3 نجمات يسطعن في سماءالسياسة الألمانية

3 نجمات يسطعن في سماءالسياسة الألمانية
3 نجمات يسطعن في سماءالسياسة الألمانية
3 نجمات يسطعن في سماءالسياسة الألمانية

أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية، مضت إلى تعيين حليفة مقربة لها في منصب وزير الدفاع، خلفا لحليفة أخرى.
إنها البروفة النهائية لشغل أعلى منصب في السياسة الألمانية. هل ستثبت الخليفة المنتقاة لشغل حقيبة الدفاع قوة شخصيتها، لتعزز مركزها باعتبارها وريثة مرشحة بقوة لخلافة ميركل في منصب المستشارية؟ أم أن وزارة الدفاع المعرضة للفضائح، ستعمل على تقويض فرصتها؟
تلك الظروف يمكن أن تصف وضع أنجريت كرامب-كارينباور، التي تشغل منصب رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الحاكم، المختارة وزيرا للدفاع في ألمانيا، خلفا لسلفتها في المنصب: أورسولا فون دير لاين، التي انتخبت رئيسا للمفوضية الأوروبية، في وقت سابق.
عندما تولت فون دير لاين منصب وزير الدفاع في عام 2013، كان ينظر إليها طوال فترة طويلة على أنها خليفة ميركل المفضلة.
خلال بضع سنوات من إدارة الوزارة، تبخرت فرصتها في خلافة المستشارة المخضرمة لشغل أعلى منصب في ألمانيا.
والسؤال المطروح الآن هو ما إذا كانت كرامب-كارينباور ستعاني المصير نفسه.
قال أحد نواب حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي: "إن أخطاره كبيرة بالنسبة إليها، فوزراء الدفاع لا يحظون دائما بالشعبية في هذا البلد – إذ إن هناك كثيرا من العثرات المحتملة".
لطالما كان مبنى بندليربلوك في ألمانيا، مثيلا للبنتاغون في الولايات المتحدة، فهو مقبرة للطموحات السياسية، كما يشاع في الأوساط السياسية.
منذ الحرب العالمية الثانية لم يتح قط إلا لوزير واحد شغل منصب وزارة الدفاع الصعود إلى كرسي المستسارية، هلموت شميدت.
هناك آخرون شغلوا المنصب، وكانوا منافسين من الوزن الثقيل لشغل المنصب الأعلى، لكنهم وقعوا في شراك الفضائح أو الأخطاء.
تلقى توماس دي ميزير، الذي كان ينظر إليه في السابق على أنه الوريث السياسي لميركل، انتقادات لاذعة بشأن قرار برلين التخلي عن مشروع طائرة مراقبة بدون طيار - يورو هوك - الذي كلف مئات الملايين من اليوروهات.
اضطرت ميركل إلى الدفع به إلى وزارة الداخلية في عام 2013.
أما فون دير لاين، الوزيرة المغادرة للتو لمنصب وزارة الدفاع، فقد كانت موضع انتقاد جراء الحالة السيئة لقوات الجيش الألماني "بوندزفير"، على الرغم من الزيادة الهائلة في الميزانية العسكرية.
كشف تقرير صادر عن مفوض القوات المسلحة في البرلمان الألماني هذا العام، أنه لم تكن هناك غواصة واحدة جاهزة للخدمة.
قليلون يتوقعون من أنجريت كرامب-كارينباور أو "إيه كي كي" كما تعرف، أن تفعل ما هو أفضل من سابقتها.
ركز النقاد على افتقارها للخبرة في السياسة الخارجية والدفاعية، وهي تعرف بشكل أفضل باعتبارها رئيسة وزراء سابقة لإقليم سارلاند الألماني الصغير.
وصف ألكساندر جراف لامبسدورف، عضو البرلمان البارز من الحزب الديمقراطي الليبرالي، تعيين كرامب-كارينباور بأنه، "إهانة للجيش ولشركائنا في النيتو".
وأضاف أنه لا يوجد شيء أكثر وضوحا يعبر عن "ازدراء" ميركل لـ"البوندزفير" أكثر من هذا التعيين.
أما كريستيان مولينج، محلل الدفاع في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية في برلين، فقال إن المشكلة الأكثر خطورة هي أن كرامب-كارينباور ستقود الوزارة لمدة عامين على الأغلب، حتى نهاية البرلمان الحالي.
وأضاف أن "الجنود سيشعرون بالقلق من عدم كفاية الوقت للتغلب على مشكلاتهم، والدفاع عن موقفهم.
كما أن كرامب-كارينباور لن تتخلى عن وظيفة رئيسة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، فهل يمكنها بالفعل شغل كلتا الوظيفتين في الوقت نفسه؟".
كان الغضب مختلطا بأكثر من قدر قليل من المفاجأة. كرامب- كارينباور كانت قد صرحت مرارا وتكرارا بأنها غير مهتمة بشغل أي وظيفة في مجلس الوزراء، وتفضل أن تظل رئيسة الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وهو المنصب الذي شغلته منذ أواخر العام الماضي.
يرى مستشارون أنها تخشى من أن تؤدي المسؤولية الجماعية لمجلس الوزراء إلى تقليل حريتها في المناورة، ما يجعل من الصعب عليها أن تضع نفسها كعنصر فاعل سياسي مستقل - وهو أمر مهم بالنسبة إلى المرأة التي كثيرا ما يتم اختزالها باعتبارها "ميركل مصغرة".
كرامب- كارينباور كانت حددت أيضا أهدافا طموحة لإصلاح الحزب الحاكم، الذي سقط في حالة ركود تحت قيادة ميركل.
لذا فقد عملت على بيان خط جديد لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وهي تستعد لخوض ثلاثة انتخابات إقليمية حاسمة، يواجه فيها الحزب الحاكم تحديا سافرا من حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف.
بيد أن ما يقابل ذلك هو الفرصة أمام كرامب- كارينباور لإحياء شعبيتها الشخصية، فهي منخفضة بما يكفي لإثارة قلق أصوات مؤثرة في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي.
وفقا لاستطلاع للرأي أجرته قناة "زد دي إف ZDF" التليفزيونية في حزيران (يونيو)، رأى 71 في المائة من الألمان أنها غير مناسبة لتكون مستشارة للبلاد، خلفا لميركل.
كان ذلك تنبيه قاس بالنسبة إلى سياسية بدا أنها امتلكت العالم تحت قدميها، بعد فوزها في انتخابات رئاسة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. منذ ذلك الحين أثارت سلسلة من الأخطاء والأداء الضعيف لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في انتخابات البرلمان الأوروبي في أيار (مايو) الماضي، شكوكا حول مهاراتها باعتبارها سياسية.
يمكن أن يساعد تولي كرامب- كارينباور وزارة الدفاع على إعادة تأهيل سمعتها.
بصفتها القائدة الأعلى التي تشرف على جيش يضم 180 ألف جندي، وميزانية سنوية تبلغ 44 مليار يورو، ستحظى باهتمام أكبر.
صورها وهي تجري محادثات مع نظرائها من وزراء الدفاع ضمن حلف النيتو، واختلاطها بود مع قادة الجيش، من شأنه أن يساعد على تلميع صورتها وتحسين موقفها مع الناخبين.
التعيين مهم أيضا بالنسبة إلى المستشارة. بالنسبة إلى ميركل، إنها وسيلة لأقرب حليفة لها لتجاوز ينس شبان، وزير الصحة الطموح، الذي خسر المنافسة في قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحين إلا أنه لا يزال ينظر إليه على أنه مستشار محتمل في طور التكوين.
كثيرون كانوا يتوقعون أن يرث ينس، المحافظ الذي كان يطلق عليه في كثير من الأحيان "عدو ميركل"، وزارة الدفاع بعد انتقال فون دير لاين إلى بروكسل.
قال نائب من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، "أدركت ميركل وكرامب- كارينباور "إيه كي كي" بوضوح أنه إذا بقيت الأمور كما هي، فقد تختصر طموحات كرامب-كارينباور لتكون مستشارة، في قبلة وداع.
عليه، فإن هذه هي حقا فرصتها الأخيرة لاستعادة المبادرة، قبل الطوفان.

الأكثر قراءة