Author

خيبة الأمل

|
كان الشاعر عبداللطيف البناي مبدعا وهو يصوغ كلمات أغنيته الجميلة "أنا الخليجي" التي لحنها مرزوق المرزوق وغنتها لأول مرة فرقة تلفزيون الكويت. تقول كلمات الأغنية: "مصيرنا واحد وشعبنا واحد، الله أكبر يا خليج ضمنا، أنا الخليجي وافتخر إني خليجي، أنا الخليجي والخليج كله طريجي "طريقي"، تبارك خليجنا، تبارك بعز وهنا". خاطبت تلك الأغنية، وجدان الناس، وأصبحت أبرز الأغنيات التي رافقت مسيرة مجلس التعاون. جاء بناء المجلس ومنجزاته لتقدم نموذجا إيجابيا في الواقع العربي الذي كان ولا يزال يعاني التفكك والتشرذم. لم تكن المسيرة ممهدة. كان القادة يسعون دوما لتوجيه البوصلة بالشكل الذي يتماهى مع مصالح دول الخليج العربي. واكب قادة المجلس تحديات كثيرة، الحرب العراقية الإيرانية، احتلال الكويت وتحريرها، التهديدات الإيرانية والتدخلات المتواصلة. لا أحد ينكر أن مجلس التعاون نأى بدول الخليج العربية عن المخاطر. وقد حقق اجتماع كلمة قادة الخليج منجزات ضخمة، ينعم بها مواطنو دول المجلس، سواء فيما يخص حرية التنقل بالبطاقة الشخصية بين الدول الست، أو التسهيلات الأخرى التي تتعلق بالاستثمار والعمل وغير ذلك من أمور كثيرة. كنا ولا نزال نتطلع لمزيد. وهذا يتحقق بالوقوف صفا واحدا ضد التحديات المحيطة، وفي مقدمة هذه التحديات قضايا الإرهاب ومن يقف وراءه من جماعات متطرفة سنية وشيعية، وكذلك التهديدات الإيرانية. من هنا يمكن فهم خيبة الأمل في توجهات قطر صوب إيران، وتقريبها للجماعات المحظورة، واستمرار تسلط واستقواء قناة الجزيرة لتكون مطية تستهدف دول الخليج وتتبنى توجهات الجماعات التي تهدد استقرارها. ثم جاء خروج قطر عن مقررات قمة الرياض الأخيرة، ليزيد من الأسئلة التي تلح وسائل الإعلام في طرحها.
إنشرها