الشتاء الجاذب

اكتست مناطق شمال المملكة باللون الأبيض معلنة بذلك بداية انتشار درجات الحرارة المنخفضة نزولا من الشمال كما هي العادة في أغلب الأعوام الماضية. هذا التحول الذي يجذب كثيرا من هواة الخروج للبراري في هذه الأجواء "ولست منهم"، يحمل في طياته كثيرا، ما يدعو إلى التفكير في تطوير مناطق معينة لتحقيق الاحتفاء بالموسم بشكل أكثر جاذبية، واقتصادية - بالتالي.
يمكن تقسيم المناطق الجغرافية وبناء منظومة علمية تحدد المناطق الأكثر ملاءمة لبناء المنتجعات وإنشاء مواقع تخدم السياح في المملكة خلال فترة الشتاء التي يمكن أن تصل إلى أربعة أشهر بمستويات حرارة مختلفة. الميزة الحقيقية التي يمكن أن تنافس بها هذه المناطق غيرها من منتجعات الشتاء العالمية هي الشتاء الأقل برودة وحدة، وتأثيرا في الصحة. أغلب المنتجعات العالمية تقع في مدن تنخفض فيها الحرارة إلى مستويات لا تحتمل وهذا ما يدفع كثيرين إلى البحث عن المناطق التي تحمل المزايا الجليدية، وتحافظ على صحة الباحثين عن المتعة فيها.
الإمكانات التي تمتلكها مناطق الجذب الشتوي في بلادنا تشمل مواقع بكرا وهي في هذه الحالة تحقق ميزة تنافسية من حيث الأسعار. هذه المناطق تنخفض أسعار العقارات فيها إلى مستويات معقولة كونها أبعد عن مراكز السكان، وهذه الميزة تجذب المستثمرين من مختلف دول العالم. وإذا أضفنا ذلك إلى مستهدفات الخطة الطموحة ٢٠٣٠، فنحن سنحصل على مزيج من العقارات المتسعة وبأسعار جاذبة واهتمام حكومي في تحضير ودعم البنية التحتية التي تعتمد عليها المنتجعات من هذا النوع وهي منخفضة التكلفة بشكل عام.
كل ذلك يدعمه الانفتاح الفكري والقبول العام للآخر الذي يميز المناطق الشمالية في المملكة، وهذا في حد ذاته مساهم قوي في دعم الاستثمار وتحقيق أكبر الفوائد للمناطق المستهدفة ومن يعتزمون الإنفاق فيها. أهالي شمال المملكة من مكونات المجتمع السعودي المشهود لها بالكرم وحسن الضيافة، وهذا مما توارثوه من الأجيال السابقة ويمكن لكل واحد منا أن يروي فيه كثيرا من المواقف الإيجابية.
لهذا أقول إن الفرحة التي نشاهدها لدى كثيرين بهذا الموسم الأبيض، يمكن أن تكون محفزة للعقلية الاستثمارية الوطنية، ودافعا لما يمكن أن يدخل البلاد من استثمارات قادمة من الخارج بما تحمله من الخبرات المفيدة لكل المتلقين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي