ثقافة وفنون

"معرض روائع آثار السعودية" .. 460 قطعة أثرية شاهدة على امتدادها الحضاري

"معرض روائع آثار السعودية" .. 460 قطعة أثرية شاهدة على امتدادها الحضاري

"معرض روائع آثار السعودية" .. 460 قطعة أثرية شاهدة على امتدادها الحضاري

رغم تركيزه على الحضارات التاريخية التي شهدتها الجزيرة العربية منذ الحصر الحجري وحتى عصر الحضارة الإسلامية إلا أن معرض "طرق التجارة في شبه الجزيرة العربية .. روائع آثار السعودية عبر العصور" المقام حاليا في المتحف الوطني الروماني بالعاصمة الإيطالية روما في محطته الـ 17 اهتم بإبراز تراث الدولة السعودية في مراحلها الثلاث قبل ثلاثة قرون إلى تأسيس المملكة الحديثة.

ومنذ انطلاق المعرض عام 2010 حاطا رحاله بمتحف اللوفر في باريس وطائفا أشهر المتاحف العالمية استقبل أكثر من 5 ملايين زائر ليشهدوا ثراء وتنوع التراث السعودي وتميزه الثقافي والاقتصادي بما يعكس أصالته. وشملت القطع المتعلقة بالتراث السعودي مناحي مختلفة من الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وغيرها فمن خلال 42 قطعة تراثية بعضها من مقتنيات المؤسس الملك عبدالعزيز. إضافة إلى عدد من قطع التراث الشعبي التي تمثل الفترة الممتدة من الدولة السعودية الأولى إلى توحيد المملكة قدمت دليلا ملموسا على الاطوار التاريخية التي شهدتها المملكة ومدى اتصالها بحكم موقعها الاستراتيجي بالحضارات والدول الأخرى ودورها المؤثر فيها.

ومن مقتنيات المؤسس تضمن المعرض عددا من القطع التي شاركت بها دارة الملك عبدالعزيز وتعود لأوائل القرن العشرين الميلادي ومنها : علم السعودية ومشلح ومصحف مهدى للملك عبدالعزيز بالإضافة إلى أدوات الصيد بالصقور الخاصة بالملك وتشمل قفاز يد وغطاء رأس الصقر ووكر لصقر الصيد. كما قدم المعرض عددا من القطع التراثية السعودية تعود للقرن التاسع عشر ومنها : مبخرة وبنادق وعملات سعودية قديمة ودرفة نافذة تراثية من المجمعة وخناجر تقليدية للاحتفالات وحلي وقلائد ووعاء كحل مزخرف وخلخال من الفضة وحامل البارود ومبردة حبوب البن ومدقة من الحجر الاملس وحامل قلم ومحبرة وقلم خشبي وقالب للصب ومصهر رصاص وحزام تقليدي وكرة مدفع ونجر من الحجر المزخرف ودلة قهوة عربية وغيرها.

ويهدف معرض "طرق التجارة في شبه الجزيرة العربية .. روائع آثار السعودية عبر العصور" إلى تعريف شعوب العالم بحضارتها التي تمتد لآلاف السنين وتؤكد المشاركة الفعالة لإنسان الجزيرة العربية في بناء الحضارات البشرية على مر العصور في أبراز للبُعد الحضاري للمملكة الذي لا يقل أهميةً عن أبعادها الثلاثة التي يعرفها العالم وهي (البعد الاقتصادي والبعد الديني والبعد السياسي) للتأكيد على أن المملكة ليست طارئة على التاريخ بل كانت امتداد وملتقى لحضارات إنسانية شهدتها جزيرة العرب تُوِّجت بحضارة الإسلام العظيمة.

ويضم المعرض أكثر من 460 قطعة أثرية نادرة يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من مليون سنة قبل الميلاد وإلى مختلف الحضارات التي شهدتها الجزيرة العربية على مر العصور وهي قطع أصلية تم جمعها من مختلف المناطق السعودية ومعظمها تم العثور عليه من خلال بعثات تنقيب وطنية ودولية يقودها علماء آثار سعوديون ويرجع تاريخ هذه المعروضات إلى حقب زمنية مختلفة تبدأ من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) مرورا بفترة العبيد (الألف الخامس قبل الميلاد) ثم فترة دلمون ثم فترة الممالك العربية المبكرة ثم الممالك العربية الوسيطة والمتأخرة ثم فترة العهد النبوي ثم فترة الدولة الأموية والعباسية والعصر الإسلامي الوسيط والمتأخر حتى عصر النهضة السعودي الذي بدأ قبل ثلاثة قرون مضت وصولا إلى فترة توحيد السعودية وما تلاها من تطور وازدهار يتضح في مختلف مجالات الحياة وقد تم تصنيف محتويات المعرض إلى 3 أقسام وفقا لتسلسلها التاريخي.

وصُمم المعرض ليكون سفيرا متجولا يمثل المملكة ويحمل حضارتها إلى شعوب العالم من خلال القطع الأثرية النادرة المعروضة للمرة الأولى نوعاً وكما والتركيز على إبراز الأثر الحضاري للطرق التجارية القديمة التي اجتازت شبه الجزيرة العربية في سياق التبادل الاقتصادي والحضاري بين الثقافات الإنسانية المختلفة التي شكلت الجزيرة العربية حاضنة لها عبر العصور حتى ظهور الدين الإسلامي. كما تبرز المعروضات أن الدين الإسلامي لم ينطلق من أرص خاوية من الحضارات بل جاء ليبني الحضارة الإسلامية تأسيسا على ماسبقها والقائمة حينها وكيف احترمها واستوعبها وعمل على تطويرها من ذلك التاريخ القديم وصولا إلى قيام الدولة السعودية منذ 300 عام.

ويركز المعرض أيضا على دور الطرق القديمة وحيويتها آنذاك في تعزيز التبادل التجاري والثقافي بين الحضارات القديمة ومواقع الواحات والمدن التي تلتقي فيها القوافل التجارية مثل تيماء والعلا والفاو وهي بعض المواقع التي تجري فيها حاليا أعمال التنقيب عن الآثار يباشرها متخصصون سعوديون بمشاركة بعثات دولية. والقطع الأثرية التي يحتويها المعرض تحكي التحول الأكبر في تاريخ شبه الجزيرة العربية بدأ مع ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي وانتشاره في مناطق جغرافية واسعة النطاق. فضلا عنما شكلته طرق الحج التاريخية من مصر والشام والعراق واليمن من دور في التواصل والتبادل المعرفي والمادي ومن أشهرها درب زبيدة وآثاره التاريخية الماثلة وهو ما يوضح انفتاح شبه الجزيرة العربية على العالم منذ القدم ويؤكد أن نهضة السعودية وانفتاحها وتواصلها مع الحضارات والثقافات العالمية في العصر الحديث هو امتداد طبيعي للإرث التاريخي.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون