يا من الإنجليزية لغتهم الأم .. توقفوا عن إرباك الآخرين
في الفترة من 1999 حتى 2003 عرضت القناة الرابعة البريطانية مسلسلا كوميديا نسائيا حائزا على جوائز إيمي بعنوان "اضرب المهر" Smack the Pony. في إحدى اللقطات تسير امرأة تدعى جاكي أوفري (مثلت دورها دون ماكيتشان) في مركز لتعليم الكبار في مكان ما في إنجلترا، وتجلس وتحاول التسجيل في دورة التحدث باللغة الإنجليزية لغة أجنبية.
تقول منظمة الدورة المندهشة (مثلت دورها سالي فيليبس)، لكنك تتحدثين الإنجليزية بالفعل. ردت جاكي: "أنا أتحدث الإنجليزية نفسها". ثم تتابع: "لكن لا أعرف كيف أتحدثها لغة أجنبية". تقول إنها تسافر كثيرا "ولا يمكن للأجانب فهم أي كلمة أقولها".
إنه أمر مضحك جدا، إلا أن جاكي كانت سابقة لأوانها. من المعترف به الآن على نطاق واسع أن كثيرا من الناس لا يفهمون ما يقوله متحدثو الإنجليزية الأصليون. هذا الأمر معترف به من قبل متحدثي الإنجليزية لغة ثانية. البريطانيون والأمريكيون والأستراليون وغيرهم ممن يتحدثون الإنجليزية طوال حياتهم غافلون إلى حد كبير عن عدم فهم الآخرين لحديثهم في المؤتمرات، واجتماعات العمل، والاجتماعات الهاتفية.
سمعت متحدثا بريطانيا يقول في مؤتمر عقد في برلين قبل بضعة أعوام: "وبخني الرئيس التنفيذي كثيرا". وسمعت بريطانيا آخر يتحدث في قاعة مليئة بالناطقين بالهولندية والفرنسية والألمانية في أمستردام في العام الذي انقضى لتوه: "أمضيت وقتا في كلية لندن لإدارة الأعمال أخوض تجربتي الأولى". وذكر متحدث بريطاني آخر في مؤتمر ذهبت إليه في دبي الشهر الماضي: "من المصدر مباشرة".
لا أعلم ما الذي فهمه الجمهور من كل هذا. لاحظ استطلاع تم إجراؤه في 2015 لمجموعة عمل تابعة لحلف الناتو، بلباقة أن "متحدثي الإنجليزية الأصليين لا يجيدون دائما ضبط لغتهم الإنجليزية بالطريقة المطلوبة".
يعرف القراء المنتظمون لهذا العمود أن متحدثي الإنجليزية الأصليين تجاهلوا اهتمامي بشأن هذه المسألة لعدة أعوام. توجد آلاف الدورات والكتب ومقاطع الفيديو حول كيفية التواصل بشكل أفضل، لكن لا يوجد شيء تقريبا حول الطريقة التي ينبغي أن يتبعها متحدثو الإنجليزية الأصليون في الحديث مع الأجانب. يعود ذلك بشكل كبير، مثل منظمة الدورة في مسلسل Smack the Pony، إلى عدم إدراك معظم متحدثي الإنجليزية الأصليين أن لديهم مشكلة.
لذلك سرني أني تلقيت كتيبا (وجدت فيه الدراسة التي أجراها الناتو) بعنوان "هل هذا واضح: التواصل الفعال في عالم متعدد اللغات" IS That Clear: Effective Communications in a Multilingual World بقلم زان جينور وكاترين أليفيزوس، معلمتي الإنجليزية الخاصة بالأعمال. وهما تصفان الكتاب بأنه يحتوي على "نقاط يسهل اتباعها لتكيف لغتك الإنجليزية".
إضافة إلى إخبار المتحدثين الأصليين بأن يتحدثوا ببطء أمام جماهير دولية، لدى جينور وأليفيزوس نصيحة بشأن مسألتين تطرقت إليهما سابقا: تجنب اللغة الاصطلاحية وتوخي الحذر في استخدام الأفعال المركبة - فعل إضافة إلى حرف جر – أمران يصعب فهمها على كثير ممن يتحدثون الإنجليزية لغة ثانية.
حروف الجر المختلفة يمكن أن تغير معنى الفعل –break in تعني اقتحام، وbreak up تعني انفصال، وbreak down انهيار. وتشير المؤلفتان كذلك إلى أن الفعل المركب نفسه يمكن أن يحمل معاني مختلفة: put someone down يحبط شخص ما، put down a deposit يدفع عربون، put down the cat يميت القط، put the baby down ينزل الطفل.
وأضافتا نصائح أخرى. لقد كتبت عن المشكلات التي يمكن أن تتسبب فيها اللغة العامية لمتحدثي اللغة باعتبارها لغة ثانية: "هل ينبغي أن نتقدم بسرعة إذن؟"، لكن تشير المؤلفتان إلى الارتباك الذي يمكن أن تستخدمه اللغة المهذبة أيضا - "لأكون صادقا، كنت غاضبا جدا من وصوله متأخرا" تبدو معقدة بالنسبة للمتحدث بالإنجليزية لغة ثانية. "لقد كنت غاضبا من حضوره متأخرا" تعد أكثر وضوحا.
هناك مسألة أخرى هي صياغة الأسئلة. "ليس لديك وقت لدردشة سريعة، أليس كذلك؟" يعد سؤالا صعبا بالنسبة لشخص الإنجليزية ليست لغته الأم لأنه بدأ بنفي. "هل لديك وقت للدردشة؟" أوضح.
تنصح المؤلفتان بتقليص "الحشو" مثل "كما كانت" و"فعليا" و"أساسا" لأنها تجعل الرسالة الأساسية مبهمة. لست متأكدا من هذا الأمر. أجد أن الحشو مفيدا عندما أسمعه يستخدم في لغات أخرى، مثل كلمة أخيرا finalement بالفرنسية. ليس لمجرد أنه يقلل من سرعة المتحدث، ولكن لأن سماعه كثيرا يمكنني أيضا من استخدامه أثناء تحدثي، ما يمنحني مزيدا من الوقت للتفكير فيما أقول لاحقا.
لكن المؤلفتين لديهما نصيحة سليمة عن صفحات العروض التوضيحية. لا تملأ صفحات العرض بالكلمات. يجد المتحدثون الأصليون صعوبة في قراءتها؛ ويجدها الناطقون باللغة الثانية أكثر صعوبة. لكن من الأفضل وضع الأرقام على صفحات العرض، كما تقولان. قد يكون من الصعب فهم الأعداد بلغتك الثانية ورؤية الأرقام على صفحات العرض يجعلها أسهل.