يا رفيقي لا غنى عن أيقونة الدواوين .. القهوة الفاخرة

يا رفيقي لا غنى عن أيقونة الدواوين .. القهوة الفاخرة

قبل بضعة أشهر كان ماتليند روكا يقدم الكابتشينو والفلات وايت في مقهى كينوود هاوس المقر السابق في القرن الـ17 لعائلة آيرلز أوف مانسفيلد النبيلة. اليوم يعمل الرجل معدا للقهوة لزملائه العاملين في "زافا"، وهي منصة طبية إلكترونية.
على الرغم من أن المكتب يفتقر إلى روعة فيلا على نمط الكلاسيكية الجديدة في شمالي لندن، إلا أن هناك جوانب محببة بصفة خاصة في هذه الوظيفة بالنسبة إلى روكا، مثل التعرف على أذواق زملائه في القهوة، وفرصة تثقيف جمهور عن التحميص والمزج. "القهوة فن نحن نتحدث عنها من رحلتها من حبات بن إلى أن تصبح فنجان قهوة" في اليد على طريق التذوق والرشف.
صناع القهوة المختصون، أمثال روكا يعدون أحد الأمثلة على المزايا التي تحتوي على الكافيين التي توفرها بعض الشركات للحفاظ على إنتاجية موظفيها وسعادتهم وإبقائهم داخل المبنى.
المقر الرئيس الجديد في حي مدينة لندن لـ"جولدمان ساكس" يفاخر بوجود مقهى صغير في كل طابق، أحدها يقدم قهوة مختصة فريدة المصدر من سلسلة نوتس للمقاهي الصغيرة، وفي الطابق السادس هناك "أنواع من أفضل أنواع القهوة المختصة من مزيج الإسبرسو اللذيذ المعتاد إلى أنواع قهوة فريدة المصدر تتغير بانتظام".
تقدم "جوجل" لموظفيها دورات إعداد قهوة لمعرفة مزيد حول القهوة وطريقة إعدادها.
تقول جو كريسويل خبيرة المجتمع في "جلاس دور" موقع فرص العمل والتعيين: "لا يتوقع الموظفون القهوة فقط، بل البن المطحون عالي الجودة متى ما أرادوه. كما يبدون رأيهم إن لم يكونوا راضين عن هذه القهوة".
وتقول إنها ميزة من المرجح دوامها. يتضمن موقع التوظيف عديدا من التعليقات المتعلقة بالقهوة في المراجعات مثل تعليق: "أسوأ شيء هو ترك مقهى جميل، كان يعمل فيه معد قهوة رائع، وديكوره الجميل أيضا".
عروض الشركات تعكس الأذواق المتطورة بشكل متزايد.
يعرف أصحاب العمل الكبار أن وضع جرة تحتوي على عبوات قهوة سريعة التحضير في المطبخ لم تعد كافية. جيفري يونج، الرئيس التنفيذي لـ"أليجرا وورلد كوفي بورتال" التي تجري بحوثا في مجال السوق يقول: "يؤثر الشارع العام بشكل كبير في كيفية تعامل الشركات مع القهوة في العمل. ويتعين على أرباب العمل رفع المستوى".
وفقا لشركته يحب 52 في المائة من المستهلكين أن يشربوا أثناء العمل، المشروبات نفسها التي يحصلون عليها في المقاهي.
يقول ستيف لوفجروف، رئيس الامتياز التجاري في بريطانيا وإيرلندا في مجموعة "كومباس العالمية لعقود تقديم الطعام: "يطلب عملاؤنا توفير قهوة في مكان العمل، بجودة القهوة نفسها التي يرونها في الشارع العام لدى المقاهي المستقلة ومقاهي العلامات التجارية".
وفي حين أن عديدا من عملاء "كومباس" يختارون قهوة من علامة تجارية عالية المستوى، مثل "كوستا" إلا أنه في الخمسة أعوام الماضية، حدث تحول نحو "شيء أكثر ندرة وأكثر استقلالية في الشكل والمظهر".
افتتحت "كومباس" أكاديمية لتعليم مهارات صنع القهوة وتعليمها في العام الماضي لمواكبة الطلب وهي تدرب 250 موظفا في بريطانيا.
وتقول "سوديكسو" مجموعة تقديم طعام أخرى، إنها شهدت أيضا زيادة في الطلب على مقدمي القهوة في مكان العمل، إضافة إلى القهوة المصفاة.
قد يكون لقهوة "ستاربكس" سمعة سيئة لأن مشروباتها مليئة بالحليب، وتفتقر إلى طعم القهوة اليوم، لكنها أدت إلى تحول في ثقافة القهوة والمقاهي.
تقول أنيا ماركو، مستشارة في صناعة القهوة، إن الشركة الأمريكية "استغلت الحاجة إلى الراحة، لأخذ استراحة من العمل، لتوفير مساحة ثالثة بعيدا عن المنزل والمكتب. بالنسبة إلى النساء، كان مكانا مناسبا للالتقاء". كما أصبح مكانا للعاملين في المنازل الذين يحتاجون إلى استراحة من طاولة مطابخهم.
في المقابل انتقلت ثقافة المقهى إلى مكان العمل. المكاتب الحديثة التي تشجع الموظفين على التشارك في المكاتب، والعمل في أماكن مختلفة من المبنى، عادة ما توفر مقاهي غير رسمية تقدم القهوة، إضافة إلى الإنترنت المجاني.
يقول ريتشارد جرينوالد، أستاذ التاريخ في جامعة فيرفيلد في كونيتيكت، الباحث في مجال الوظائف، إنه مع العمل المرن، تحتاج الشركات إلى إعطاء الموظفين أسبابا للحضور إلى المكتب.
لذلك، فإن توفير وجبات خفيفة مجانية والطعام والقهوة هو القاعدة الآن. توفير المساحات المرنة، ومساحة أكبر في المكتب للاجتماعات والتعاون بات أمرا أساسيا".
مساحات العمل المشترك -حيث يتركزالعاملون على حسابهم الخاص- تعلن القهوة الممتازة ومساحة عمل مختلفة لجذب الأعضاء.
في موادها التسويقية، تفتخر شركة ويورك" بالآتي: "مقهى تحميص قهوة صغير، كما أن "ذا وينج" النادي النسائي المشترك، يوفر أيضا القهوة المجانية.
يقول جرينوالد: "القدرة على التواصل مع الآخرين من خلال الرغبات والمخاوف المماثلة أمر مهم ويبدو أن القهوة هي مادة التشحيم المفضلة لتوظيف هذين الأمرين.
البعض يوفر خصومات الساعة السعيدة، وهذا يساعد أيضا، لكن هذا لا يمكن أن يحدث طوال الوقت، ولا يمثل أفضل حل لزيادة الإنتاجية".
توصلت الأبحاث التي أجرتها جامعة كاليفورنيا في العام الماضي إلى أن القهوة تجعل الفرد أكثر انتباها وتركيزا على المهمة الملقاة على عاتقه.
نقول فاسوندهارا أونافا إحدى العاملات على التقرير: "الزيادة في التركيز لا بد أن تجعلهم أكثر إنتاجية. عند تقديمه للمجموعات، يبدو أن الكافيين يعزز الصداقة الحميمة للمجموعة، مع خروج كل شخص في المجموعة المستهدفة بارتياح أكثر من الأشخاص في المجموعة التي لم يتم تقديم الكافيين لها".
بعض القطاعات أو المجموعات أصبح قريبا جدا من ثقافة القهوة.
الاقتصادي دوجلاس مكويليامز الذي ألف كتابا عام 2015 يحمل عنوان: "اقتصاد الفلات وايت"، يجادل بأن الاقتصاد الرقمي -على هامش حي مدينة لندن، بما في ذلك التسويق والرسوم المتحركة والتكنولوجيا- تطور جنبا إلى جنب مع المقاهي التي تقدم القهوة الذواقة، ما ساعد على دفع عجلة الانتعاش البريطاني في أعقاب الأزمة المالية.
قالت ماركو: خارج القطاعات الإبداعية تقدم الشركات الصغيرة والمتوسطة وكذلك القطاع العام قهوة أقل إغراء.
وأضافت: "المكاتب الصغيرة لا تستطيع تحمل ذلك. الوصول إلى القهوة الجيدة محدود. إذا كان لديك مكتب يضم مائتي شخص، فإن وضع آلة لإعداد فنجان من حبوب البن، يعد مكلفا للغاية".
هذه سوق يأمل دان ويبر الاستفادة منها من خلال مكتبه: كوفي كلوب.
لقد توصل بحثه في سوق القهوة في مكان العمل إلى أنه في عديد من الحالات: "لم يكن الناس سعداء بالقهوة لكنهم أدركوا أن الرؤساء لن يدفعوا مقابل الجودة الأعلى. أذواق الناس والمعرفة آخذة في التحسن".
موظف مدني في بريطانيا يفضل عدم نشر اسمه، أنشأ نادي قهوة مكتبيا يضم تسعة أشخاص آخرين.
ويقول إن التكلفة هي المفتاح: "إنه يكلف نحو 40 بنسا لكل فنجان، لذا هي مساومة جيدة".
يتم جمع المساهمات تلقائيا كل شهر من خلال الموقع الإلكتروني الذي يطلبون منه القهوة.
وأضاف: "هناك حماس حقيقي عندما تصل القهوة ولدينا جلسات تذوق مصغرة للأصناف الجديدة، حتى إنني سجلت معنا أسماء أشخاص من غرف أخرى، القهوة تجمع الناس حقا".
أليسون جرين، التي تدير موقع "اسأل مديرا" على شبكة الإنترنت، تقول إن القهوة يمكن أن تكون مصدر خلاف في مكان العمل.
لقد تلقت رسالة بريد إلكتروني بشأن معارك حول من ترك إبريق القهوة فارغا، والمطالبة بتقديم القهوة بالدور على تسعة أشخاص، ومن يجلبون آلات القهوة الفاخرة ويمنعون الآخرين من استخدامها، والحروب على أي نوع من القهوة يجب توفيره.
على الرغم من كل هذه المشكلات ستثبت غالبا مزايا القهوة. تعتقد كريسويل أن: "الموظفين سيتظاهرون، إن سلبت القهوة منهم".

صعود القهوة الطازجة

وفقا لـ”يورو مونتير” في الولايات المتحدة انخفضت مبيعات القهوة سريعة التحضير من 949 مليون دولار في 2013 إلى 817 مليون دولار في 2018 بينما انخفضت في بريطانيا بنسبة 9 في المائة إلى 1.2 مليار دولار خلال الفترة نفسها.
نمت مبيعات القهوة الطازجة من 11 مليار دولار بزيادة 18 في المائة إلى 13 مليار دولار في الولايات المتحدة، وشهدت بريطانيا نموا بنسبة 84 في المائة، فارتفعت من 569 مليون دولارإلى مليار دولار.
توصلت “أليجرا وورلد كوفي بورتال” إلى أن 44 في المائة من الموظفين في بريطانيا قالوا إن القهوة في مكان العمل متوافرة مجانا؛ وأولئك الذين يشترونها ينفقون في المتوسط 1.77 جنيه استرليني مقابل الفنجان.
يشعر 51 في المائة من الموظفين بالرضا عن مرافق القهوة في العمل، 14 في المائة منهم عبروا عن الرضاء الشديد، و22 في المائة غير راضين، 7 في المائة عبروا عن الاستياء الشديد.
عندما يتعلق الأمر بالجودة، فإن 47 في المائة راضون عن القهوة في العمل، مرتفعة بنسبة 12 في المائة ممن عبروا عن الرضاء الشديد، في حين أن 25 في المائة غير راضين، 9 في المائة عبروا عن الاستياء الشديد.

الأكثر قراءة