«بريكس» .. إصلاح جذري لمؤسسات الحوكمة العالمية لمواجهة عالم متغير

«بريكس» .. إصلاح جذري لمؤسسات الحوكمة العالمية لمواجهة عالم متغير
جانب من افتتاح الجلسة العامة لقمة بريكس أمس. "أ ب"

أعلنت ناليدي باندور وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، أمس، أن "دول بريكس توصلت إلى اتفاق بشأن توسيع عضوية المجموعة".
وقالت باندور، إن "دول بريكس توصلت إلى اتفاق بشأن توسيع العضوية.. ولدينا وثيقة اعتمدناها، والتي تحدد مبادئ وعمليات النظر في الدول التي ترغب في أن تصبح أعضاء في "بريكس".
وطالب قادة دول "بريكس" بعملة موحدة في المعاملات التجارية، وإصلاح جذري لمؤسسات الحوكمة العالمية في مواجهة عالم يتغير، كما بحثوا توسيع المجموعة لتعزيز دورها على الساحة الدولية والحد من هيمنة القوى الغربية.
وقال سيريل رامابوزا رئيس جنوب إفريقيا في افتتاح الجلسة العامة لـ"بريكس" أمس "إن العالم يتغير".
وأضاف "الوقائع الجديدة تتطلب إصلاحا جذريا لمؤسسات الحوكمة العالمية، لكي تكون أكثر تمثيلا وقادرة على أن ترد بشكل أفضل على التحديات التي تواجه البشرية".
وتسعى الصين، أبرز دول المجموعة التي تضم أيضا روسيا والهند وجنوب إفريقيا والبرازيل، لتوسيع "بريكس" المؤلفة من الاقتصادات النامية الكبرى، في خضم منافسة محمومة مع الولايات المتحدة، لكن الهند تتوجّس من نيات منافستها الجيوسياسية.
وبينما أبدى أكثر من 40 دولة رغبتها في الانضمام الى "بريكس"، تحاذر الهند في الموافقة على هذه الخطوة. ويعد هذا الملف البند الرئيس على جدول أعمال قمة المجموعة التي تستضيفها جوهانسبيرج على مدى ثلاثة أيام، وانطلقت رسميا بدءا من الثلاثاء.
وتمثل "بريكس" بتركيبتها الراهنة 40 في المائة من سكان الأرض وربع الاقتصاد العالمي. وتتشارك المجموعة التي تضم قوى متباينة الحجم الاقتصادي والنظام السياسي، التوجه حيال بديل لنظام عالمي تهيمن عليه القوى الغربية يخدم مصالح الدول النامية بشكل أفضل.
وحضر القمة كل من: الرئيس الصيني شي جين بينج، والبرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، وناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي، إضافة الى نحو 50 مدعوا من قادة دول أخرى.
ومن بين زعماء المجموعة، غاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الصادرة بحقه مذكرة توقيف دولية، لكنه وجه كلمة إلى القمة عبر الفيديو، بينما مثل روسيا حضوريا سيرجي لافروف وزير الخارجية.
وقال الرئيس الصيني شي جين بينج في كلمة إلى المجتمعين "إن مسار التاريخ ستحدده الخيارات التي نتخذها"، مشيرا إلى أن المحادثات في جوهانسبيرج لا ترمي إلى "الطلب من بلدان اختيار طرف ضد آخر، أو إثارة مواجهة جماعية، بل توسيع نطاق هندسية السلام والتنمية".
وأضاف في خطاب ألقاه بالإنابة عنه وانج وينتاو وزير التجارة، "بغض النظر عن أي مقاومة قد تواجهها، مجموعة بريكس هي قوة إيجابية وراسخة من أجل النيات الحسنة، وهي تنمو باستمرار".
وأضاف "سنقيم ضمن (بريكس) شراكة استراتيجية أقوى، وسندفع قدما نحو توسيع نطاق العضوية، والمساعدة على جعل النظام العالمي أكثر عدالة وإنصافا".
وأنشئت "بريكس" في 2009 وانضمت إليها جنوب إفريقيا في العام التالي.
في المقابل، قال جايك ساليفان مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض "إن واشنطن لا ترى أن مجموعة بريكس بصدد التحول إلى منافس جيوسياسي للولايات المتحدة".
وشدد على أن بلاده ستدفع قدما باتجاه "علاقات قوية وإيجابية مع البرازيل والهند وجنوب إفريقيا".
وتعد الصين القوة الاقتصادية الأبرز بين دول "بريكس". وتأتي زيارة الدولة التي يجريها شي جين بينج الى جنوب إفريقيا، وهي الثانية له فقط خارج بلاده هذا العام، في وقت تدفع فيه بكين نحو توسيع المجموعة وضم بلدان أخرى.
وأكد مسؤولون أن أكثر من 20 دولة من دول الجنوب قدمت طلبا رسميا للانضمام الى المجموعة.
ورأى قادة دول "بريكس" أن هذا الإقبال يعكس الجاذبية المتنامية للمجموعة.
إلا أن التوسع يشكل نقطة تباين بين الصين وخصمها الإقليمي الهند، إذ تخشى نيودلهي أن تكون بكين تسعى إلى إعادة تشكيل المجموعة بشكل يلائم مصالحها.
إلى ذلك، قال الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا "إن استخدام دول بريكس عملة موحدة في المعاملات التجارية سيقلل من نقاط ضعفها".
وقال في الجلسة العامة الافتتاحية "إصدار عملة للمعاملات التجارية والاستثمارية بين أعضاء (بريكس) يزيد من خيارات الدفع لدينا ويقلل من نقاط ضعفنا".

سمات

الأكثر قراءة