إيماءات

إيماءات

لم يكن اهتمامي بـ “ريتسوس” وليد الحديث الواسع الذي يدور حوله الآن في عواصم ثقافية عدة. كنت أرصده من بعيد، وأترصد القصائد التي تنشر له باللغة العربية، وهي قليلة جدا. وكانت لي علاقة بنشر عدد من قصائده في صحافة العراق. لقد أحسست دائما، وأنا أقرأ شعر ريتسوس، أن وراء قصيدته جهدا عظيما، وروحا مصفاة، صافية، أوصلت قصيدة الحياة اليومية لديه، إلى هذه القطعة الغريبة من البلور.
أونجاريتي شاعر لصيق بالأغنية. هادئ النبرة، عميق الجرس متوحد متحد بالطبيعة، ذو واقعية غريبة الوجه.. ثم إن هذه المجهولية التي تحيط به، كالهالة المضاءة، تستلزم تقديما أشد نصبا. هكذا قررت، في لحظة حاسمة، أن أترجمه ترجمة شعرية، أي ترجمة أهم في حقيقة أمرها من وضع قصائده في تفعيلات عربية معقدة، وهذا أمر سيسهم بعد في تفسير ما أحاط بالتفعيلات المعقدة من خلل وتصرف واستمراء حرية. إن الكتاب الذي يضم 70 قصيدة من قصائد ريتسوس يحمل اسم “إيماءات”. وقد ترجمت القصائد عن اللغة الإنجليزية في جو من اللهفة، والقرب.. بحيث خيل إلي أنني أقترب - أحيانا - من لحظات كتابة ريتسوس قصيدته.

الأكثر قراءة