«مقياس الخوف» يحلق في «وول ستريت» مع عودة تقلبات الأسواق

«مقياس الخوف» يحلق في «وول ستريت» مع عودة تقلبات الأسواق
عدم يقين متزايد لدى المستثمرين بشأن توقعات تخفيض أسعار الفائدة الأمريكية. «أ.ب»

بعد فترة هدوء طويلة، عادت تقلبات الأسواق إلى الظهور من جديد في أبريل مع ارتفاع "مقياس الخوف" في وول ستريت إلى أعلى مستوى له منذ أكتوبر الماضي. سجل مؤشر فيكس الذي يعرف في وول ستريت بـ"مقياس الخوف"، مستوى مرتفعا بلغ 19.56 نقطة يوم الثلاثاء، وهو أعلى مستوى له خلال يوم منذ 31 أكتوبر، ما جعله على مقربة من متوسطه طويل المدى البالغ 19.60 نقطة.
وارتفعت أيضا مقاييس التقلب التي تتبع النشاط في أسواق الخيارات المرتبطة بسندات الخزانة والعملات الرئيسة هذا الشهر وفقا لـ «ماركت ووتش».
ويوضح الارتفاع عدم يقين متزايدة لدى المستثمرين بشأن توقعات تخفيض أسعار الفائدة الأمريكية، بعدما أكد جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، يوم الثلاثاء أن البنك المركزي من المرجح أن يؤجل خطط تخفيضها.
يتوقع متداولون الآن أن يسبق البنك المركزي الأوروبي وغيره الاحتياطي الفيدرالي في رفع الفائدة، ما دفع عوائد سندات الخزانة إلى الارتفاع وأسهم في الزيادة السريعة لمؤشر الدولار، حسبما قال استراتيجيون.
أدى صعود الدولار إلى ارتفاع مؤشر جيه بي مورجان لقياس التقلب في مجموعة السبع، الذي يقيس تكلفة تقلبات التحوط في أزواج العملات الرئيسة، إلى أعلى مستوى له منذ يناير، وفقا لبيانات "بلومبرغ".
وقال الاستراتيجيون، إن المستثمرين علقوا آمالهم في الأسهم على نمو قوي للأرباح، ولكن حتى هذا أصبح موضع تساؤل مع بدء موسم الأرباح بداية صعبة.
حتى الشهر الماضي، كانت الأسواق تبدو هادئة، مع انخفاض مقاييس تقلب كثيرة إلى أدنى مستوياتها أو اقترابها منها.
مع ذلك، رأى بعض الاستراتيجيين علامات رضا عن الهدوء، بمن فيهم جوزيف كاليش، كبير استراتيجيي الاقتصاد الكلي العالمي في مجموعة نيد ديفيز للأبحاث. بحسب كاليش "كانت الأمور هادئة للغاية، لكن إذا حدث ما لا يتوقعه الناس فستكون هناك ردود فعل كبيرة في السوق، وهو بالضبط ما رأيناه".
في مذكرة تم إرسالها إلى العملاء ومشاركتها مع "ماركت ووتش" في مارس، أوصى كاليش المتداولين باتباع استراتيجية "المضاربة المختلطة"، وهي استراتيجية الخيارات التي تحقق عوائد عندما ترتفع التقلبات.
الآن يندفع المتداولون إلى التحوط في سوق الخيارات لحماية أنفسهم في حالة استمرار الموجة الأخيرة من التقلبات. ويوضح ارتفاع التقلبات الضمنية زيادة الطلب على التحوط عبر فئات الأصول وأزواج العملات. يمكن أن تتسرب علامات على مزيد من الاضطرابات في أسواق السندات إلى الأسهم، التي عانت ارتفاع عوائد سندات الخزانة إلى أعلى مستوياتها منذ نوفمبر.
قال كاليش خلال مقابلة مع ماركت ووتش: "فيما يتعلق بالأسهم، هذا التقلب المرتفع في السندات عامة ليس بيئة صديقة للمخاطر".
من الممكن أيضا أن تقدم أسواق سندات الشركات للمستثمرين أدلة حول اتجاه الأسهم. قال مايكل كرامر، مؤسس شركة موت كابيتال مانجمينت، لماركت ووتش، إن فروق الائتمان على السندات ذات العائد المرتفع عادة ما ترتبط بمؤشر التقلب لبورصة شيكاغو للخيارات.
تظهر بيانات صادرة عن الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس أن فروق الائتمان ذات العائد المرتفع سجلت زيادة متواضعة في أبريل بعد انخفاضها الشهر الماضي إلى أدنى مستوى منذ أواخر 2021. قال كرامر: "إذا واصلت فروق الائتمان الارتفاع، سيستمر ارتفاع مؤشر التقلب أيضا. وهذا يعني أن الأسهم ستنخفض".