تان يخوض تحدي التوسع الإقليمي ببديل "أوبر"

تان يخوض تحدي التوسع الإقليمي ببديل "أوبر"

قابلت أنتوني تان، الشريك المؤسس لمجموعة جراب لطلب سيارات الأجرة في جنوب شرقي آسيا، أخيرا. كان قد التقى للتو بوزيرين، وبالكاد نام بعد رحلة عودة إلى سنغافورة في قت متأخر.
تان البالغ من العمر 37 عاما، دائما ما يتنقل بين اجتماعات عبر جميع أنحاء آسيا، مثبتا بذلك ضرورة وجود خدمات طلب سيارات الأجرة.
لقد أسس "جراب" في عام 2012 مع تان هوي لينج، لا توجد بينهما صلة قرابة، بعد أن أمضى فترة في مجموعة تان تشونج الماليزية العملاقة، التي تملكها عائلته.
كما هو الحال مع شركات طلب سيارات الأجرة الأخرى، بما في ذلك "أوبر" و"ليفت"، أثارت "جراب" انزعاج نقابات سيارات الأجرة التقليدية وسلطات النقل العام.
كما أن تان يتعامل مع الساسة والمنظمين في جميع أنحاء جنوب شرقي آسيا. وهو يقول إنه كان ينظر إلى خدمات طلب سيارات الأجرة بإيجابية بنفس درجة التشكيك فيها.
وأضاف: "نقابات التاكسي قوية، وهي مجموعات راسخة".
أدرك تان وفريقه في وقت مبكر أنه "كان عليه أن يعمل مع الجهات الحكومية المعنية، بشكل فردي، ومع أصحاب السلطة والتأثير، من أعلى المستويات".
في اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في كانون الثاني (يناير) قال: "أود أن أقول إنه في دافوس، كان لابد أن أقابل سبعة قادة دول على الأقل".
مع عملها في ثمانية بلدان في جنوب شرقي آسيا و336 مدينة، تعد "جراب" شركة طلب سيارات أجرة رائدة في المنطقة.
كما أنها تحظى بدعم شركة طلب سيارات الرائدة في الصين "ديديتشوكسينج" و"سوفت بانك"، وهي مستثمر مبكر ضخ صندوق الرؤية التابع له 1.5 مليار دولار، في الشركة التي تتخذ من سنغافورة مقرا لها.
التنقل في منطقة ذات بلدان مختلفة تماما من حيث مراحل التنمية، ومنظمون ذوو أولويات مختلفة، كانا امرين يمثلان تحديا كبيرا في القيادة والخدمة اللوجستية بالفعل – إلا أن لدى تان مزيدا من خطط التوسع.
حتى سنغافورة - التي قد تكون أكثر الأسواق دعما للشركات الناشئة في العالم، وفيها مقر "جراب" – كانت مقاومة لاستثماره.
كان هناك "رد فعل هائل" من جانب المنظمين ضد إدراج سيارات الأجرة التقليدية ضمن تطبيق "جراب"، لأن ذلك يعني السماح لشركة خاصة بتحديد أسعار وسائل النقل العام.
"كانت فكرة سيارة الأجرة التي لا تتبع العداد أمرا صادما". استغرق الأمر عامين لكي تحصل "جراب" على الضوء الأخضر من سلطات سنغافورة.
خدمات طلب سيارات الأجرة لا تزال غير قانونية في تايلاند، إذ إن "جراب" تعمل في "المنطقة الرمادية".
تان يقول إنه متأكد بنسبة 100 في المائة من أن الأمر مجرد مسألة وقت للحصول على ترخيص.
كما أن "جراب" تواجه منافسة متزايدة. "جو-جيك"، التي يقع مقرها الرئيس في جاكرتا وتحظى بدعم كل من "جوجل" و"ترانسيت" وتيماسيك"، تحقق تقدما بعد أن وفرت خدمات لها في فيتنام وسنغافورة وتايلاند، في الأشهر الستة الماضية.
تنافست شركتان في مناقصة أجرتها "أوبر" في جنوب شرقي آسيا العام الماضي، عندما قرر الرائد الغربي للسوق الانسحاب من المنطقة.
فازت "جراب" بالمنافسة، على الرغم من أن "جو-جيك" عرضت "مليار دولار إضافية"،على حد قول تان.
وأضاف قائلا: "دارا خسروشي، الرئيس التنفيذي في شركة أوبر قضى كثيرا من الوقت معي ومع فريق الإدارة". كانوا مقتنعين بإمكانية "جراب" في بناء تطبيق خارق، يمكنه استغلال بيانات عروض طلب سيارات الأجرة، لإطلاق خدمات استهلاكية أخرى مثل المدفوعات أو التأمين أو الخدمات اللوجستية عبر جنوب شرقي آسيا.
صفقة "أوبر" جلبت الصداع. هيئات مكافحة الاحتكار في سنغافورة والفلبين وفيتنام، انتقدت كلها الصفقة قائلة إنها أدت إلى تقليص المنافسة وجودة الخدمة.
قررت لجنة المنافسة في سنغافورة فرض غرامة على "أوبر" و"جراب" بلغت قيمتها أكثر من 13 مليون دولار سنغافوري (9.5 مليون دولار) "لردع عمليات الاندماج المكتملة التي لا رجعة فيها، والتي تضر بالمنافسة".
كما فرض المنظمون الفلبينيون غرامتين على الشركتين بلغ مجموعهما 16 مليون بيزو (300 ألف دولار)، مشيرين إلى عدم الامتثال بمبادئهم التوجيهية.
لا تزال "جراب" تنتظر صدور الحكم الفيتنامي، بعد أن قال المنظمون في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، إن الصفقة أظهرت علامات على حدوث انتهاكات.
تان يقول إن قادة البلاد يرون أن "جراب" استثمار أجنبي إيجابي.
اعترضت "جراب" عموما على اتهامات المنظمين بشأن صفقة "أوبر". إلا أن تان يعترف: "بكل التواضع، الحقيقة هي أنه كان بأماكننا أن نتعامل مع الأمر بشكل أفضل".
ويقول إنه كان بإمكانهم التواصل بشكل أكثر فعالية مع العملاء والسائقين والجهات الحكومية المعنية.
ويلقي لوم حدوث هذه الزلة على حماسه لإتمام الصفقة. قدرت الصفقة حصة شركة أوبر البالغة 27.5 في المائة في "جراب" بأكثر من ملياري دولار.
يضيف تان: "ارتكبنا خطأ في التحرك بسرعة أكبر من اللازم دون إدارة التوقعات بشكل أفضل. وأعتقد أن هذا درس سنتعلمه من الآن فصاعدا".
على الرغم من أن "جراب" نبهت لجنة المنافسة في سنغافورة بشكل غير رسمي عن الصفقة، "عندما أفكر فيما جرى، أدرك أنه كان بإمكاننا إضفاء الطابع الرسمي على الأمور، وأن نكون واضحين: أسود أو أبيض".
حافظت العائلة على ثبات الشريك المؤسس لـ "جراب" عند مواجهة تحديات التوسع الإقليمي الصعبة، وردة فعل المنظمين بشأن صفقة "أوبر".
يصف تان زوجته، وهي ربة منزل، بأنها "امرأة عظيمة" و"ركيزة دعمه" وسط جدول أعماله المجنون.
داخل "جراب"، يعد آندي ميلز عضو مجلس الإدارة مرشدا تجاريا وروحيا لتان، بعد أن اكتشف إيمانه عقب مقابلة معلمه في زمالة مسيحية، عندما كان طالب في كلية هارفارد للأعمال.
ميلز، الرئيس التنفيذي السابق لشركة تومسون المالية، قدم المشورة إلى تان والمؤسس المشارك تان هوي لينج عند وضع أول خطة عمل لـ"جراب" في جامعة هارفارد في عام 2010.
الإيمان والأخلاق يمثلان نهج تان في القيادة. يقول إنه وجد "الوضوح" في الضغط لإضفاء طابع الشرعية على خدمات طلب سيارات الأجرة في جنوب شرقي آسيا – طريقة لتقديم الدخل والإدماج المالي للمناطق "التي تعاني نقصا في الخدمات" - بعد أن اقترح ميلز "فصل ما هو قانوني وما هو صحيح أخلاقيا".
بالنسبة لتان، القيم الدينية تحكم الطريقة التي يدير شركته بها. "جراب عمل علماني، إلا أنني مدفوع بمبادئ الإنجيل المتمثلة في الحب والكرم والتواضع والمغفرة. يبدر مني تقصير بالطبع، إلا أن تلك هي الصفات التي أتطلع إلى تجسيدها كل يوم"، مضيفا أن المسيح عليه السلام، أحد أبطاله في القيادة.
ماسايوشي سون مؤسس "سوفت بنك" أحد أبطاله الآخرين. يقول تان: إنه أحد أكثر الأدمغة التجارية المتبصرة بين رجال الأعمال. وأضاف: و"كان لدعمه دورا رئيسا في نجاحنا".

إطار
وجها لوجه مع تان
لو لم تكن رئيسا تنفيذيا أو قائدا، ماذا كنت ستكون؟
لو لم أكن في "جراب"، سأظل رائد أعمال من نوع ما. بعت أول مجلة كاريكاتير صنعتها في الحادية عشرة من عمري. والآن إذا اخترت، لسبب مجنون، ألا أكون رجل أعمال، غالبا سأختار مهنة تخدم المجتمع – أن أكون رجل دين أو أن أعمل في الحكومة.
ما أول درس تعلمته عن القيادة؟
لا شيء يتفوق على العمل الشاق. لم أولد ذكيا، واضطررت إلى أن أعمل أكثر من نظرائي، وأن أتدرب كذلك، أكثر منهم.

الأكثر قراءة