السعوديون يودعون شاعر «سارعي للمجد والعلياء»

السعوديون يودعون شاعر «سارعي للمجد والعلياء»
من جنازة شاعر الوطن إبراهيم خفاجي أمس. تصوير: أحمد حشاد - "الاقتصادية"

جاء رحيل شاعر الوطن إبراهيم خفاجي بعد نحو 91 عاماً قضاها في التغني بالوطن وقادته، حيث حفظ له التاريخ أكثر من ألف قصيدة، جلها حبا في السعودية.
خفاجي الذي ودعه السعوديون أمس في المسجد الحرام، شاعر لا يمكن للسعوديين نسيانه، حيث تربع في ذاكرتهم كل مرة يردد فيها النشيد الوطني، كيف لا وهو الذي صاغ كلماته، حيث حضرت فكرة النشيد الوطني السعودي حين كان الملك الراحل خالد بن عبدالعزيز في زيارة إلى مصر، وبينما كان في المنصة الرئيسية عزف السلامان الملكي السعودي والمصري، فكان السلام الملكي السعودي عبارة عن موسيقى فقط، أعدت منذ عهد الملك الراحل عبدالعزيز، فطلب من المختصين إعداد كلمات لنشيد وطني، يكون مطابقاً للموسيقى الموجودة في ذلك الوقت.
وطلب المسؤولون من خفاجي أن يقوم بتأليف كلمات النشيد الوطني، فأتمه بعد ستة أشهر، وكان هذا في عهد الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز.
خفاجي الذي لقب بـ "جواهرجي الأغنية السعودية" المولود في مكة المكرمة عام 1345هـ في منطقة الحجاز، بدأت موهبته الشعرية منذ فترة مبكرة، حيث كان أول نص غنائي له "يا ناعس الجفن لبيه"، كما بدأ حياته التعليمية في مدرسة الفلاح في مكة المكرمة، ثم التحق بعد ذلك بمدرسة اللاسلكي وتخرج فيها مأموراً لاسلكياً عام 1364هـ.
وتنقل بين قرى ومدن المملكة إلى أن عاد مجدداً إلى مكة المكرمة في قسم الأخبار في النيابة العامة، وفي عام 1373 هـ انتقل إلى قسم الاستماع في الإذاعة، ثم انتقل عمله فيما بعد إلى وزارة الصحة وعمل في قسم المحاسبة، ثم أصبح رئيساً للقسم ثم وكيلا للإدارة المالية.
وفي عام 1972م التحق بمعهد الإدارة في القاهرة وحصل على دبلوم في إدارة الأعمال والإدارة المالية، فأصبح مديرا للإدارة المالية في وزارة الزراعة لشؤون المياه في الرياض، ثم أصبح المفتش المركزي لوزارة الزراعة والمياه في المنطقة الغربية. وفي عام 1389 هـ طلب إحالته إلى التقاعد، فأجيب طلبه بعد خدمة تقارب 25 عاماً.
صنع خفاجي للأغنية السعودية مجداً وإرثاً، ارتبط بعدد من الفنانين كطلال مداح ومحمد عبده برفقة صديقه الملحن طارق عبدالحكيم، حيث تميز بوصفه الإبداعي وخصوبة خياله التي امتدحها زملاؤه من الشعراء، ووصفها بعض المطلعين على إرثه بعلم هندسة الكلمة.
حظيت أغانيه بكثير من الجوائز العالمية، منها أغنية "شعره ذهب"، حيث حصلت على جائزة هيئة الإذاعة البريطانية كأفضل أغنية في أوائل السبعينيات الميلادية.
ومع إعلان وفاة شاعر الوطن استرجع نشطاء منصة التواصل الاجتماعي "تويتر" كلمات النشيد الوطني، التي كتبها الشاعر، متفقين على أن السعوديين فقدوا أحد أهم الشعراء في الساحة الأدبية.

الأكثر قراءة