ثقافة وفنون

الأسرة السعودية .. قارئة في محيط لا يقرأ

الأسرة السعودية .. قارئة
في محيط لا يقرأ

الأسرة السعودية .. قارئة
في محيط لا يقرأ

الأسرة السعودية .. قارئة
في محيط لا يقرأ

كشف مسح الثقافة والترفيه الأسري الأول الذي أجرته الهيئة العامة للإحصاء عن مؤشرات إيجابية، يمكن التحرك في ضوئها لتحقيق نمو في هذا القطاع، في الوقت الذي يعد فيه أحد أهم محركات التحول الوطني نحو التنمية البشرية. ويوفر المسح الميداني، الذي سيجرى دوريا للأسر كل ثلاثة أعوام، مجموعة من الإحصاءات حول قراءة الكتب والصحف والمجلات، ومشاهدة التلفاز، والاستماع إلى المحطات الإذاعية، والأنشطة والأماكن الثقافية والترفيهية، والهوية الوطنية، وغيرها من الإحصاءات المتعلقة بالثقافة، التي غطت مناطق المملكة الإدارية الـ13، حيث اختيرت 16974 أسرة كعينة مختارة ممثلة لمجتمع المسح.

قراءة الصحف
الإحصاءات الصادرة أخيرا واطلعت "الاقتصادية" على نسخة منها، كشفت عن امتلاك نحو 35 في المائة من الأسر مكتبة منزلية، في حين أن النسبة المتبقية كانت لا تملك واحدة.
أما مجالات الكتب لدى الأسر التي لديها مكتبة منزلية على مستوى المملكة فجاءت النسبة الكبرى للكتب الدينية بنسبة 70 في المائة، ثم الكتب الأكاديمية بنسبة 47.8 في المائة، ثم كتب الشعر والأدب بنسبة 35 في المائة، وكتب التاريخ والسياسة بنسبة 30.6 في المائة، وكتب السيرة الذاتية 19.7 في المائة، والكتب الواقعية 13 في المائة، ثم حلت مجالات التكنولوجيا، الخيال، الفنون، الرومانسية، الغموض والإثارة والرعب بنسب متتالية متقاربة متدنية.
وكشف المسح عن نسبة 49 في المائة من إجمالي الإناث (أكبر من 15 عاما) يقرأن الصحف والمجلات، في حين كانت النسبة للذكور 57 في المائة.
وحول نوع الصحف المقروءة بالنسبة للسعوديين، تبين أن قراءة الصحف الإلكترونية هي الأعلى بنسبة 65.7 في المائة من إجمالي السعوديين الذين يقرأون الصحف أو المجلات الورقية بنسبة 4.2 في المائة، أما قارئو المجلات والصحف الورقية والإلكترونية معا، فكانت نسبتهم 29.9 في المائة من إجمالي السعوديين الذين يقرأون الصحف والمجلات.
فيما كانت أسباب عدم قراءة الصحف أو المجلات تتجلى في عدم الرغبة أو الاهتمام بقراءتها، بنسبة تتجاوز 78 في المائة، فيما حلت الأسباب الأخرى تاليا وهي صعوبة الحصول عليها، وعدم وجود وقت فراغ كاف، وغلاء أسعارها أو اشتراكاتها بنسبة أقل من 1 في المائة.

نسبة مرتفعة للكتب
أوضح المسح الذي أصدرته الهيئة العامة للإحصاء قبل أيام عن نسبة مرتفعة لقراءة الكتب، وتبين أن نسبة قراءة الكتب لدى الذكور السعوديين بلغت 61.7 في المائة من إجمالي الذكور، في حين بلغت نسبة الإناث السعوديات 54.4 في المائة من إجمالي عدد الإناث السعوديات، وكان لافتا في المسح تفوق الكتاب الورقي على نظيره الإلكتروني، حيث تبين أن السعوديين يقرأون الكتب الورقية بنسبة 51 في المائة، فيما كانت قراءة الكتب الإلكترونية وحدها هي الأقل، بنسبة بلغت 7 في المائة من إجمالي السعوديين الذين يقرأون الكتب، أما قراء كل من الكتب الورقية والإلكترونية معا فكانت نسبتهم 41.7 في المائة.
وحول عدد الكتب التي تمت قراءتها خلال العام بالنسبة لقراء الكتب على مستوى المملكة، فقال 28.8 في المائة من المستطلعين السعوديين ذكورا وإناثا إنهم قرأوا كتابا واحدا، و18.6 في المائة قرأوا كتابين، و21.2 في المائة قرأوا ثلاثة أو أربعة كتب، و6 في المائة قرأوا خمسة أو ستة كتب، و19 في المائة قرأوا سبعة كتب فأكثر، وهي نسبة مرتفعة ومنصفة للسعوديين، مقارنة بالإحصائيات والتقديرات العالمية، أو المسوحات الإقليمية التي تصنف الشعوب العربية ضمن الدول الأقل قراءة للكتب عالميا.
وفيما يتعلق بالهدف من القراءة، حلت تنمية المواهب والمعرفة بنسبة 63 في المائة، ثم الدراسة المدرسية أو الجامعية بنسبة 23.4 في المائة، وأغراض العمل بنسبة 3 في المائة، وإعداد الأبحاث والدراسات 1.22 في المائة، و8.9 في المائة قالوا إنهم يقرأون لأهداف أخرى لم تحددها الدراسة.
وتضمن المسح الثقافي إحصائية حول متوسط ساعات القراءة الأسبوعية للأفراد السعوديين، حيث يقضي 54 في المائة من السعوديين أربع ساعات فأكثر في ممارسة القراءة، و18 في المائة يقرأون من ساعتين إلى ثلاث ساعات، و14.9 في المائة يقرأون أقل من ساعتين، و12 في المائة يقرأون من ثلاث إلى أقل من أربع ساعات.
على نحو آخر، كشف المسح عن أسباب عدم قراءة الكتب، وجاء سبب عدم الرغبة أو الاهتمام بقراءة الكتب بنسبة 75 في المائة، ثم عدم وجود فراغ كاف بنسبة 23 في المائة، وصعوبة الحصول عليها أو غلاء أسعارها بنسبة تبلغ أقل من 1 في المائة، وهو السبب الذي يمكن التغلب عليه بقراءة الكتب الإلكترونية، لذلك لم يحظ هذا السبب بنسبة مرتفعة.

التلفاز والإذاعة في أوقات الفراغ
في قراءة لـ"الاقتصادية" لنتائج المسح الميداني الأول، تبين أن مشاهدة التلفاز أو الاستماع إلى المحطات الإذاعية هو النشاط الأكثر ممارسة خلال أوقات الفراغ للأفراد السعوديين أكبر من 15 عاما على مستوى المملكة، بنسبة 67 في المائة، في حين حل ثانيا نشاط استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة 55.6 في المائة، ثم قراءة الصحف والمجلات بنسبة 17.6 في المائة، ثم المشاركة في المناسبات الاجتماعية بنسبة 19 في المائة، وأخيرا مشاهدة الأفلام والفيديو عبر الإنترنت بنسبة 8 في المائة.
وحول المكان الذي يستمع فيه الأفراد لمحطات الإذاعة، كانت وسائل التنقل هي المكان الرئيس بنسبة 85 في المائة، و13 في المائة للمسكن، ونسبا متدنية للعمل والمقهى والنادي الرياضي، فيما كان السبب الرئيس لعدم الاستماع لهذه المحطات هو وجود بديل أفضل (57 في المائة).
أما فيما يتعلق بالأماكن الثقافية والترفيهية الأكثر زيارة من السعوديين كشف المسح الميداني أن مدن الملاهي والتسلية حظيت بنسبة 42 في المائة، يليها مباشرة المناظر الطبيعية الثقافية بنسبة 41.6 في المائة، فيما حلت الأماكن الأثرية والتاريخية والمتاحف ثالثا بنسبة 22.9 في المائة، ثم التراث الطبيعي بنسبة 22.7 في المائة، ثم مهرجانات الأعياد بنسبة 18 في المائة، وأخيرا المهرجانات الوطنية التراثية بنسبة 16.9 في المائة، فيما نالت الأنشطة الأخرى نسبا أقل مثل الأحداث الرياضية، المكتبات، المعارض، الحفلات الموسيقية، السينما، النوادي وقاعات الألعاب الرياضية، المسارح.
وكانت المدن جدة والطائف وأبها أكثر المدن التي تم السفر إليها بغرض الثقافة والترفيه داخل المملكة، بنسب 37 في المائة و24 في المائة و22 في المائة على التوالي، وعزا المستطلعون الأسباب التي حالت دون سفرهم بغرض الثقافة والترفيه داخل المملكة إلى غلاء أسعار الإقامة (59 في المائة)، وغلاء أسعار الطيران (41 في المائة)، وغلاء العروض الثقافية (24 في المائة)، وقلة الأماكن السياحية (21 في المائة)، وقلة الأنشطة والعروض الثقافية والترفيهية (20 في المائة)، وافتقار الطرق البرية للخدمات (7 في المائة).
ويعود النمو الثقافي الذي وثقه المسح إلى التطورات النوعية التي شهدها القطاع الثقافي في العامين الأخيرين، من أبرزها إنشاء وزارة الثقافة التي أسست لمبادرات وبرامج غير مسبوقة، إضافة إلى تأسيس مراكز حاضنة للإبداع، وتوفير منصات للمبدعين للتعبير عن أفكارهم وطموحاتهم، وإيجاد صناعة ثقافية تعنى بمختلف الأنشطة، وتطوير البنية التحتية لقطاع الثقافة والترفيه، والتطور التقني الذي فرض نفسه على السعوديين والعالم.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون