ثقافة وفنون

خيبة الكلمات

خيبة الكلمات

فى ذلك الركن القصيّ من الكتابة
حيث أفشل فى تعقب فكرة
هربت من الإيقاع
يحدث فجأة
أن تدخل امرأة إلى المقهى
وتجلس باتجاه البحر
منعكسا على المرآة
كان جمالها ينحلّ فى الصمت
المحايد بيننا
كمراكب منهوبة الأحزان
لم تتجشم التحديق فى أحد من الجلساء
لم تلحظ خلو يدى من الكلمات
بل فتحت كتابا
كان يرقد فى حقيبتها
وغامت فى تضاعيف الكتاب
فى ذلك الركن القصى من الكتابة
راح يعصف بى حنين جارف
للقفز فوق وجودى الفاني
لتمكين المجاز من التطلع نحو مصدره
وتنقية الجمال من التراب
متأملا فى وجهها
فى اللامبالاة التى تعلو التفاتته إلى الأشياء
كدت أرى مجاراة الظلال لضوئه العاري
النعاس كما لو أنه متنكر
فى صورة امرأة
يجرد جسمها الشفاف
من جريانه تحت الثياب
لكننى متأخرا أدركت إنى لم أكن أرنو إلى أحد
فلا امرأة هناك
سوى ما يستحيل بقوة التحديق
هيئة ما نحب
لذا
وقد امتحنت بدون جدوى
خيبة الكلمات
غادرت المكان كعادتي
فى مثل ذاك الوقت
كى تأتى القصيدة فى غيابي.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون