تقارير و تحليلات

لأول مرة في 7 أعوام .. فائدة «السايبور» لـ 6 أشهر تتداول دون نظيرتها لـ 3 أشهر

 لأول مرة في 7 أعوام .. فائدة «السايبور» لـ 6 أشهر تتداول دون نظيرتها لـ 3 أشهر

 لأول مرة في 7 أعوام .. فائدة «السايبور» لـ 6 أشهر تتداول دون نظيرتها لـ 3 أشهر

سجلت أسواق النقد في السعودية على مدى يومين، ظاهرة ائتمانية نادرة، عندما أغلقت "الفائدة المعروضة بين المصارف السعودية لستة أشهر" دون نظيرتها الخاصة بثلاثة أشهر، وذلك للمرة الأولى منذ سبع سنوات، وللمرة التاسعة خلال 17 عاما، حيث من المتعارف عليه أن مؤشر قياس فائدة الاقتراض لستة أشهر أعلى من ثلاثة أشهر.
وأظهر رصد لـ"الاقتصادية" إغلاق فائدة "السايبور" بين المصارف السعودية لستة أشهر عند 2.642 في المائة أمس مقارنة بـ"السايبور" لثلاثة أشهر، الذي يقف الآن عند 2.644 في المائة.
وتكررت ظاهرة تداول مؤشر الفائدة لستة أشهر دون نظيره لثلاثة أشهر تسع مرات فقط خلال الفترة بين 2002 إلى 2019، وكان آخرها مع إغلاقات الخميس الماضي "25 يوليو" عندما سجل مؤشر فائدة "السايبور" لستة أشهر 2.647 في المائة مقارنة بمؤشر السايبور لثلاثة أشهر الذي أغلق عند 2.648 في المائة.
في حين تظهر بيانات "بلومبيرج" أن ثامن مرة تم فيها رصد هذه الظاهرة كان في تموز (يوليو) 2012، عندما كان "السايبور" لستة أشهر يقف عند 0.93 في المائة ونظيره لثلاثة أشهر عند 0.94 في المائة.
تأتي تلك التطورات قبيل أيام قليلة من اجتماع البنك المركزي الأمريكي الذي سيحدد معه مصير الفائدة التي تستخدم على نطاق واسع مع القروض المصرفية. وكان رصد سابق لـ"الاقتصادية"، نبهت فيه للمرة الأولى حول هذه الظاهرة في 8 تموز (يوليو) الجاري عندما ذكرت أن كلا مؤشري القياس يتداولان عند المستويات نفسها.
اجتماع «الفيدرالي الأمريكي»
في الوقت الذي تستعد فيه واشنطن لاجتماع الاحتياطي الفيدرالي غدا، يترقب في الوقت ذاته المجتمع المالي السعودي نتائج الاجتماع المقرر الكشف عنه بعد غد، وذلك لما له من انعكاسات على أسعار الفائدة المحلية للقروض القائمة والجديدة على حد سواء.
يكاد يوجد إجماع بين المراقبين بأن احتمالية تخفيض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس تكاد تكون كبيرة "ولو حصل ذلك فهذا يعني أن السعودية - برفقة الدول التي تربط عملتها بالدولار - ستقتفي أثر القرار نفسه محليا".

مبررات الظاهرة
تظهر البيانات أن الظاهرة نفسها تتكرر مع فائدة "الليبور" الدولارية.
"الليبــــــــــور" يعـــــــد نظــــير "السايبور" للفائدة المقومة بعملة الدولار، حيث تقف نسبة "الليبور" لستة أشهر عند 2.20 في المائة مقارنة بـ"الليبور" لثلاثة أشهر عند 2.26 في المائة.
ويكمن أحد أسباب حدوث هذه الظاهرة في تأثير حجم طلبات المستثمرين المرتفع على الآجال الطويلة "للأوراق النقدية" في الولايات المتحدة، الأمر الذي سبب ضغطا على عوائد "الليبور" قصيرة الأجل.

فائدة «السايبور»
أظهرت بيانات فائدة الاقتراض في القطاع المالي مواصلة "السايبور" مساره الهبوطي الذي لم يتوقف منذ عودة القطاع المصرفي من إجازة عيد الفطر.
بحسب إغلاق أمس، تقف الفائدة السعودية التي تعد العمود الفقري لمعظم قروض الشركات والأفراد، عند 2.64 في المائة، أي انخفاض بمقدار 21 نقطة أساس خلال الفترة من 9 حزيران (يونيو) إلى 28 تموز (يوليو). من ضمن العوامل التي أسهمت في دخول "الفائدة السعودية" مرحلة "إعادة التسعير" بعد تسجيل انخفاضات، ظهور توقعات من مؤسسات دولية تتحدث عن إمكانية تخفيض الفائدة الأمريكية من قبل "الفيدرالي"، الأمر الذي سيضغط على حركة "الليبور" الذي يقف حاليا عند 2.26 في المائة. وتزامن هذا التطور السريع في حركة "السايبور"، في الوقت الذي تميزت فيه حركة مؤشراته باستقرار لافت خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام.

أخبار سارة للمقترضين
حتى الآن انخفض "السايبور"، وهو سعر الفائدة المعروض بين المصارف السعودية لثلاثة أشهر، بمقدار 33 نقطة أساس منذ بداية العام. وهذه التطورات على الساحة الائتمانية تعد إيجابية للمقترضين. يأتي ذلك بعد ارتفاعات "السايبور" القياسية التي وصلت فيها تلك "الزيادة الإضافية" بـ107 نقاط أساس "أي 1.07 في المائة"، ولا سيما أن "السايبور" الخاص بثلاثة أشهر قد استهل عام 2018 عند 1.90 في المائة.

ما «السايبور»؟
تستعين المصارف السعودية بمؤشر "السايبور" عندما تحاول الاقتراض من بعضها بعضا. و"السايبور" هو سعر الفائدة المعروض بين المصارف السعودية لثلاثة أشهر. وتتفاوت أسعار "السايبور" وفقا لآجال الاقتراض "القصيرة الأجل" التي قد تراوح بين شهر وسنة.
وتعد أسعار "السايبور" بمنزلة العمود الفقري الذي تقوم عليه قروض الأفراد والشركات وكذلك بعض إصدارات السندات السيادية "التي تُسعر بالفائدة المتغيرة" في السوق المحلية.
فعلى أساسها، يتم تحديد الفوائد / الأرباح التي يدفعها المقترضون للمصارف، وتتم عملية احتسابه بعد أن يقدم 15 مصرفا سعر الفائدة ويتم بعدها حذف أعلى وأقل رقمين ومن ثم ننتهي بمعدل نسبة الفائدة.
وعندما ترتفع معدلات "السايبور"، يرتفع كذلك الهامش الربحي للمصارف التي قدمت قروضا لعملاء بفائدة متغيرة. وحدهم العملاء الذين اختاروا الفائدة الثابتة يصبحون بمأمن من تقلبات أسعار الفائدة.

* محلل أدوات الدين والائتمان

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من تقارير و تحليلات