لماذا دافوس؟

تحظى السعودية بأهمية استراتيجية في الساحة الاقتصادية العالمية وتعطي مشاركتها في منتدى دافوس التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي WEF أهمية كبيرة للمنتدى، حيث ينعقد هذا العام تحت شعار "إعادة بناء الثقة" ويغطي محاور الأمن والتعاون وتوليد النمو وفرص العمل في العصر الجديد وكذلك الذكاء الاصطناعي كمنهجية جديدة للاقتصاد والمجتمعات، كما أن قضايا المناخ بما فيها الحياد الكربوني ضمن جدول أعمال المنتدى، كما يتخللها مواضيع الطاقة والغذاء بأسعار معقولة وآمنة وشاملة.
أهمية دافوس تكمن في أنه يجمع أصحاب المصالح من صناع السياسات في الحكومات وقادة الدول وقادة أكبر الشراكات وقادة المجتمع المدني، إضافة إلى قادة الرأي العالمي والأكاديميين والخبراء الشباب.
كثير لا يعرف أن نواة مجموعة العشرين كانت من منتدى دافوس 1998، والمنتدى أسهم بشكل مباشر في حل أكثر المسائل الاقتصادية تعقيدا، على الرغم أنه كان يطرح الاتجاهات ويضع التصورات والمحفزة لاتخاذ القرارات ونحن في الرأي الاقتصادي نراقب كل ما يطرح من اتجاهات في هذا المنتدى ذائع الصيت بين الاقتصاديين ويعد من المنتديات التي تجمع أقطاب القرار العالمي على مختلف النظم الاقتصادية، أي الاقتصادات المتقدمة والنامية، لهذا حتى الآراء التي تطرح تمثل حالة استشراف للأعوام المقبلة.
اتسم منتدى دافوس بقدرته على تنميط وتصنيف المخاطر العالمية اقتصاديا والتأثير في السياسات التوجيهية في الاقتصاد والتحديات الكبرى على أساس الجغرافيا الاقتصادية، التي من خلالها يتم فتح قنوات التعاون الدولي، وأعني بالتعاون الدولي أي بين الحكومات والهيئات الحكومية.
تشارك المملكة في نسخة 2024 بوفد رفيع المستوى يحمل معه إنجازات حظيت بانتباه العالم من خلال رؤيتنا الطموحة "رؤية 2030" التي تركز على تحويل الاقتصاد السعودي وتنويعه وتعزيز الاستدامة والتنمية في مختلف القطاعات، ومناقشة ذلك في منتدى بهذا الحجم من الأهمية العالمية سيتيح للشراكات العالمية للتعرف على الاقتصاد السعودي، وفي الوقت ذاته يتيح المجال لتبادل المعرفة والخبرة في مختلف المجالات الاقتصادية والتكنولوجية التي بدورها تعزز الابتكار.
يعد منتدى دافوس منصة لمناقشة القضايا الاقتصادية والسياسية المهمة بحيث يمكن لجميع المشاركين الحصول على رؤى استراتيجية حول التوجهات المستقبلية للاقتصاد العالمي والسياسات الحكومية المحتملة التي تلعب دورا حيويا في اتخاذ قرارات أعمال مستنيرة وتوجيه الاستثمارات بشكل أفضل، ما يفسر حرص رؤساء الشركات الكبرى ومجالس الإدارات العالمية على المشاركة ومتابعة كل ما يدور في منتدى دافوس ويضعهم في صورة في صدر الساحة العالمية، وهذا التأثير يؤدي إلى زيادة الثقة والاهتمام الذي يفتح آفاقا جديدة للأعمال والفرص التجارية.
أخيرا، منتدى دافوس يفتح قنوات تواصل رفيعة المستوى وبشكل تشاركي بين الحكومات والشركات والمستثمرين والمجتمع المدني والأكاديميين وقادة الرأي والمؤثرين عالمين والخبراء إضافة إلى فئة الشباب، أي أنه منصة لتعزيز الصورة المشتركة للعالم وتوليد مسارات التقدم مهما كان شكل وطبيعة القضايا المطروحة من أي نظام اقتصادي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي