267 مليون شاب في العالم دون عمل ولا تعليم ولا تدريب

267 مليون شاب في العالم دون عمل ولا تعليم ولا تدريب
معدل الفجوة بين الجنسين من الشباب في القوة العاملة بلغ 16.2 في المائة لمصلحة الذكور.

قالت منظمة العمل الدولية إن عدد الشباب غير العاملين وغير المتعلمين ولا المتدربين في العالم آخذ في الارتفاع في الوقت الراهن، وإن عدد الشابات في هذه الفئة يزيد بأكثر من ضعف نظرائهن من الشباب.
ويكشف تقرير للمنظمة أن معدل الفجوة بين الجنسين في مشاركة الشباب (الذين تراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما) في القوة العاملة في العالم بلغ 16.2 في المائة لمصلحة الذكور، مقارنة بـ18.5 في المائة قبل عقدين من السنين (1999).

لكن الفجوة بين مشاركة الشباب والشابات في القوة العاملة في البلاد العربية تصل إلى 37.3 في المائة لمصلحة الذكور (40.5 في المائة في 1999)، وهي أوسع فجوة مقارنة بالمناطق الجغرافية الأخرى في العالم.
وحسب ما يظهره تقرير "أحدث اتجاهات التوظيف العالمية للشباب لعام 2020: التقنية ومستقبل الوظائف"، يواجه الشباب من الجنسين الذين يعملون خطرا أكبر من العمال الأكبر سنا بفقدان وظائفهم بسبب التشغيل الآلي، وأولئك الذين يتمتعون بالتدريب المهني معرضون للخطر بشكل خاص.

وقالت المنظمة: "هذا يعكس كيف أن المهارات الخاصة بالمهن التي يتم نقلها من خلال التدريب المهني تميل إلى أن تصبح بالية بشكل أسرع .. من مهارات التعليم العام". ويدعو التقرير إلى تنقيح برامج التدريب المهني وتحديثها حتى تلبي المتطلبات المتغيرة للاقتصاد الرقمي.

وقالت المنظمة إنه منذ تقريرها السابق عن الشباب في 2017، ظهر اتجاه تصاعدي لا يتوقف في عدد "الشباب غير العاملين وغير المتعلمين ولا المتدربين" - تطلق منظمة العمل الدولية على هذه الفئة من الشباب مصطلح not in employment، education or training (NEET)-، قائلة إنهم يمثلون أكبر عائق على نمو الناتج المحلي الإجمالي والاقتصاد الوطني والسلم الاجتماعي عموما.
وحذرت المنظمة قائلة: في 2016، كان هناك 259 مليون شاب مصنفين على أنهم غير عاملين وغير متعلمين ولا متدربين، لكن العدد ارتفع إلى ما يقدر بـ267 مليونا في 2019، ومن المتوقع أن يستمر في الارتفاع إلى 273 مليون في 2021.

ومن حيث النسبة المئوية، فإن الاتجاه تصاعدي أيضا - من 21.7 في المائة في 2015 إلى 22.4 في المائة في 2020. وقالت: تعني هذه الاتجاهات ضمنا أن الهدف الذي حدده المجتمع الدولي لخفض معدل هذه الفئة من الشباب بحلول عام 2020 لن يتحقق.

وفي تقديمه التقرير للصحافيين، أمس، قال، سوكيتي داسجوبتا، رئيس فرع سياسات العمالة وسوق العمل في منظمة العمل الدولية إنه يوجد حاليا نحو 1.3 مليار شاب على مستوى العالم، منهم 267 مليون شخص مصنفون على أنهم غير عاملين وغير متعلمين ولا متدربين، ثلثا هؤلاء، أو 181 مليونا، من الشابات.

يظهر التقرير أيضا أن أولئك الذين يكملون التعليم العالي هم أقل عرضة ليجدوا وظائفهم قد حلت الأتمتة محلها. مع ذلك، فإنهم يواجهون قضايا أخرى لأن الارتفاع السريع في عدد الشباب الحاصلين على شهادة في القوى العاملة قد فاق الطلب على عمل الخريجين التقليديين، ما أدى إلى انخفاض أجور الخريجين.

وقال سانجيون لي، مدير قسم سياسات العمالة في منظمة العمل الدولية "إن كثيرا من الشباب في جميع أنحاء العالم أصبحوا منفصلين عن التعليم وسوق العمل، الأمر الذي يمكن أن يضر بآفاقهم على المدى الطويل، فضلا عن تقويض التنمية الاجتماعية والاقتصادية في بلدانهم.

لكن الأسباب التي تجعلهم يصبحون غير عاملين وغير متعلمين ولا متدربين تختلف اختلافا كبيرا. وسيتمثل التحدي في تحقيق التوازن بين النهج المرن اللازم للوصول إلى هؤلاء الشباب والسياسات والإجراءات القوية اللازمة لإحداث تأثير. ولن ينجح نهج "مقاس واحد يناسب الجميع".

وقال سوسيتي داسجوبتا: لا يتم توفير فرص عمل كافية لهؤلاء الشباب، مما يعني أن إمكانات الملايين لا يتم استغلالها بشكل صحيح. "لا يمكننا أن نضيع هذه الموهبة أو هذا الاستثمار في التعلم إذا أردنا مواجهة التحديات التي تفرضها التقنيات وتغير المناخ وعدم المساواة والتركيبة السكانية. نحن بحاجة إلى أطر سياسات متكاملة ونظم تدريب سريعة الاستجابة".

واستمر معدل مشاركة الشباب في القوة العاملة في الانخفاض. بين عامي 1999 و2019، على الرغم من زيادة عدد الشباب في العالم من مليار إلى 1.3 مليار، انخفض إجمالي عدد الشباب العاملين في القوى العاملة (سواء العاملين أو العاطلين عن العمل) من 568 مليون إلى 497 مليون.

وفي حين أن هذا الاتجاه يعكس تزايد الالتحاق بالتعليم الثانوي والعالي، مما يؤدي إلى وجود قوة عاملة أفضل مهارة في عديد من الدول، فإنه يسلط الضوء أيضا على الأعداد الكبيرة من الشباب غير العاملين أو التعليم أو التدريب، وهم عدد كبير من الشباب. وأغلبيتهم من الشابات.

وعلى الرغم من أن المعدل العالمي لبطالة الشباب يبلغ 13.6 في المائة، فإن هناك تباينا إقليميا كبيرا، من أقل من 9 في المائة في أمريكا الشمالية إلى 30 في المائة في شمال إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى. والبطالة أكثر انتشارا بين الشابات في معظم المناطق.

وحسب إحصاءات 2019، يبلغ المعدل العالمي لمشاركة الشباب من الجنسين في القوة العاملة 41.2 في المائة بواقع 48.1 في المائة للشباب و32.8 في المائة للشابات، بفجوة بين الجنسين تبلغ 16.2 نقطة مئوية لمصلحة الذكور.

ما يتعلق بالدول العربية، يبلغ المعدل العام لمشاركة الشباب من الجنسين في القوة العاملة 27.7 في المائة - أدنى مشاركة مقارنة بالمناطق الجغرافية الأخرى في العالم - بواقع 45.6 في المائة للشباب و8.3 في المائة للشابات -أدنى مشاركة للشابات مقارنة بالمناطق الجغرافية في العالم - بفجوة بين الجنسين تبلغ 37.3 نقطة مئوية لمصلحة الذكور، وهي أوسع فجوة مقارنة بالمناطق الجغرافية الأخرى في العالم.

ويظهر تراجع الدول العربية في نسب تشغيل الشباب عند مقارنة أرقام 2019 بأرقام العقدين السابقين. كان المعدل العام لمشاركة الشباب من الجنسين في القوة العاملة بالدول العربية في 1999 33.6 في المائة بواقع 53.3 في المائة للشباب و12.8 في المائة للشابات، بفجوة بين الجنسين تبلغ 40.5 نقطة مئوية لمصلحة الذكور.

في إفريقيا جنوب الدول العربية، يبلغ المعدل العام لمشاركة الشباب في القوة العاملة 48.2 في المائة بواقع 50.5 في المائة للشباب و46.0 في المائة للشابات، بفجوة بين الجنسين تبلغ 4.5 نقطة مئوية لمصلحة الذكور.
أما أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، يبلغ المعدل العام لمشاركة الشباب في القوة العاملة 48.9 في المائة (57.9 في المائة للشباب و39.6 في المائة للشابات)، بفجوة بين الجنسين تبلغ 18.3 نقطة مئوية.
وفي أمريكا الشمالية، يبلغ المعدل العام لمشاركة الشباب في القوة العاملة 52.6 في المائة (53.0 في المائة للشباب و52.1 في المائة للشابات)، بفجوة بين الجنسين تبلغ 0.9 نقطة مئوية.

بينما يبلغ المعدل العام لمشاركة الشباب في القوة العاملة شمال وجنوب وغرب أوربا، 43.8 في المائة بواقع 46.1 في المائة للشباب و41.4 في المائة للشابات، بفجوة بين الجنسين تبلغ 4.7 نقطة مئوية.
وفي شرق أوروبا، يبلغ المعدل العام لمشاركة الشباب في القوة العاملة 32.2 في المائة بواقع 35.9 في المائة للشباب و28.3 في المائة للشابات، بفجوة بين الجنسين تبلغ 7.5 نقطة مئوية.

أما شرق آسيا، فيبلغ المعدل العام لمشاركة الشباب في القوة العاملة 45.2 في المائة (46.5 في المائة للشباب و43.8 في المائة للشابات)، بفجوة بين الجنسين تبلغ 2.7 نقطة مئوية.
وجنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ، يبلغ المعدل العام لمشاركة الشباب في القوة العاملة 47.4 في المائة (54.5 في المائة للشباب و38.9 في المائة للشابات)، بفجوة بين الجنسين تبلغ 14.6 نقطة مئوية.
وأخيرا جنوب آسيا، يبلغ المعدل العام لمشاركة الشباب في القوة العاملة 31.6 في المائة (47.4 في المائة للشباب و14.2 في المائة للشابات)، بفجوة بين الجنسين تبلغ 33.2 نقطة مئوية.

الأكثر قراءة