ارتفاع الدولار يتسبب في قلق لصناع السياسات من طوكيو إلى بكين مرورا بستوكهولم

ارتفاع الدولار يتسبب في قلق لصناع السياسات من طوكيو إلى بكين مرورا بستوكهولم
ارتفع الدولار بنحو 7% مقابل الوون الكوري الشهر الماضي وحده. "بلومبرغ"
أثار ارتفاع الدولار الناجم عن قوة الاقتصاد الأمريكي، قلق صناع السياسات من طوكيو إلى بكين وستوكهولم. الدولار عند أعلى مستوياته منذ نوفمبر مقابل العملات الرئيسة الأخرى، ويستعد لتحقيق مكاسب للشهر الرابع على التوالي. ارتفاع العملة الأمريكية الأخير، في أعقاب أرقام التضخم التي جاءت أقوى من المتوقع في مارس التي دفعت رهانات خفض أسعار الفائدة الأمريكية إلى أبعد من ذلك، يسلط الضوء على مدى حساسية أسواق العملات لتغيرات أسعار الفائدة. اليابان وكوريا يومض ضوء التحذير الخاص بالين في طوكيو، حيث تساوي قيمة الدولار الواحد أقل بقليل من 155 ينا، وهو أقوى سعر للعملة الأمريكية منذ 1990، وقد حذرت اليابان من أنها قد تتدخل لدعم قيمة عملتها. وحتى بعد أن أنهت اليابان ثمانية أعوام من أسعار الفائدة السلبية الشهر الماضي، فإن الفجوة بين أسعار الفائدة اليابانية والأمريكية لا تزال واسعة. ومن المتوقع أن تظل كذلك لبعض الوقت، ما يبقي الين ضعيفا. وانخفض الين، وهو أسوأ عملات مجموعة العشرة أداء هذا العام، بنسبة 9%. وفي كوريا، ارتفع الدولار بنحو 7% مقابل الوون الشهر الماضي وحده وهو عند أعلى مستوياته خلال عام. وفي الأسبوع الماضي، اتفقت الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية على "التشاور عن كثب" بشأن أسواق العملات في تحذير نادر. وقال جيمس لورد، رئيس استراتيجية العملات الأجنبية والأسواق الناشئة في مورجان ستانلي: "يشير بيان مثل هذا إلى أنه إذا أرادت وزارة المالية اليابانية أو السلطات المماثلة في كوريا الجنوبية المضي قدما وتخفيف تقلبات سعر الصرف، فإن الولايات المتحدة لن تعترض بالضرورة". الصين وآسيا الناشئة قوة الدولار تسبب الألم في جميع أنحاء آسيا. فالروبية الهندية والدونغ الفيتنامية في أضعف مستوياتهما على الإطلاق. وشهدت الروبية الإندونيسية أدنى مستوياتها منذ أربع سنوات ويتحدث بنكها المركزي عن التدخل رغم أن هذا أكثر شيوعا في الأسواق الناشئة. ويراقب التجار أيضا اليوان الصيني، في الداخل والخارج، والذي انخفضت قيمته بشكل أقل بكثير من نظرائه. ومن شأن اليوان الضعيف أن يساعد المصدرين الصينيين، لكنه قد يشجع تدفقات رأس المال إلى الخارج. منطقة اليورو اليورو، الذي يجري تداوله فوق مستوى 1.06 دولار بقليل، لا يعد بأي حال من الأحوال بين أضعف العملات الرئيسة في مقابل الدولار. ولكن من الجدير بالذكر أن البنوك خفضت أخيرا توقعاتها لليورو/الدولار. قبل صدور أحدث بيانات التضخم في الولايات المتحدة، كانت الأسواق ترى إلى حد كبير أن البنك المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي يتحركان بخطى ثابتة بشأن تخفيضات أسعار الفائدة. ومن المتوقع الآن أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة في يونيو، وقد أدى التخفيض المتوقع من بنك الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر إلى دفع اليورو إلى أدنى مستوياته منذ خمسة أشهر. وقال كينيث بروكس، رئيس أبحاث الشركات في سوسيتيه جنرال : "إذا استمر اليورو في الضعف إلى ما دون 1.05 دولار، فسيكون لديك رياح تضخمية، وبالتالي سيتعين على البنك المركزي الأوروبي أن يكون حذرا للغاية بعد أول خفض لسعر الفائدة". السويد يشكل استيراد التضخم عبر عملة أضعف مشكلة خاصة بالنسبة للاقتصادات الصغيرة. وبينما ينخفض معدل التضخم السويدي، ما يزيد التوقعات بخفض سعر الفائدة في مايو، يعتقد نائب محافظ البنك المركزي بير جانسون أن المزيد من ضعف العملة قد يخلق مشاكل لتوقعات التضخم. وخسرت الكرونة السويدية نحو 8% مقابل الدولار حتى الآن هذا العام، وقد تتراجع إلى 11.14 كرونة للدولار في ستة أشهر مقابل 10.89 الآن، بحسب توقعات جولدمان ساكس. سويسرا انخفض الفرنك السويسري بنسبة 7.5% مقابل الدولار حتى الآن هذا العام، ويرجع ذلك جزئيا إلى التخفيض المفاجئ لسعر الفائدة السويسري في مارس. ومع ذلك، على عكس معظم أقرانه، يشعر البنك المركزي السويسري بالقلق بشأن قوة العملة، نظرا للمخاوف بشأن المصدرين المتعثرين. وقال إيفان بيرثوكس، الخبير الاستراتيجي في بنك "يو بي إس": "يظل التضخم مفاجئا على الجانب السلبي، وهذا يعني أن الظروف النقدية مقيدة بعض الشيء، ما يعني أن (البنك المركزي السويسري) سعيد برؤية الفرنك يضعف". ويتوقع بنك UBS أن يرتفع الدولار إلى 0.952 فرنك بحلول نهاية العام من 0.91 فرنك الآن.

الأكثر قراءة