رئاسة مجموعة الـ 20 .. مهمة سعودية

مع تسلم المملكة رئاسة الدورة الجديدة لـ"مجموعة العشرين" لعام 2020، تسير هذه المجموعة وفق منهج متطور وآليات جديدة. فهذه الرئاسة ستسهم في تدعيم "مجموعة العشرين" في كل المجالات، وتوفر لها الأرضية الصلبة للانطلاق نحو آفاق جديدة وتطوير ما هو قائم. دون أن ننسى، أن هذه المجموعة تسلمت زمام المبادرة العالمية في أعقاب الأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم في عام 2008. وهذا العالم أظهر بالفعل احتياجه إلى وجود المجموعة المشار إليها، ليس فقط على الصعيد الاقتصادي، بل السياسي أيضا، ناهيك عن دورها في مجالات واسعة أخرى، بما في ذلك توفير أكبر حماية للمجتمع الدولي على مختلف الأصعدة، ولا سيما صيانته من "استراتيجيات" الخراب التي تنتهجها بعض الدول، خصوصا النظام الإرهابي في إيران.
قيادة السعودية "مجموعة العشرين" حتى نوفمبر المقبل، تتضمن كثيرا من المبادرات والفعاليات، كما أنها ستشهد سلسلة من اللقاءات المحورية، خصوصا على صعيد مجموعات العمل. هذه المجموعات تختص بكل شيء تقريبا، من الأعمال إلى الشباب والعمال والفكر، فضلا عن مجموعة المجتمع المدني، التي تمثل ركيزة أساسية عالمية، حيث تقوم المملكة منذ أعوام عدة بتكريسها على الساحة المحلية. وبالطبع، هناك مجموعات أخرى في العلوم والمجتمع الحضري، وكلها ستكون في قلب حراك مستمر على مدى الأشهر المقبلة. ومثل هذا الحراك، يساعد على صنع القرار على صعيد "مجموعة العشرين"، كما أنه يعد أساسا لمواجهة التطورات والمتغيرات التي تجري في هذا الميدان أو ذاك. ولأن الأمر كذلك، فقد وفرت القيادة السعودية كل الإمكانات لدفع هذه المجموعات في مهامها، وإطلاق المبادرات التي تصب في مصلحة المجتمع الدولي.
منذ انضمام المملكة إلى "مجموعة العشرين"، أكد أعضاء هذه المجموعة أن السعودية من أكثر الدول التي تلتزم بتعهداتها، سواء تلك الخاصة بالساحة المحلية أو الخارجية. وتقوم المملكة بذلك منطلقة من مسؤوليات كلفت نفسها بها في كل الميادين. من هنا، فإن الدور السعودي الفاعل في المجموعة أسهم - إلى حد بعيد- في استكمال سياسات ومبادرات مختلفة. وهذا ما أكده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي قال: "سنسعى جاهدين بالتعاون مع الشركاء في المجموعة إلى تحقيق إنجازات ملموسة واغتنام الفرص للتصدي لتحديات المستقبل". واغتنام الفرص يعد بحد ذاته استراتيجية اتبعتها القيادة في المملكة، منذ إطلاقها رؤية المملكة 2030. هذه "الرؤية" التي تتضمن معايير ومشاريع ومبادرات تتناغم جميعها مع ما تطرحه "مجموعة العشرين" منذ أعوام.
وللسعودية مجموعة من المزايا، في مقدمتها موقعها الجغرافي الاستراتيجي المهم، وعلاقاتها الدولية الواسعة والطبيعية، فضلا عن تأثيرها القوي في الساحة الإقليمية أيضا، في وقت تمر فيه المنطقة بأكثر زمنها حساسية منذ الحرب العالمية الثانية. يضاف إلى ذلك، أن السعودية، كغيرها من الدول التي رأست "المجموعة" سابقا، وضعت المخططات لدفع المحاور الرئيسة إلى الأمام في الفترة المقبلة. ولا سيما على صعيد تمكين الإنسان، من خلال تهيئة الظروف لبناء مجتمعات مزدهرة ومنتجة وآمنة، إضافة طبعا إلى محور الحفاظ على كوكب الأرض. وهذه النقطة توليها السعودية اهتماما خاصا منذ أعوام عديدة. إلى جانب العمل على تشكيل آفاق جديدة. كل هذه المحاور، وما ينتج عنها، يضاف إلى عمل المجموعات المحورية في الفترة المقبلة، في نطاق المهام التي ستقوم بها المملكة بصفتها رئيسة لـ"مجموعة العشرين".
إنها مهمة تعرفها السعودية تماما، التي خبرت القيادة والتوجيه وطرح المبادرات والرقابة الهادفة لإنجاز المهام التي تصب في النهاية في سياق تحقيق الأهداف المرجوة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي