4 من 6
هل تستطيع أن تكون على شخصيتك الحقيقية مع الآخرين كما أنت عليها فعلا حين تكون وحدك، وهل تعتقد أن خطاياك وزلاتك وعثراتك وعيوبك وتناقضاتك هي الشاهدة لك على كونك تنتمي إلى عالم البشر الذي لا يمكن أن يصل لدرجة الكمال، لذلك تؤمن أن من يحبك بصدق سيتقبلك كما أنت لا كما يفترض منك أن تكون عليه؟!
هل تستطيع أن تكون أكثر بساطة حين تدعو إلى منزلك أقاربك أو معارفك أو جيرانك دون أن تشعر أنك مجبر على مجاراة الآخرين، خصوصا أن معظم "العزومات" تحولت إلى قيد ثقيل وهم كبير، حين أصبحت مجالا للتفاخر والتصوير فأصبح أكبر همنا "وش حطوا آل فلان ووش جابوا" أكثر من اهتمامنا بالدفء الاجتماعي ولقاء الأرواح. هذا التكلف الزائد البغيض أفقدنا لذة "اللمة" واجتماع الأحباب والعواطف الجياشة، ودفعنا إلى أن نشعر ببرودة الوحدة حتى لو كنا وسط جمع من الناس فهل تملك الجرأة أن تكون أكثر بساطة في "عزوماتك"؟
هل تستطيع أن تنسحب بكل لطف حين لا ترغب في مجاملة الآخرين على حساب نفسك، لأنك تؤمن أن محبتك لشخص ما لا تعني أن تسمح له أن يستمتع بما أرغمك على فعله، بينما أنت تحترق داخليا لأنك لم تمتلك الجرأة لتقول له آسف لا أستطيع خوفا من "زعله عليك"!
هل تستطيع أن تتوقف عن تبرير قراراتك وتصرفاتك لمن حولك، حتى لا تستنزف طاقتك حين تضطر إلى شرح ما قمت به وما ستقوم به ولماذا قمت به، لأنك مقتنع أن الله لم يخلقنا لنحاسب بعضنا بعضا ونقدم كشفا دوريا على نياتنا وشرحا مستفيضا على أعمالنا الباطنة والظاهرة؟
هل تستطيع أن تعتزل محيطك وتدخل كهف الصمت حين تشعر أنك ترغب في فعل ذلك، لأنك على قناعة تامة أن الاعتزال لفترة من الزمن أمر رائع للعقل والنفس والروح وتجديد للطاقة وفرصة جيدة لترتيب الأفكار وغربلة بعض الأشخاص وتقييم بعض المواقف، دون أن تهتم بتلك الأعين الفضولية والأسئلة الملحة "وش فيه.. وش صاير.."؟!
هل تستطيع أن تقنع الآخرين وتقنع نفسك قبلهم أن المال لا يشتري السعادة ولو كان مال قارون؟
ثق بي يا صديقي إذا استطعت أن تطبق أربعة أمور من هذه الأمور الستة.. فأنت إنسان محظوظ تعرف جيدا كيف تستمتع بحياتك!