مبادرة صينية لاحتواء النزاع التجاري مع واشنطن .. أعفت بعض الواردات من الرسوم

مبادرة صينية لاحتواء النزاع التجاري مع واشنطن .. أعفت بعض الواردات من الرسوم

في بادرة إيجابية لاحتواء نزاع تجاري ممتد على مدى أكثر من عام، أقدمت الصين أمس على إعفاء بعض شحنات فول الصويا وبعض أنواع اللحوم القادمة من الولايات المتحدة من رسوم جمركية على الواردات.
وبحسب "رويترز"، أفادت وزارة المالية الصينية في بيان أن إعفاءات الرسوم تستند إلى طلبات تقدمها شركات منفردة لفول الصويا وبعض أنواع اللحوم من الولايات المتحدة، ولم يحدد البيان الكميات، التي تشملها الإعفاءات.
وكانت الصين قد فرضت تلك الرسوم ردا على رسوم جمركية فرضتها واشنطن على خلفية اتهامات بأن الصين تسرق حقوق الملكية الفكرية الأمريكية وتنقلها قسرا إلى شركات صينية، فيما يعرف باسم البند 301.
ويشمل ذلك رسوما جمركية 25 في المائة على كل من فول الصويا وبعض أنواع اللحوم من الولايات المتحدة في تموز (يوليو) 2018، وهو ما أضيف إليه 10 في المائة على بعض أنواع اللحوم، و5 في المائة على فول الصويا في أيلول (سبتمبر).
وقام المستوردون في الصين الشهر الماضي بشراء شحنات جديدة من فول الصويا، على الرغم من أن هناك ما يصل إلى مليوني طن من البضائع الأمريكية تنتظر تفريغها في الموانئ الصينية مع بحث التجار عن أماكن للتخزين.
واشترى التجار في الصين نحو سبع شحنات من فول الصويا الأمريكي، للشحن في ديسمبر ويناير، بفضل الأسعار الأمريكية التنافسية في مقابل الأسعار في أمريكا الجنوبية.
ويأتي هذا الإعفاء في ظل مفاوضات بين الولايات المتحدة والصين للتوصل إلى اتفاق "المرحلة 1" أو اتفاق أولي لتهدئة حرب تجارية مستمرة منذ 17 شهرا أربكت الأسواق المالية وعطلت سلاسل إمدادات، وألقت بظلالها على النمو الاقتصادي العالمي.
وبدا الرئيس الأمريكي دونالد ترمب متفائلا أمس بالتوصل إلى اتفاق تجاري، حين أشار إلى أن واشنطن وبكين تحققان تقدما في اجتماعات ومناقشات تعقد بين البلدين في الوقت الحالي.
وقال ترمب للصحافيين دون أن يذكر تفاصيل "شيء ما قد يحدث فيما يتعلق بالرسوم الجمركية في الـ15 من ديسمبر، لكننا لا نناقش ذلك حتى الآن والمحادثات تسير على ما يرام".
وجاءت تعليقات ترمب، بعد أن كرر مسؤولون صينيون موقفهم بأنه يجب إلغاء بعض الرسوم الجمركية من أجل إبرام اتفاق المرحلة الأولى.
وإتمام اتفاق المرحلة الأولى بين أكبر اقتصادين في العالم كان من المتوقع في البداية أن يحدث في تشرين الثاني (نوفمبر)، قبل موعد سريان جولة جديدة من الرسوم الجمركية الأمريكية على بضائع صينية بقيمة 156 مليار دولار في الـ15 من كانون الأول (ديسمبر).
إلى ذلك، تعهدت القيادة الصينية أمس بتجنب حدوث أي مخاطر مالية كبيرة خلال العام المقبل مع المحافظة على معدل نمو الاقتصاد ضمن "نطاق مقبول"، في الوقت الذي تراجع فيه معدل نمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى أقل مستوى له منذ عقود.
وجاء التعهد الصيني خلال الاجتماع الشهري للمكتب السياسي للحزب الحاكم في الصين برئاسة الرئيس الصيني شي جين بينج أمس، وقبل الاجتماع الرئيس لما يعرف باسم مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي الصيني، الذي سيحدد الأهداف الاقتصادية للصين في العام المقبل، بما في ذلك حجم الإنفاق الحكومي ومعدل النمو المستهدف.
وأشار بيان للمكتب السياسي، الذي يضم 25 عضوا، إلى أن المخاطر والتحديات في الداخل والخارج تتزايد بدرجة كبيرة.
وسجل الاقتصاد الصيني خلال الربع الثالث من العام الحالي نموا بمعدل 6 في المائة وهو أقل معدل نمو منذ عقود.
وتظهر المؤشرات الأولية أن الاقتصاد سجل خلال تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي مزيدا من التباطؤ وأن التباطؤ سيستمر خلال العام المقبل، في ظل تراجع حركة التجارة وأسعار الجملة.
وأشار بيان الحزب الحاكم إلى أن أسس استقرار الاقتصاد الصيني على المدى الطويل ما زالت قوية، منوها إلى التحديات الخارجية، التي تواجه الاقتصاد.
وأضاف "علينا تحويل الضغوط الخارجية إلى قوة محركة قوية من أجل تعميق الإصلاحات وتعزيز الانفتاح على العالم الخارجي مع التركيز على «تسيير شؤوننا» بصورة جيدة".
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة تشاينا ديلي أمس، أن الحمى الدائمة للسلع المستوردة تدفع الطلب على السلع الاستهلاكية في الصين، ما يبدد المخاوف من أن تباطؤ النمو الاقتصادي قد يضعف الإنفاق.
ونقلت الصحيفة عن بيانات من تقرير المتسوقين الصينيين، التي نشرتها بالاشتراك مع شركتين استشاريتين "باين آند كو"، و"كانتار وورلدبانيل"، أن الإنفاق على السلع الاستهلاكية سريعة التداول مثل الشامبو ومنعم الملابس وطعام الحيوانات الأليفة شهد نموا ثابتا 5.7 في المائة في الربع الثالث، وهو ما يعادل النسبة نفسها العام الماضي.
وخلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، مثلت الواردات 18 في المائة من جميع مبيعات سلع استهلاكية، وقفزت 10 في المائة، ما ضاعف تقريبا من وتيرة النمو العامة للقطاع.
وكان الدافع وراء ذلك في الأغلب هو قنوات الإنترنت، حيث سجلت زيادة 30 في المائة في المبيعات خلال النصف الأول، وشكلت 35 في المائة من جميع المبيعات عبر الإنترنت في البلاد.
وقال التقرير إن مبيعات المكملات الغذائية المستوردة من كوريا الجنوبية ازدادت 35 في المائة في فترة الـ 12 شهرا المنتهية في الربع الثاني، في حين ارتفعت قيمة مبيعات البسكويت المستوردة من سنغافورة 22 في المائة خلال الفترة نفسها.

الأكثر قراءة