الشباب العربي وريادة الأعمال «2 من 2»

على الرغم من أهمية مساعدة الشباب على اكتساب مهارات جاذبة لأصحاب العمل الحاليين والمحتملين في المستقبل، ينبغي للحكومات أن تعمل أيضا على توفير دعم ريادة الأعمال للشباب العرب الراغبين في بدء أعمالهم وتنميتها. إضافة إلى تقديم مزيد من التدريب، فإن هذا يعني إزالة الحواجز التي تحول دون دخول السوق، وزيادة الشفافية في توفير السلع والخدمات العامة، وتوسيع القدرة على الوصول إلى الائتمان.
أخيرا، سلط صندوق النقد الدولي الضوء على أهمية تكثيف جهود التحول الرقمي والاستثمار في التكنولوجيات الجديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. هذا من شأنه أن يعـين الشباب والشابات على الاستفادة الكاملة من فرص العمل المرتبطة بالعمل عن بعـد، والتعلم عبر الإنترنت، والتمويل الرقمي، والتجارة الإلكترونية. في الوقت ذاته، سيعمل التحول الرقمي على تحسين القدرة على الوصول إلى خدمات الحماية الاجتماعية وتسليمها.
أخيرا، تؤكد نتائج استطلاع الرأي، التهديد الذي يفرضه تغير المناخ. يعتمد العالم العربي بشدة على الواردات من الغذاء، ما يجعل الإمدادات والأسعار عرضة لأحداث الطقس القاسية في أجزاء أخرى من العالـم. يتعين على صناع السياسات اتخاذ تدابير حاسمة لضمان الأمن الغذائي، مثل الاستثمار في البنية الأساسية الـمقاومة للمناخ، واستخدام المياه بقدر أكبر من الكفاءة، وتحسين إدارة المخزونات من المواد الغذائية وسلاسل التوريد على المستوى الوطني. من الممكن أيضا أن تساعد زيادة الاستثمار في تكنولوجيات الطاقة النظيفة على تسليم مزايا نسبية "عن طريق خفض الانبعاثات التي تنتجها الصادرات الصناعية"، والتعجيل بتنويع اقتصادات المنطقة، وإيجاد فرص العمل. الواقع أن صندوق النقد الدولي ملتزم بدعم منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال التمويل، حيث خصص بالفعل 53.8 مليار دولار للدول العربية منذ بداية الجائحة، إلى جانب المساعدة على تنمية القدرات وتقديم المشورة بشأن السياسات. يعمل صندوق النقد الدولي أيضا على تعزيز مجموعة أدوات الإقراض لديه بغرض مساعدة الدول على التعامل بشكل أفضل مع الأزمات والتحديات الجديدة. للمساعدة على التصدي لأزمة الغذاء الملحة التي تواجه أغلب الدول الأعضاء الأكثر ضعفا، قدم صندوق النقد الدولي نافذة إقراض لعام واحد، التي استفادت منها حتى نيسان (أبريل) 2023 ست دول بإجمالي 1.9 مليار دولار. هذا المخطط يكمل عمله صندوق المرونة والاستدامة الائتماني الجديد، الذي يدعم الدول منخفضة ومتوسطة الدخل في التصدي لتحديات طويلة الأمد، بما في ذلك تغير المناخ والجوائح في المستقبل.
على الرغم من الصورة الإيجابية المستمدة من استطلاع الرأي الأخير للشباب العربي، حيث أعرب كثيرون عن اقتناعهم بأن أفضل أيامهم مقبلة، فإنه يشير أيضا إلى معركة متزايدة الشراسة بين التفاؤل والتشاؤم، خاصة عندما يتعلق الأمر بالاقتصاد. نأمل أن يظهر استطلاع الرأي التالي، بدعم من منظمات دولية مثل صندوق النقد الدولي، حسا متجددا بالثقة، مستلهما من ظروف اقتصادية متحسـنة. يجب أن تستمر رعاية الأمل في مستقبل أفضل، حتى -بل بشكل خاص- في أوقات الاضطرابات.
خاص بـ «الاقتصادية»
بروجيكت سنديكيت، 2023.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي