رواد الأعمال في قلب الرؤية

نهاية الأسبوع الماضي صدر التقرير السنوي للرؤية لعام 2023، الذي استعرض ما تم إنجازه في كل المستهدفات بعد تجاوز رحلة الرؤية علامة منتصف الطريق لبلوغ غايتها، وأكدت لكل متابع بالأرقام الدقيقة ما تسببت فيه تلك المنهجية من تقدم قي جميع المسارات، ولعل ما يلفت النظر دائما عند متابعة نتائج رؤيتنا المباركة وأسلوب إدارتها التي وضع كل تفاصيلها ويشرف على جميع مراحلها عرابها الأول الأمير محمد بن سلمان، أنها لم تكن مجرد مشاريع استثنائية في زمن وبلد استثنائيين، لكنها ركزت على بناء المنهجية وإحداث النقلة في الهيكلية وفكر المواطنين وثقافتهم تجاه تنفيذ الأعمال وحوكمتها، ورسخت دورهم في المساهمة في التنفيذ بدل الركون إلى ما يمكن أن تفعله مؤسسات الدولة. والأمر الآخر الذي يجدر التأمل فيه هو وصولنا إلى مرحلة تمكين القطاع الخاص ليسهم في تحقيق مستهدفات الرؤية -وذلك ما تم تحديد زمانه وآلياته منذ إطلاق الرؤية 2016 ووصلنا له كما تم التخطيط له زمنا وكيفا- بعد أن تم استكمال التشريعات وتهيئة البيئة للقطاع الخاص والمستثمرين بشتى مجالاتهم ومستوياتهم للاستفادة من الفرص الكبرى التي تزخر بها بلادنا، وهذه النقطة التي وجدتها واضحة في جنبات التقرير تعيدني لموضوع مقالي الأسبوع الماضي عن رواد الأعمال، وإن لم تكن من عادتي العودة وبسرعة للكتابة عن موضوع معين لكن رأيته يستحق الرجوع إليه لما وجدته في ثنايا التقرير -الذي أتمنى أن يقرأه الجميع، أو يقرأوا الفصول التي تتطابق مع تخصصاتهم واهتماماتهم- من إثباتات للتحول الكبير في بيئة الأعمال والفرص المتنوعة لرواد الأعمال في شتى المجالات، بما يؤكد أن الرؤية قد وضعت رواد الأعمال في القلب، حتى إن السعودية حققت المركز الثاني عالميا في مؤشر ريادة الأعمال والأول في عدد من المؤشرات الفرعية خلال العام، أما الأمر الآخر الذي حفزني للعودة للكتابة حول موضوع ريادة الأعمال ودخول شريحة من الشباب والشابات مجالات ريادة الأعمال ليتحولوا من طالبي عمل إلى منتجي فرص عمل لغيرهم وهو قرار شجاع باقتحام المجهول وأخذ المخاطرة ثقة في الفرص والتوجهات التي تحملها برامج رؤية السعودية 2030 لهم. وهو ما ورد في تعقيب للمهندس أحمد الراجحي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية على مقالي الأسبوع الماضي.. حيث اتفق مع ما ورد في المقال من الإشادة بدور رواد الأعمال وأضاف وهذا هو الأهم بعض النقاط التي لم ترد في المقال وتظهر الدعم المقدم من بنك التنمية الاجتماعية لرواد الأعمال كنموذج لإحدى مؤسسات الدولة التي تعمل وغيرها كثير لتجاوز تلك التحديات ومنها تحويل فروع بنك التنمية الاجتماعية إلى مساحات عمل مشتركة تحت مسمى "جادة 30" تهدف إلى احتضان المشروعات الصغيرة والناشئة وإثراء ممارسات ريادة الأعمال والعمل الحر.. كما ضخ بنك التنمية الاجتماعية في العام نفسه أكثر من 11 مليار ريال في الاقتصاد الوطني استفاد منها أكثر من 155 ألف مواطن وشملت التمويل الاجتماعي والعمل الحر والأسر المنتجة والمنشآت الصغيرة والمتوسطة. واختتم الوزير الراجحي تعقيبه بالقول إنه تم تأسيس مركز "دلني للأعمال" في بنك التنمية الاجتماعية ويعنى هذا المركز بتقديم الاستشارات لرواد الأعمال قبل البدء بمشروعاتهم، ما أسهم في تجاوز الصعوبات التي تواجه رواد الأعمال في وقت مبكر. وأخيرا: رؤية التمكين -كما أحب أن أسميها- مكنت قطاعات عديدة من سلوك الطريق الصحيح للنجاح بدعم ومتابعة من عراب الرؤية الذي لا يرضى إلا بالمراكز المتقدمة في طريق النجاح، خاصة إذا تعلق الأمر بالشباب من الرجال والنساء حيث يراهن محمد بن سلمان عليهم في جميع المجالات وبهم حققت السعودية المراكز الأولى عالميا في مجالات عديدة وقبل ختام المقال يجدر بي أن أشكر التفاعل الذي وجده مقالي الأسبوع الماضي، من زملاء أعزاء وأساتذة لديهم من الخبرة في التعامل مع رواد الأعمال، ما يؤهلهم لتقديم مثل هذه النصائح والآراء القيمة التي تفيد هؤلاء الشباب في مسيرتهم العملية.. فلهم الشكر على التفاعل الإيجابي المطلوب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي