بخشم الريال

المصداقية بحسب تعريفها في "ويكيبديا"، هي "مدى ميل المخاطب سواء كان مستمعا أو قارئا لقبول المعلومة الواردة على أنها دقيقة، فالمصدر الذي يحظى بمصداقية هو الذي يصدقه الجمهور، لأسباب موضوعية أو ذاتية أو علمية"، أي إن المصداقية ترتكز على الصدق والثقة المطلقة في القول والفعل.
حين نرغب في تطبيق التعريف السابق على المصداقية في وسائل التواصل الاجتماعي سنجدها لا تطبق على كثيرين، أن تكون مشهورا ومؤثرا ويتابعك الملايين ويثقون بك فتلك مسؤولية عظمى ولا تعد سهلة إطلاقا، فالأمر لا يخضع للتباهي والتفاخر بالأعداد التي تتزايد، بل بمدى تعاملك بمصداقية معهم، ذلك الخيط الرفيع الذي يربطك بهم، المبني على مصداقيتك قد ينقطع للأبد بسبب فشلك في الاختيار بين إغراء المال المدفوع كإعلان لاستهداف جمهورك وبين السلعة المعلن عنها، التي تدرك جيدا أنها لا تستحق ما قيل فيها من ثناء ومدح، في لحظة الحقيقة سيكتشف متابعوك أنك لم تكن صادقا معهم، بل استغفلتهم وخنت ثقتهم وخسرت مصداقيتك، حينها سيشطبونك من قائمتهم ولن يتوقف الأمر على ذلك، بل "سيطقطقون" عليك في السوشيال ميديا، وسيتجنب المعلنون وأصحاب الشركات التعامل معك فتكون مثل "معايد القريتين، لا صاد خير ولا سلم من ملامه".
مشاهير التواصل الاجتماعي إشكاليتهم أنهم يعتقدون أن متابعيهم قد يغفروا لهم هفواتهم بينما العكس صحيح، فحين يتعلق الأمر باستغلالهم واستهداف جيوبهم والتلاعب بهم فستكون ردة فعلهم قوية وغير متوقعة، قبل أيام كان أحد المشاهير في المجال العلمي يحذر من شرب المياه المعبأة لضررها على الجسم ويحث متابعيه على شرب المياه من الحنفية، ثم فجأة يصدم متابعيه بظهوره في إعلان مدفوع لإحدى شركات المياه المعبأة مروجا لعلامتها التجارية، ومشهور آخر تلاعب على وتر بيت العمر فقام بالإعلان لمشروع فلل كرتونية فاشلة اكتشف متابعيه الذين تعرضوا للخداع أن "تحويشة العمر" راحت هباء منثورا بسببه، ومشهورة أخرى كانت تروج للعقارات في تركيا والبوسنة وبسببها كثيرون تم النصب عليهم.
الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع لم تقصر في رصد مثل هذه التجاوزات الإعلانية التي تسببت في الإضرار بالناس فاستحدثت قوانين وغرامات تضبط سوق الإعلانات التجارية حتى تكون مبنية على مصداقية حقيقية، كما خصصت أرقاما للإبلاغ عن أي تجاوزات بهذا الشأن.
وخزة
قبل أن "تطير بالعجة"، عزيزي المتابع للمشاهير تأكد أن السلع المروجة من قبلهم والتخفيضات حقيقية وتستحق الثقة، بعض المشاهير الذي يسقطون من أعين متابعيهم هم الذين يظنون أن المصداقية تشترى "بخشم الريال"!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي