لون الجمعة

يسمي الغرب خصوصا الولايات المتحدة الجمعة الأخيرة في نوفمبر بالجمعة السوداء. هذا الاسم الذي تبنته كثير من دول العالم أصبح كرنفالا تسويقيا، حيث تقدم التخفيضات بشكل غير مسبوق.
ارتبط اسم الجمعة السوداء بتجارة الرقيق في الولايات المتحدة، حيث يعرض الرقيق في اليوم التالي لعيد الشكر بأسعار مخفضة، واستغرب بقاء الاسم في الولايات المتحدة، وهي مصدر الاسم ومنها تلقفه كثير من دول العالم.
مع الوقت أصبح الناس يستعدون لعيد الشكر ولما يسبقه من عيد وهو الهالوين بالتسوق، لأنه يقع كذلك في آخر الشهر أي في الفترة التي يحصل فيها الناس على رواتبهم. ثم يأتي عيد الشكر الذي ينتقل فيه الأبناء لبيوت أسرهم حيث كانت، وتعقبه جمعة تخلو فيها الأسواق بسبب التجمعات الأسرية، لتعود عادة التخفيضات أقوى من ذي قبل، لكن بشكل مختلف.
أصبحت عادة تقديم التخفيضات الكبيرة منتشرة في كل دول العالم، وهي بهذا تشير إلى العادة الأمريكية، لكنها في واقعها وسيلة تسويقية لأنها حققت العنصر الأهم وهو توفر السيولة في أيدي الناس وتنافس المحال التجارية على المتسوقين بما يضمن التخلص من كثير من المواد المرتبطة بمرحلة معينة، وهي ما قبل الشتاء الذي سيأتي وتستقبله المحال بنوعيات جديدة من الملابس والتجهيزات.
المهم أن هذه المنظومة من المتغيرات اتجهت في كل مكان وأراد تجارنا أن يستفيدوا من مد الشراء الذي تحدثه هذه الجمعة، لكن دون الدخول في مسميات غريبة وقد تكون مرفوضة مجتمعيا.
ظهرت لدينا الجمعة الصفراء، ولا أدري أساس اختيار هذا اللون، لكنه أصبح السائد لدى أغلب المعلنين عن التخفيضات، ما عدا أحد المصارف، الذي ألغى اللون الأصفر وعرض على عملائه الاستفادة من عروض الجمعة البيضاء "وهو الاسم الذي اختاره المصرف لهذه الجمعة " ليتحول التنافس في المقبل من الأيام إلى تلوين الجمعة بمختلف الألوان التي تنهي عقدة اللون الأسود وقد تصبح جزءا من مفهوم جديد للجمعة الشرائية التي ليست الأكبر في بلدنا على الأقل، ذلك أن أعظم فرصة تسويقية في المملكة لا تزال مرتبطة بالأعياد الإسلامية في الأضحى والفطر والمناسبات الأهم سواء كانت مرتبطة بالعام الدراسي أو بالخروج منه نحو فضاء الإجازات والسفر. وهنا قد تظهر مسميات أكثر من أن نحاصرها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي