون هذه عملية سريعة أو سهلة.
لم يعمل أي من هذا على التأثير سلبا في ثقة موسك ولا على الأهمية الفائقة للسيارات ذات القيادة الذاتية التامة على خططه للأعمال.
في وقت سابق من هذا العام قال إن شركة تسلا لن تحقق أبدا ربحا مستداما إلا بعد أن يحل عصر سيارات الأجرة الروبوتية. على الأقل لا يستطيع مستثمرو الشركة أن يقولوا إنه لم يتم تحذيرهم مسبقا.

الربع الثالث لشركة تسلا: ما يهم فعلا
جيمي بأول: تجمعوا لأكبر عرض على الأرض.
يوم الإعلان عن أرباح الربع الثالث لشركة تسلا اقترب وسنباشر تغطيته في دردشة حية.
تمثل النتائج عاما منذ الربع الثالث المعجزة من عام 2018. (في حال كنت لا تتذكر كان ربعا مربحا بشكل مدهش توقعناه بشكل خاطئ تماما).
بعد أن هدأنا فيما يتعلق بشركة الطاقة الخضراء لإيلون موسك لبضعة أشهر قلنا إننا سنلقي نظرة على شيء واحد نراقبه بشدة عندما تظهر النتائج بعد الجرس.
حتى نكون دقيقين: نمو الإيرادات: تقييم شركة تسلا يفرض علاوة على أقرانها في صناعة السيارات لأنها على ما يبدو لا تزال شركة نامية.
بما أنه يتم تداولها بنحو ضعفي الإيرادات الآجلة مقابل ضعف واحد (وأقل) لأقرانها مثل شركات فورد وفولكس واجن وجنرال موتورز لا يزال المستثمرون يرون الشركة كما لو أن مستقبلها أكثر إشراقا من اليوم.
المشكلة هي أنه يبدو أن أفضل المحللين في وول ستريت يعتقدون أن نمو شكرة تسلا سيتوقف على الأقل في الوقت الحالي.
عند مناقشة ملاحظات جانب البيع من الأيام القليلة الماضية كان الرأي لدى كل من ألكساندر بوتر من شركة بايبر جافري ودانييل آيفز من شركة ويدبوش وماينارد أم من شركة ماكواري أن نمو مبيعات سلبي مرتبط بنماذجهم لهذا الربع مقابل ما يعادله في عام 2018.
في الواقع وفقا لبيانات من "ستاندرد آند بورز" فإن الإجماع الحالي هو انخفاض الإيرادات بنسبة 5.1 في المائة بالمعدل السنوي.
إذا تبين أن محللي وول ستريت المجتهدين كانوا محقين فستكون هذه هي المرة الأولى التي تسجل فيها شركة تسلا نموا سلبيا في المبيعات بالمعدل السنوي منذ هذا الربع بالذات في عام 2012.
قد لا يبدو هذا أمرا كبيرا لكن لنفكر بالأمر بهذه الطريقة. تم بناء هيكلة تكاليف شركة تسلا الحالية لإنتاج ونقل أكثر من 400 ألف سيارة سنويا (من الواضح أن موسك ذكر 500 ألف سيارة أيضا).
مع ذلك كما يشير آيفز هذه "مهمة صعبة" بالنسبة إلى شركة تسلا لتحقيق توجيهاتها للعام لتسليم ما يراوح بين 360 ألفا و400 ألف سيارة إذا كانت التوقعات صحيحة. حيث إن مزيج السيارات المبيعة يميل على نحو متزايد نحو الموديل الأرخص موديل 3 فهذا سيكون له تأثير ضار في الإيرادات وبالتالي في صافي الأرباح.
باستثناء الضبط الاستثنائي للتكاليف (الذي أظهرته شركة تسلا على نحو لا يمكن إنكاره أخيرا عبر إعادة هيكلة مختلفة) من المرجح أن يعني هذا أن الحالة المستقرة الحالية للشركة واحدة في المنطقة الحمراء.
بعض المحللين هم أكثر تفاؤلا بشأن صافي الأرباح حتى مع إضافة عامل تقلص المبيعات.
على سبيل المثال يرى أم بعض الجانب الإيجابي للربحية من مبيعات ائتماناتها التنظيمية لهامش ربح إجمالي بنسبة 100 في المائة:
من خلال اجتماعاتنا التسويقية نعتقد أن المستثمرين لم يركزوا على فرص المبيعات الائتمانية في شركة تسلا. مع تشديد معايير الانبعاثات في عام 2020 خاصة في الاتحاد الأوروبي نعتقد أن تسلا في وضع جيد لبيع ائتمانات تنظيمية إضافية.
في حين أننا لم نتنبأ بأي إيرادات ائتمانية تنظيمية للنصف الثاني من العام المالي 2019 إلا أن شركة تسلا سجلت دخلا بلغ 216 مليون دولار و111 مليون دولار من مبيعات الائتمانات التنظيمية في الربع المالي الأول والربع المالي الثاني من عام 2019.
وفريق التنقل في شركة أوبنهايمر يتفق مع ذلك: نعتقد أن تسييل ائتمان الانبعاثات يمكن أن يعزز أيضا الأرباح في هذا الربع وهو محرك تدفق نقدي لا يحظى بتقدير كاف في أوروبا ابتداء من كانون الثاني (يناير) المقبل عندما يتم تطبيق معايير الانبعاثات الجديدة.
نعتقد أن كل سيارة كهربائية تباع في أوروبا ستكون لها قيمة ائتمانية تبلغ نحو9500 دولار لكل سيارة.
في حين أن التسييل سيأتي من خلال اتفاقيات ثنائية إلا أننا نتوقع أن يستفيد التدفق النقدي الحر في تسلا بشكل كبير من معايير الانبعاثات الجديدة.
بالطبع كما ذكرنا قبل بضعة أسابيع هناك أيضا إمكانية تحقيق بعض الإيرادات من إطلاق ميزة الاستدعاء الذكي Smart Summon قبل شهر أو أكثر.
بن كالو من شركة بيرد يستمر في التفاؤل (هدف سعر: 355 دولارا) هو ما يراه: إضافة إلى ذلك فإن تحقيق الإيرادات من إمكانيات القيادة الذاتية الكاملة التي تم نشرها خلال الربع يمكن أن يسهم بشكل متواضع في نتائج الربع الثالث على الرغم من أننا نتوقع تأثيرا أكبر في الربع الرابع بسبب طرح التشغيل المتزايد عبر الأسطول.
إذا تم سحب عوامل رفع الربحية المختلفة هذه فهذا لا يغير حقيقة أن جانب السيارات في الشركة لا يزال يكافح.
دعونا لا ننسى أن شركة تسلا في واقع الأمر لا تزال شركة سيارات.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES