عائلة الجبر .. رواد العطاء

بين كل فترة وأخرى أختار الكتابة عن نماذج مشرقة للمبادرات الاجتماعية والإنسانية من أبناء الوطن، وهو جزء بسيط من واجبنا تجاه أصحاب هذه المبادرات. وما زلت مؤمنا بأن خريطة العطاء الإنساني والاجتماعي لدينا أكبر بكثير مما يذكر وينشر، ولست مع تلك الصورة السوداء القاتمة التي تصف أفرادا موسرين ورجال أعمال بأنهم حفنة من الجشعين والانتهازيين الذين لا يشعرون بحاجة الناس ولا يهمهم مساعدة الفقراء وذوي الحاجات.
وقد اعتدنا الاحتفاء بنماذج ومبادرات اجتماعية لأفراد ومؤسسات غربية وأجنبية خارج الوطن ونتناسى أحيانا أن لدينا ما يضاهيها وأكثر .
وحين يذكر العمل الخيري للعائلات التجارية فلا بد أن تذكر عائلة الجبر بالمنطقة الشرقية التي سخرت أموالها وجهودها لمبادرات خيرية نوعية ستظل الأجيال تذكرها. هذه العائلة التجارية العريقة التي بدأت تجارتها منذ الخمسينيات بأنشطة تجارية بسيطة وتطورت لتصبح شركة "قابضة" تحت إشراف عبد اللطيف الجبر وشقيقيه محمد وعبد العزيز. قدمت ما يزيد على نصف مليار في تأسيس مشاريع خيرية فارقة جدا في الفكر والتنفيذ ومن ضمن هذه المشاريع المنفذة:
- مركز حمد الجبر لعلاج الأورام السرطانية بتكلفة 70 مليون ريال ويضم خدمات علاجية متكاملة لمرضى الأورام بطاقة استيعابية 50 سريرا.
- مركز مي الجبر للكشف المبكر عن مرض السرطان بتكلفة أربعة ملايين ريال.
- مستشفى العيون 65 مليون ريال. ويحتوى على أكثر من 70 سريرا. وأكثر من 20 عيادة متخصصة.
- مجمع نورة وحمد الجبر التعليمي 180 مليون ريال. ويضم ثلاث مدارس تعليمية للبنين وثلاث مدارس تعليمية للبنات وروضة أطفال.
ـــ مشروع الإسكان الخيري 62 مليونا. ويضم أكثر من 250 وحدة سكنية ومرافق خدمية تشمل مساجد ومراكز تسوق وصيانة، إضافة إلى مركز للأسر المنتجة، استفاد منه ما يقارب ألفي أسرة من ذوي الدخل المحدود.
- مركز الجبر للكلى 18 مليون ريال. ويضم أكثر من 75 جهاز غسيل كلى ومختبرا وصيدلية وحافلات لنقل المرضى وخدمات مساندة أخرى.
- نادي الأحساء الأدبي 11 مليون ريال الذي يعد منارة إشعاع معرفي وثقافي بما يحتويه من قاعات ومسرح ومكاتب ومكتبة وتجهيزات مكتملة.
- مركز الأطراف الصناعية في الدمام بتكلفة ثلاثة ملايين ريال.
- مركز الجبر للتوحد 25 مليون ريال وهو تحت الإنشاء حاليا في الأحساء.
- قاعة أفراح الجبر 14 مليون ريال لخدمة ذوي الدخل المحدود وهي تحت الإنشاء حاليا.
هذه المشاريع النوعية هي مشاريع معلنة ونفذت على أرض الواقع واستفاد منها الآلاف. وغيرها كثير من المشاريع التي لم تعلن، حيث مولت "عائلة الجبر" بناء وتأثيث عشرات المساجد، والجمعيات الخيرية، وحملات إطلاق سراح المساجين، ودعم المناشط التوعوية والثقافية والرياضية وغيرها. ولا شك أن هذه العائلة الكريمة أصبحت رقما صعبا ومثالا ونموذجا يحتذى به في تطويع المال لخدمة التنمية الاجتماعية.
شكرا من الأعماق وبحجم هذا الوطن لعائلة الجبر وهم يصنعون هذا الفارق المدهش في خريطة العمل الإنساني.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي