بعد 36 عاما .. بابل تدخل قائمة اليونسكو للتراث العالمي

بعد 36 عاما .. بابل تدخل قائمة اليونسكو للتراث العالمي

وافقت لجنة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) خلال دورتها السنوية الثالثة والأربعين في "باكو" الجمعة على إدراج موقع بابل الأثري التاريخي على قائمتها، بعد ثلاثة عقود من الجهود التي بذلها العراق في هذا الاتجاه.
وبذلت سلطات الآثار العراقية جهودا كبيرة لإعداد هذا الملف الذي تم طرحه خمس مرات منذ عام 1983، بهدف تسجيل هذا الموقع التاريخي لبلاد ما بين النهرين الممتد على مساحة عشرة كيلو مترات مربعة على بعد نحو مائة كيلو متر جنوب بغداد.
وخلال النقاشات في العاصمة الأذربيجانية، قال ممثل العراق لدى لجنة "اليونسكو": "ما هي لائحة التراث العالمي من دون بابل؟ كيف سنخبر تاريخ الإنسانية من دون أول فصولها، بابل؟".
أما ممثل تونس فاعتبر أن إدراج بابل "يملأ فجوة واضحة في القائمة، وبالفعل، هذا نوع من المواقع يمكننا أن نقول إن هذه الاتفاقية وجدت لحمايته".
وأشارت لجنة "اليونسكو" من جهتها إلى أن موقع بابل في "حالة محفوفة بالمخاطر وبحاجة ماسة إلى الحفاظ عليه ومنعه من الانهيار".
وكانت اللجنة بدأت اجتماعاتها نهاية الأسبوع الفائت في "باكو" للتصويت على إدراج بابل و34 موقعا أثريا آخر على لائحة التراث العالمي. كما تنظر اللجنة في حالة صون المواقع المدرجة في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر. وقد اختارت عدم إدراج بابل على هذه القائمة الأخيرة بعد اعتراضات من العراق.
وطوال السنوات العشر الماضية، أجرت السلطات الأثرية العراقية وصندوق الآثار العالمي، عمليات مسح وتنظيف وتحديد مسار الزائرين وتدريب الموظفين.
من جهته، قال مدير آثار البصرة قحطان العبيد الذي قدم ملف بابل إلى "اليونسكو"، لـ"الفرنسية" إن بابل التي يزيد عمرها على أربعة آلاف سنة "أكبر مدينة مأهولة بالسكان في التاريخ القديم".
وأضاف أن بابل كانت "شاهدة على التقلبات السياسية وعمليات النهب والتخريب التي قام بها الجنود الأمريكيون والبولنديون الذين اتخذوا المكان مقرا لهم بين عامي 2003 و2005".
وقال إن "البابليين هم حضارة الكتابة والإدارة والعلوم"، في العراق الذي يفخر بكونه أول بلد عرف الكتابة وعثر فيه على أول لوح مسماري يعود تأريخه إلى 5500 عام.
ويرى العبيد أن إدراج بابل على لائحة التراث العالمي "سيشجع البحث والتطوير في الموقع" إضافة إلى "الدعاية السياحية المجانية".
وتحتل مدينة بابل الأثرية مكانة خاصة في التاريخ والأساطير العالمية، مع بوابة عشتار الشهيرة وحدائقها المعلقة وبرج بابل، وكلها معالم بارزة في التاريخ والأديان والفن، رغم كون مواقعها موضع نقاش دائم. ولدى العراق خمسة مواقع مسجلة لدى "اليونسكو"، بينها اثنان على قائمة التراث العالمي هما قلعة أربيل التي أدرجت في 2014، والأهوار في عام 2016.
أما المواقع الثلاثة المتبقية فهي على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، بما يشمل موقع الحضر (شمال غرب العراق) الذي أدرجته "اليونسكو" على قائمتها للمواقع المهددة سنة 2015 بعدما تعرض خلال سيطرة داعش إلى "تطهير ثقافي" تمثل بعمليات تدمير وسرقة على يد عناصر التنظيم الإرهابي.
وهناك أيضا مدينة سامراء الأثرية التي أدرجتها "المنظمة" في 2007 على قائمة التراث العالمي وثالث المواقع المعرضة للخطر هي مدينة آشور التي أدرجتها "اليونسكو" على هذه القائمة في 2003 بسبب مشروع بناء سد مائي.

الأكثر قراءة