الشركات واستخدام حقوق المعرفة «1 من 2»

حصول الشركات على حقوق استخدام المعرفة، يتطلب من الإدارة الحفاظ على مستوى الاهتمام نفسه على طول الخط، قد يكون من المستغرب شراء شيء دون استخدامه، لكن معظم الأشخاص يقومون بذلك أغلب الأوقات. فالبعض يشترك في ناد رياضي على أمل تغيير نمط حياته، لكنه لا يستخدمه أبدا. تقوم الشركات أيضا بالشيء ذاته، على أمل أن تكون عملية الشراء في حد ذاتها كافية لإحداث تغيير. فعند الحصول على حقوق استخدام المعرفة على سبيل المثال، قد تعتقد الإدارة أنه بمجرد حصولها على تلك الحقوق، فإنها ستستخدم بفعالية. لكن على غرار اشتراك النادي الرياضي الذي لم يستخدم، فإن شراء المعرفة من مصادر خارجية لا يعني الاستفادة منها على أكمل وجه، بل يجب دمجها في الشركة لتحقيق أفضل النتائج.
حقوق استخدام المعرفة بهدف إحداث منتجات جديدة، وتعد حقوق استخدام المعرفة أحد عوامل الابتكار في الوقت الحالي. حيث يزداد عدد الشركات التي تستعين بجهات خارجية بهدف الحصول على أفكار جديدة، من خلال شراء مجموعة متكاملة من المعارف. يوجد نوعان شائعان لحقوق استخدام المعرفة -التراخيص العادية، حيث يتم شراء المعارف دون ضلوع الجهة المنبثقة عنها بأي نوع من الشراكة، أما النوع الثاني، فهو تراخيص الشراكة، حيث تنشئ الشركة علاقة مع الجهة مصدر المعلومات.
في مقال نشر أخيرا في مجلة "ريسيرش بوليسي" بعنوان: "التراخيص العادية مقابل تراخيص الشراكة .. الاهتمام والعلاقة بين التراخيص وابتكار المنتجات"، تناولت وزملائي توماس كلويتر ودينيس دنلاب، الأسلوبين الناجحين لاستخدام الشركات المبتكرة للمعارف الخارجية. حيث تستطيع الشركات الدخول في تراخيص شراكات وتستثمر في فرق عمل كل من الطرفين، أو تستطيع الحصول على ترخيص استخدام المعرفة من جهة خارجية. والنجاح في جلب واستخدام هذه المعرفة يعتمد بشكل فعال على مدى اهتمام الإدارة.
من المعروف أن تراخيص الشراكة مكلفة وتتطلب وقتا أكبر، لكن ذات تأثير كبير في الابتكار. تفاجأنا خلال الدراسة أن التراخيص العادية قد يكون لها التأثير ذاته في الابتكار، إذا ما أعطى المديرون اهتماما للمشروع قيد البحث.
نعتقد غالبا أن الابتكار أمر مقتصر على فرق البحث والتطوير، وليس للقيادة صلة به. لكن الاهتمام الذي يظهره المديرون قد يكون له تأثير كبير في المنتجات الثورية والأفكار المبتكرة. وكمثال على ذلك، السباق للوصول إلى القمر: حيث ثمنت وكالة ناسا رؤية جون إف. كينيدي. ففي حين لم يقم كينيدي بتوجيه المشروع بنفسه، لكنه تحدث عنه وأعطاه الاهتمام الكافي ما جعل المشروع ينجح في مسعاه.
يؤثر أسلوب القياديين في الابتكار. والاهتمام الذي يولونه يعد من أكثر الموارد ندرة في المؤسسات. فجدول أعمال الرؤساء التنفيذيين والمديرين يشمل عدة مهام وأولويات. بالطبع لن يستطيعوا النظر في جميع الأمور، لكن ينبغي عليهم اتخاذ خيارات واعية لتوجيه أولوياتهم. فالاهتمام الذي توليه الإدارة العليا يؤثر في جميع نشاطات الشركة، من طريقة تعاملها مع الابتكار إلى اختيارهم تكنولوجيات مختلفة. درست في بحث سابق طريقة تعامل الإدارة مع الأمور، وأثرها في الشركات التابعة والمعزولة، أو عدم اهتمام الشركات بالأفكار من خارج الشركة كونها تمثل تحديا بالنسبة لهم بسبب بعدها عن منطقة نفوذهم... يتبع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي