اقتصاد الأسرة

على الرغم من المداخيل الجيدة لبعض الأسر إلا أنها تشتكي من سرعة نفاد تلك المداخيل، معللين ذلك بغلاء الأسعار وكثرة المصاريف.. وللحق فإن أسعار المستلزمات الرئيسة للأسرة السعودية لا زالت معقولة، ونقصد بالمستلزمات الرئيسة، المواد الاستهلاكية التي لا غنى عنها، وعموما فإن ترتيب الأولويات في المصروفات سيساعد بشكل كبير على توازن ميزانية الأسرة فالتدبير كما يقول المثل، هو نصف المعيشة... نلحظ في مجتمعنا مع الأسف من لا يحسن التعامل مع المصروفات الأسرية بحال من الأحوال فيعمد مثلا، إلى السفر مرات عدة في العام، خصوصا في فصل الصيف إلى خارج المملكة ليعود بعدها يضرب كفا بكف .. وآخر يسجل أولاده في مدارس أهلية عالية التكلفة، حتى وهم في المراحل الأولية في حين أنه كان بإمكانهم الدراسة في المدارس الحكومية.. بل يذهب البعض إلى ما هو أبعد من ذلك فيوفر مراكب وملابس ومستلزمات باهظة الثمن لأسرته دون حاجة لذلك، حتى إنه يقتر على نفسه لتظهر أسرته بمظهر الغنى متحملا في نهاية المطاف ديونا لا طاقة له بها...ومن هنا فإن الخطوة الأولى والمهمة في ترتيب الأولويات هي، تحديد النفقات الثابتة - أي غير القابلة للتغيير- مثل، إيجار البيت أو المصروفات الأساسية كالكهرباء والماء والأقساط الثابتة ونحوها مما لا غنى عنه، ثم تجمع هذه النفقات وتطرح من إجمالي الدخل الشهري؛ ليكون المبلغ المتبقي متاحا للإنفاق على الطعام والشراب والترفيه وغيرها من البنود التي يمكن التحكم فيها، بل والاستغناء عن غير الضروري منها... إن المشكلة الأساس لكثير من الأسر هي عدم تصور بعض بنود الصرف التي تستهلك المدخول الشهري، فتجد هذه الأسر نفسها في وضع حرج آخر الشهر والحل لمثل هذا الأمر، التخلي عن العفوية في صرف الأموال، والتحكم فيها ليتم التركيز على ما لا غنى عنه، ثم الأهم فالأهم أو بمعنى آخر ضبط ميزانية الصرف حتى وإن كان المرتب قليلا.. وهناك قاعدة مهمة تسمى قاعدة الثلاثة أجزاء، حيث يقسم المدخول الشهري إلى ثلاثة أجزاء، الجزء الأول ويمثل50 في المائة لنفقات المعيشة الأساسية والثابتة التي لا غنى عنها، والجزء الثاني ويمثل 30 في المائة للنفقات المتغيرة كالطعام والترفيه، ويتبقى 20 في المائة تدخر تماما ليستفاد منها في حالات الطوارئ أو للمستقبل.. ولكن تبقى المشكلة كما يقال إن الأغنياء يدخرون ثم يوزعون مصروفهم أما الفقراء فيوزعون مصروفهم ثم يدخرون.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي