مؤشرات إيجابية لتعافي الاستثمارات النفطية .. «أوبك +» في وضع جيد من التعاون والتنسيق

مؤشرات إيجابية لتعافي الاستثمارات النفطية .. «أوبك +» في وضع جيد من التعاون والتنسيق
صادرات الخام والمنتجات الروسية المنقولة بحرا انخفضت إلى أدنى مستوياتها منذ سبتمبر 2022.

تلقت أسعار النفط الخام دعما قويا من إعلان السعودية وروسيا تمديد تخفيضات إنتاجهما حتى نهاية العام الجاري، وفي المقابل كبح المكاسب المتصاعدة ارتفاع الدولار والبيانات المتأرجحة بشأن تقديرات الطلب العالمي خاصة في الصين، التي تتبنى خطة تحفيز مالي عقب بيانات صناعية وتجارية أقل من التوقعات.
ويقول لـ"الاقتصادية" محللون نفطيون "إن قرار خفض الإنتاج يهدف إلى الحفاظ على الاستقرار والتوازن في أسواق النفط"، مشيرين إلى أن صادرات الخام والمنتجات الروسية المنقولة بحرا انخفضت إلى أدنى مستوياتها منذ سبتمبر 2022، حيث أدى الطلب المحلي القوي في الصيف إلى إبقاء الكميات المتاحة للأسواق الخارجية محدودة، كما انخفضت التدفقات إلى الهند بنسبة 30 في المائة.
ولفت المحللون، إلى أن انخفاض مخزونات الديزل يثير المخاوف من نقص الإمدادات، وقد يؤدي انخفاض مخزونات نواتج التقطير في الولايات المتحدة إلى جعل أسعار زيت التدفئة عرضة لصدمات مفاجئة هذا الشتاء، حيث تظل مخزونات الديزل وزيت التدفئة أقل بنسبة 15 في المائة، من متوسط الأعوام الخمسة.
وفي هذا الإطار، يقول أندرو موريس مدير شركة بويري الدولية للاستشارات "إن التنسيق السعودي - الروسي المتواصل بنجاح ستكون له تأثيرات واسعة في استقرار وتوازن سوق النفط الخام، ولا سيما أن الصين تواصل العمل على تشكيل نظام سوق عالمية جديدة في أسواق النفط".
وأوضح أنه مع انضمام الأعضاء الجدد ستسيطر مجموعة "بريكس" على نحو 41 في المائة من إجمالي إنتاج النفط العالمي، ويمكن تقليل الاعتماد على الدولار بشكل كبير في تجارة النفط الدولية، وهو ما تعطيه الحكومة الصينية بالفعل أولوية كبرى.
ويرى سلطان كروالي المحلل الألباني ومختص شؤون الطاقة والمصارف أن هناك مؤشرات إيجابية عن تعافي الاستثمارات النفطية الجديدة على الرغم من كل التحديات التي واجهتها في الأعوام الماضية، مشيرا إلى أنه المتوقع أن تصل الاستثمارات في صناعة النفط والغاز في النرويج -على سبيل المثال- إلى مستوى قياسي يبلغ نحو 21 مليار دولار في العام الجاري.
وترى تقارير دولية عدم تعافي استثمارات النفط والغاز في المملكة المتحدة بالطريقة نفسها التي انتعشت بها في النرويج، لكن العام المقبل قد يشهد أكبر عدد من المشاريع التي تمت الموافقة عليها خلال عقد من الزمن، حيث من المتوقع أن يستمر نشاط الاستكشاف في النرويج في الارتفاع في العام المقبل، بحسب كروالي.
أما جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد أيه إف" في كرواتيا فيشير إلى أن تحالف "أوبك +" في وضع جيد من التعاون والتنسيق ويميل إلى الحفاظ على النفط عند نحو 85 دولارا للبرميل، بحسب تقارير دولية.
ورجح استقرار سعر النفط بين 85 و90 دولارا للبرميل، وأن يكون هذا السعر نقطة توازن جيدة للمستهلكين والمنتجين، في وقت ترتفع فيه مخزونات النفط التجارية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ارتفعت بمقدار 111 مليون برميل خلال العام الماضي، لافتا إلى أن سوق النفط العالمية كانت متوازنة تقريبا خلال العام الماضي مع عدم وجود زيادة حقيقية في مخزونات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، كما أن الاحتياطي الاستراتيجي للنفط يتم أخذه في الحسبان.
بدورها، تقول ليندا تسيلينا مدير المركز المالي العالمي المستدام "إن التخفيضات الكبيرة الحالية التي تقوم بها السعودية -التي ستشارك فيها روسيا بخفض قدره 0.3 مليون برميل يوميا في سبتمبر- ربما تكون عميقة، حيث تقدر أن احتياجات النفط من أوبك تبلغ 30 مليون برميل يوميا في الربع الثالث 23 و29.8 مليون برميل يوميا في الربع الرابع من العام الجاري".
ونوهت بأن التحدي الأكبر الذي يواجه السوق هو الإحياء المفاجئ للإنتاج المفقود من قبل الدول المعفاة من خفض الإنتاج في أوبك مثل فنزويلا وإيران ونيجيريا وأنجولا وليبيا.
من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، غيرت أسعار النفط مسارها وتحولت للتراجع بعد أن ارتفعت أكثر من 1 في المائة في الجلسة السابقة، إذ تجاهل المستثمرون الاضطرابات التي نجمت عن خفض الإمدادات من السعودية وروسيا، كما حد ارتفاع الدولار من الاتجاه الصعودي.
وبحلول الساعة 06:57 بتوقيت جرينتش، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسعة سنتات إلى 89.95 دولار للبرميل. كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسعة سنتات أيضا إلى 86.60 دولار للبرميل.
ومقابل سلة من العملات سجل مؤشر الدولار 104.69 بما لا يبتعد كثيرا عن أعلى مستوى في 6 أشهر البالغ 104.90 الذي لامسه خلال الليل. وتضغط قوة الدولار على الطلب على النفط إذ تجعله أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى.
وعكس وصول العقود الآجلة لخام برنت لأقرب شهر استحقاق قرب أعلى مستوى في تسعة أشهر بما يزيد بمقدار 4.13 دولار عن الأسعار في ستة أشهر، المخاوف المتعلقة بالإمدادات على المدى القريب.
وبالنسبة إلى الفارق بين العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط لشهر أقرب استحقاق وعقود بعد ستة أشهر، فقد اتسع إلى 4.5 دولار للبرميل أمس بما يحوم أيضا حول أعلى مستوى في تسعة أشهر.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 91.44 دولار للبرميل الثلاثاء مقابل 91.27 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك أمس، "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق سابع ارتفاع على التوالي، وإن السلة ارتفعت بنحو أربعة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 87.76 دولار للبرميل".

سمات

الأكثر قراءة