أرباح الربع الثالث .. الطاقة والتكنولوجيا الأكثر تضررا

أرباح الربع الثالث .. الطاقة والتكنولوجيا الأكثر تضررا

على أعتاب موسم أرباح الشركات الأمريكية في الربع الثالث، يركز المستثمرون في الأسهم على سؤال واحد كبير: متى سيؤثر انخفاض الأرباح في أسعار الأسهم؟
يستعد محللو وول ستريت للربع الثالث على التوالي لانخفاض الأرباح؛ أطول سلسلة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، مع توقع أن يكون قطاعا الطاقة والتكنولوجيا الأكثر تضررا.
لكنك لن تعرف ذلك من خلال النظر إلى سوق الأسهم. مؤشر إس آند بي 500 للأسهم بقي بالقرب من مستوياته القياسية منذ أن وصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في تموز (يوليو)، مدعوما بانخفاض أسعار الفائدة وآمال بأن يتحقق السلام في الحرب التجارية العالمية.
هذا يمكن أن يتغير إذا كانت الأرقام سيئة بدرجة كافية. قال ماكس جوكمان، رئيس تخصيص الأصول في شركة باسيفيك لايف فند أدفايزور، إن هناك "مستوى أدنى" للأرباح ولذلك "عقوبة تجاوزه هي عقوبة كبيرة".
من المتوقع أن تعلن الشركات المدرجة في مؤشر إس آند بي 500 عن انخفاض بنسبة 4.1 في المائة تقريبا في الأرباح للسهم الواحد، وفقا لتجميع شركة فاكت سيتس FactSets لمتوسط تقديرات الربح لكل سهم في الربع الثالث لجميع المكونات في المؤشر. وهذا يتبع انخفاضا نسبته 0.4 في المائة في الربع الثاني و0.3 في المائة في الربع الأول.
إذا كان ذلك صحيحا فستكون هذه أول مرة منذ ثلاثة أعوام يعلن فيها مؤشر إس آند بي 500 عن انخفاض الأرباح لثلاثة أرباع متتالية. وسيكون هذا أيضا أكبر انخفاض على أساس سنوي منذ بداية عام 2016 - عندما انخفضت الأرباح 6.9 في المائة.
من المتوقع أن تؤدي زيادة تكاليف المدخلات وتكاليف العمالة إلى تقليص هوامش الربح أكثر. وبحسب شركة فاكت سيت، من المتوقع أن ينخفض متوسط هامش الربح الصافي إلى 11.3 في المائة في الربع الثالث، هبوطا من 12.1 في المائة في الربع نفسه العام الماضي.
المستثمرون سيدققون في شركات التكنولوجيا المحببة، مثل "نيتفليكس" التي شهدت تعدي المنافسين، مثل "أبل" و"ديزني"، على منطقتها.
نمو الأجور الذي يضع ضغطا على هوامش الربح يدفعها للانخفاض، كان معتدلا. مقياس نمو الأجور الذي يديره مصرف جولدمان ساكس يضع نمو الأجور في هذا الربع عند 3.2 في المائة. قال جوكمان: لكن "عندما تكون هوامش الربح منهكة كما هي الآن، حتى نمو الأجور التدريجي يمكن أن تكون له تأثيرات عميقة للغاية".
قوة العملة الأمريكية يمكن أن تنخر أيضا في نتائج الشركات في الوقت الذي تأتي فيه أكثر من 40 في المائة من مبيعات شركات إس آند بي 500 من الخارج. ارتفع مؤشر الدولار 3.4 في المائة في الربع الثالث، مسجلا أعلى مستوى في عامين.
المصارف ستبدأ موسم الأرباح بشكل غير رسمي عندما يكشف كل من "جيه بي مورجان تشيس" و"جولدمان" و"سيتي جروب" و"ويلز فارجو" عن نتائجه اليوم. شركة فاكت سيت تقدر انخفاضا بنسبة 1.8 في المائة في أرباح قطاع المصارف في الربع الثالث، وتراجعا بنسبة 1.6 في المائة في الإيرادات.
النتائج يجب أن تعكس ضغطا من انخفاض أسعار الفائدة على هوامش الفائدة الصافية للمقرضين - وهو مقياس للربحية يتتبع الفرق بين تكلفة التمويل والعائد على الأصول.
من جانبه، قطاع الطاقة يستعد لأكبر انخفاض في الأرباح بعد انخفاض أسعار الخام الأمريكي في الربع الثالث. يليه قطاع التكنولوجيا الذي علق في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إذ يتوقع انخفاض الربح لكل سهم أكثر من العشر، وفقا لـ "فاكت سيت"، بينما تزيد الإيرادات بنسبة ضعيفة تبلغ 0.3 في المائة.
قال دان إيفز، المحلل في شركة ويدبوش سيكيورتيز في نيويورك: "مصدر القلق الأكبر للمستثمرين لا يزال هو السحابة السوداء في الصين التي تلقي بظلال طويلة على شركات أشباه الموصلات والتكنولوجيا، بما في ذلك شركة أبل".
المستهلك الأمريكي كان هو القوة الدافعة وراء النمو الاقتصادي، إذ وصلت البطالة إلى أدنى مستوياتها منذ عقود وارتفعت الأجور بشكل مطرد. لكن الاستطلاعات بدأت تظهر بعض التوتر قبل موسم الأعياد. وبحسب "فاكت سيت"، من المتوقع أن ترتفع إيرادات الأسهم الاستهلاكية غير الدورية 3.3 في المائة، في حين ترتفع إيرادات أسهم قطاع السلع الاستهلاكية الكمالية 5.6 في المائة.
قال جيم تيرني، مدير صندوق في شركة أليانس برينشتاين: "المستهلك ليس مجهدا بأي حال من الأحوال، إذا أراد أن ينفق فبمقدوره أن يفعل ذلك". وأضاف: "السؤال فقط هو هل لا تزال الثقة موجودة؟".
ستتم مراقبة توجيهات الشركات للأشهر الثلاثة الأخيرة من هذا العام وعام 2020 عن كثب. لكن عدم اليقين بشأن مسار الحرب التجارية يشير إلى أن المستثمرين قد يسمعون عن التوقعات على المدى الطويل بشكل أقل مما كانوا يسمعون عنها في الماضي.
قبل انهيار مصرف ليمان، استخدمت واحدة تقريبا من بين كل ثماني شركات في مؤشر إس آند بي 500 المكالمات بشأن أرباحها للربع الثالث لتقديم إرشاد للسنة المالية التالية، وهي عملية تراجعت منذ ذلك الحين إلى النصف تقريبا. لكن سافيتا سوبرامانيان، الخبيرة الاستراتيجية في "بانك أوف أمريكا"، تعتقد أن نسبة المرشدين على المدى الطويل يمكن أن تكون "أقل كثيرا" هذه المرة.
في الوقت نفسه، تعتقد أن أقرانها في مجتمع المحللين متفائلون للغاية. توقعات الإجماع تشير إلى نمو الربح للسهم 3 في المائة في الربع الرابع، و10 في المائة في عام 2020. قالت: "انخفاض الربح للسهم يشبه الصراصير (نظرية الصرصار تأتي من الاعتقاد الشائع بأن رؤية صرصار واحد عادة ما تكون دليلا على أن هناك كثيرا من الصراصير). نادرا ما يكون حدثا يظهر في ربع واحد فقط".

الأكثر قراءة