FINANCIAL TIMES

بكين تعلن حربا شعواء للقضاء على الفقر المدقع

بكين تعلن حربا شعواء للقضاء على الفقر المدقع

بكين تعلن حربا شعواء للقضاء على الفقر المدقع

مثل كثير من البالغين الذين يعيشون في المناطق الريفية في الصين، حاولت لي تشيينج الهجرة إلى المدن من أجل الحصول على عمل.
وقد عملت في مصنع للجوارب في أماكن أخرى من مقاطعة يونان، لكنها كانت قلقة فوق الحد على نحو يجعلها لا ترغب في البقاء في المنطقة لفترة طويلة فوق الحد.
تقول السيدة لي، وهي في منتصف الأربعينيات من عمرها: "لم أكن معتادة على ذلك. كنت أفتقد أمي كل يوم".
بعد عامين من الشعور بالقلق عما إذا كانت والدتها تتغذى بشكل سليم وتلقى رعاية جيدة، عادت إلى المنزل في قريتها التي ينتشر فيها كثير من البيوت الخشبية على منحدر حاد مليء بالغابات، حيث يطهو الجيران طعامهم بمواقد الحطب، ويزرعون أشجار الجوز ويعملون في تربية الأغنام.
لم يتعامل العالم الخارجي بلطف مع السيدة لي. لقد تركت المدرسة بعد الصف الثالث لأنها أصيبت بمرض قرحة المعدة. وكتب على بطاقة الهوية الخاصة بها "ابنة شباط" لأن شخصا بيروقراطيا مهملا سجل كنيتها بدلا من تسجيل اسمها الحقيقي. بعد أن عادت من مصنع الجوارب، لم يكن بإمكانها تحمل نفقات شراء الدواء لزوجها المقعد، لذلك دفعت أولادها إلى العمل بدلا من ذلك.
المواجهة المقبلة للسيدة لي مع العالم الخارجي ستكون حاسمة ولا رجعة فيها، حيث سيتم قريبا هدم قريتها التي تقع في وادي نوجيانج بالقرب من ميانمار من أجل تحقيق أحدث حملة للصين وأكثرها طموحا: القضاء التام على الفقر المدقع.
يعيش أقل من 1 في المائة من الناس في الصين بدخل يقل عن دولار لليوم الواحد، وهو تعريف بكين "للفقر المدقع".
وينتمي كثير منهم إلى جماعات عرقية تختلف في اللغة أو الدين أو المظهر عن طائفة الهان الصينية المسيطرة في البلاد.
على سبيل المثال، السيدة لي هي واحدة من جماعة الليزو التي يصل عدد أفرادها إلى 1.4 مليون شخص، وهي "قبيلة تسكن التلال" موطنها جبال الهند وميانمار وتايلاند وجنوب غربي الصين. وقد وقع معظم أفراد هذه القبيلة، مثل السيدة لي، ضحية الحاجة إلى المال وضغوطات العائلة والعادات.
الحل لدى بكين هو إخراج أفراد هذه القبيلة بأكملها. سيتم إقصاء السيدة لي وزوجها المقعد ووالدتها المسنة وجيرانها في تجربة جذرية.
تعكف المقاطعات النائية بشكل محموم على بناء الطرق والمباني السكنية ومراكز التدريب المهنية، من أجل تثبيت القاطنين في البلدات القريبة بتكلفة 18.7 مليار دولار لهذا العام.
والهدف هو خفض عدد الأشخاص الذين يعانون الفقر المدقع من 30 مليون شخص في عام 2017، إلى صفر في عام 2020.
تقول لي هايشو، العضو الدائم في لجنة الحزب الشيوعي لمحافظة نوجيانج: "تريد الصين أن تصبح مثالا يحتذى أمام العالم. يمكنك أن تفعل ذلك فقط في الصين. لم أسمع قط عن بلد آخر فعل ذلك عبر التاريخ".
حتى في الوقت الذي تواجه فيه بكين الآثار المترتبة على التباطؤ في النمو، إلا أن القضاء على الفقر المدقع هو السياسة المحلية الأبرز التي يتبعها الرئيس تشي جين بينج، وهو مشروع يحظى بمكانة مرموقة بين الخطط الفخمة التي قامت بها الصين في الماضي، من حيث الحجم والطموح المتمثل في التحويل الكامل للمجتمع.
الخطط التي تنفذ في الصين تشمل تقديم مكافآت للمسؤولين المحليين الذين يتجاوز أداؤهم الأهداف المقررة، ما يؤدي إلى حشد مركز للموارد دون اعتبار يذكر للتكاليف.
تحظى الصين منذ فترة بالإعجاب لتحويل نفسها خلال 40 عاما من كونها واحدة من أفقر البلدان في العالم إلى ثاني أكبر اقتصاد فيه، مع إجراء إصلاحات سوقية وجرعات كبيرة من الاستثمارات الأجنبية التي أتاحت الفرصة أمام 700 مليون شخص في الصين للتخلص من الفقر. بيد أن هذا التحول لا يزال بعيدا عن الاكتمال.
تركز خطط مكافحة الفقر على ثلاثة أقاليم وثلاث محافظات، التي تغطي 18 مليون نسمة في هضبة التبت وفي مقاطعة تشينيانج لأقلية الأويجور المسلمة على حدود آسيا الوسطى، إضافة إلى لينكسيا، وهي منطقة تعيش فيها قبيلة هوي المسلمة في مقاطعة قانسو، وفي ليانجشان، موطن قبيلة يي أو اللولو في مقاطعة سيتشوان. يعيش في منطقة نوجيانج، وهي واد نهري في يونان، عدد أقل من الناس، لكن الفقر المدقع أعمق هناك، حيث يعانيه ثلث السكان.
وجود الخطط الفخمة ليس بالأمر الغريب على نوجيانج. في الخمسينيات من القرن الماضي، عمل ماو تسي تونج على نقل الملايين من أفراد الشعب إلى مناطق حدودية لتأمين جمهوريته الجديدة.
كما بنت شركات قطع الأخشاب المملوكة للدولة مدنا كبيرة في وادي نوجيانج. بعد أن تم قطع الأشجار والقضاء على الغابات، امتهنوا تجارة الأخشاب مع ميانمار. قبل عقد من الزمن، كان من المقرر بناء سد على نهر نيو، الذي يصبح اسمه السلوين بعد أن يعبر الحدود. حاول دعاة البيئة منع هذا المشروع، بعد تقديم التماس وطني.
الآن، تبدي نوجيانج حماسا مطلقا لمشروع تشي المتمثل في "التخفيف من حدة الفقر". وستنفق عشرة مليارات رنمينبي (1.5 مليار دولار) لنقل 100 ألف شخص من القرى الريفية إلى ضواحي المدن بحلول نهاية العام.
والأراضي التي سيتم إجلاء سكانها سيتم استئجارها من قبل مشاريع تديرها الدولة لزراعة المحاصيل المربحة مثل الفلفل أو النباتات الطبية.
يقول نايوندي، أمين عام الحزب في المحافظة: "عملية نقل الناس لعلاج مشكلة الفقر سياسة وطنية. يجب علينا إجلاء الناس من أجل تطوير وتنمية تلك المناطق".
في نيسان (أبريل) الماضي، انضمت صحيفة فاينانشيال تايمز إلى جولة نظمتها الحكومة لمدة ثلاثة أيام، للاطلاع على الجهود المبذولة في الوادي للقضاء على الفقر.
يصرح مقطع فيديو ترويجي: "في اندفاعها نحو مجتمع اشتراكي بعد المراحل الثلاث الأخيرة من المجتمع البدائي، اختصرت نوجيانج آلاف السنين في خطوة واحدة".
مع ذلك، لم تلق تلك الجهود ترحيبا كبيرا من قبل الجميع. يشعر سكان القرى بالقلق إزاء خسارتهم لما لديهم من الدواجن والأنعام، والأهم من ذلك كله، أراضيهم.
في إحدى القرى، كان يبدو أن السكان متجمعون وراء أحد الحواجز في فناء بينما كانت تمر قافلة من الصحافيين.
يقول سكان محليون تم التواصل معهم بشكل مستقل بشأن الجولة إن هنالك انقساما في الآراء: فالشباب يحبذون فكرة المساكن الحديثة، لكن الجيل الأكبر سنا يرفض الفكرة تماما.
يبدي أفراد قبيلة الليزو نفورا قويا إزاء مغادرة أراضيهم والاستقرار في الأراضي الواطئة، بحسب ما كتب هانز بيتر لارسين الدانماركي المتخصص في الأعراق في عام 1984. وقال إنه "عادة ما يتم استيعابهم خلال أقل من جيل واحد".
هي قينجنيو، التي تبلغ الـ70 من عمرها، تقضي معظم نهارها في جمع الحطب والرعي. ورقم هاتف ابنها الأصغر مكتوب بشكل غير مرتب على ورقة معلقة إلى جانب سريرها. وهي لا تعرف الأرقام، فضلا عن كونها أمية، والرقم مكتوب لديها في حال احتاج أحد الجيران استخدامه في أي ظرف طارئ.
تعتقد السيدة هي أن الانتقال إلى مكان سكن جديد سيكون جيدا بالنسبة للأجيال المقبلة - يرتاد أحفادها منذ الآن مدرسة داخلية في الوادي - لكنها غير متأكدة من أن الوضع الجديد سيكون مناسبا لها.
لمواجهة المخاوف المتمثلة في أن إعادة التوطين ستقضي على ثقافة قبيلة الليزو، تقول الحكومة إنها ستنظم حفل رقص كل ليلة. والسيدة هي، التي لن تتمكن من حضور الحفل بسبب الألم الذي تعانيه في ركبها، لم تشهد موقع السكن الذي سترسل للسكن فيه في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، لكن ابنها ذهب وعاين المكان. وتقول: "طلب مني ألا أقلق كثيرا".
في أسفل الوادي، تلقي الشمس بأشعة حارة على مجمعات الشقق الصفراء الجديدة التي تبرز على طول نهر نيو. المباني المؤلفة من ستة طوابق لا توجد فيها مصاعد، بل بالتأكيد شعارات مطلية بأحرف حمراء كبيرة: "استمعوا للحزب، واتبعوا الحزب"؛ اخرجوا من الجبال لكي تعجلوا بالرفاهية"؛ "ابنوا بيتا جديدا بكل دأب".
من رأي مي شونماي، العاملة المساعدة في متجر البالغة من العمر 22 عاما، أن شقتها الجديدة مذهلة. تركت المدرسة الثانوية لأن الرسوم كانت مرتفعة فوق الحد.
ما تتقاضاه في مصنع للنسيج الشرقي كان كافيا لإدخال شقيقها الأصغر إلى الجامعة. وتأمل الآنسة مي وشقيقها في فتح متجرهما، حتى يتسنى لأبيهما، عامل الجبص الأمي، أن يتقاعد.
وتقول: "نريد أن يعيش أبي وأمي بشكل أفضل". والدها فخور بالشقة الجديدة، لكن جدتها، مثل كثيرين في الجيل الأكبر سنا، غير راضية عن الانتقال.
ترغب الآنسة مي وشقيقها في "الخروج من الفقر دون أن نترك ثقافتنا وراءنا". وهي تعتز بالأغاني الشعبية "البايشي" الطويلة التقليدية، التي كانت تغنيها والدتها وعمتها، لكن لم تتح لها الفرصة لتتعلمها بنفسها.
في الجوار، يسكب الطلاء الأبيض على الجدران الخرسانية العارية. يقول لي تشانجكسين، مبتهجا بتوهج الستائر الوردية: "الوضع لطيف هنا، الحزب الشيوعي لطيف".
ويضيف: "شعورنا الأول كان الإثارة. لم يكن علينا أن ندفع قرشا واحدا وحصلنا على مثل هذا المنزل الجميل".
طفلاه، بعمر سبع وتسع سنوات، يشعران بالحنين إلى موطنهما الأصلي. تقع مدرستهما على بعد 20 دقيقة من المجمع السكني، لكنهما لا يعودان إلى المنزل إلا مرتين في الشهر.
يصر المسؤولون على أن المدارس الداخلية جزء أساسي من قفزة المجتمع البدائي إلى الاشتراكية، عندما يسألون لماذا لا تمتد ميزانية إعادة التوطين البالغة 1.5 مليار دولار إلى الحافلات المدرسية.
يقول ليو ده هوا، المسؤول في محافظة نوجيانج: "هؤلاء الأطفال لا يستطيعون تعلم أي شيء من آبائهم، مستواهم منخفض للغاية. كونهم جميعا معا في المدرسة أمر جيد. إنه يدربهم على العيش في بيئة جماعية ويترك مزيدا من الوقت للوالدين للخروج للعمل".
سواء كان الشخص مترددا، مثل السيدة لي، أو حماسيا مثل الآنسة مي، فإن معظم الأشخاص الذين تم تقديمهم خلال الجولة يعملون منذ فترة في مصانع في مدن أبعد نحو الشرق.
لكي تتحقق أهداف الدخل في مدينة نوجيانج، سيتعين على أغلبية الزراع الذين أعيد توطينهم الانضمام إلى التدفق الهائل للهجرة الريفية من الصين إلى المصانع الساحلية - ما يترك على مضض الأطفال وكبار السن خلفهم.
يقول نا، سكرتير الحزب: "من خلال جلب الناس إلى الأسفل من الجبال، يمكننا أن نضمن أن شخصا واحدا على الأقل من كل عائلة لديه وظيفة".
تقترن نوجيانج مع تشوهاي، المدينة الصناعية في دلتا نهر اللؤلؤ. تم التعاقد مع شركات بما في ذلك شركة جري GREE المصنعة للمكيفات، لتوظيف عمال نوجيانج مقابل 3500 رنمينبي في الشهر: أعلى بكثير من دخل الزراعة في يونان، ولكنه يعادل نصف متوسط الأجور في تشوهاى البالغ 6390 رنمينبي في الشهر. وقد غادر حتى الآن نحو ستة آلاف عامل شاب إلى تشوهاي.
جنوب مدينة لوشوي في مقاطعة يونان، هناك مركز تعليمي مهني مكون من عشرة طوابق يطل على نهر نيو.
يقول المسؤولون إنه يوجد بجوار مركز التعليم "مركز دم" كبير وفارغ، حيث سيتم تدريب الممرضات على أخذ الدم، على الرغم من أنهم غامضون فيما يتعلق بمكان انتقال الدم الذي سيتم أخذه.
أين الطلاب؟ بعد عدد من الإجابات المتضاربة، مثل: "الطلاب غير موجودين هنا، لأنه يوم الأحد"، أخذ الصحافيون إلى غرفة كبيرة بجوارمركز للشرطة في الموقع التعليمي. وهناك، كان عشرات من الأشخاص يخيطون سترات واقية من الزي الأزرق الداكن وسترات مموهة.
قال أحد الزراع الذين أعيد توطينهم حديثا لصحيفة "فاينانشيال تايمز" إنه سعيد لتعلم مهارة مثل الخياطة، ولكن حيث إن لديه طفلا عمره سبع سنوات، ليست لديه أي نية للهجرة إلى العمل. ويقول: "كنت أعتني بأمي الطاعنة في السن وابني. لا أستطيع المغادرة".
ويقول المسؤولون إن الزي التمويهي مخصص لدوريات حرائق الغابات التي ستوظف 13 ألف شخص، كجزء من برنامج لتوفير فرص العمل.
التخفيف من حدة الفقر في الصين يكتسب حياة خاصة به. أنفق برنامج "ثلاثة أقاليم وثلاث محافظات" 89.79 مليار رنمينبي في عام 2018، وفقا لمسح أجرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" لخطط المقاطعات. المقاطعات الأخرى لديها مخططاتها الخاصة.
في الوقت نفسه، تم تخصيص كل مدينة غنية نسبيا وكل مشروع حكومي ووحدة حكومية لرفع مستوى منطقة فقيرة.
على الصعيد الوطني، من المقرر إعادة توطين نحو مليوني شخص هذا العام.
أكثر من ثلث الأموال استحوذت عليها شينجيانج، حيث يصطدم السكان المسلمون بقيود بكين حول اللغة والدين والعمالة.
تم إجبار أكثر من مليون شخص من الإيغور والكازاخ على الدخول في "معسكرات إعادة التعليم" في شينجيانج - بمن في ذلك لاعب كرة قدم شهير، وموسيقيون وأساتذة جامعيون، وأي شخص سافر إلى الخارج.
وتقول الصين التي أحست بلسعة الانتقادات الدولية للحملة، إن المعسكرات هي "مراكز تدريب مهني" حيث يتعلم المتدربون "المهجرون" لغة الماندرين ومهارات مثل الخياطة.
حتى في مدينة نوجيانج، تتضمن حزمة التخفيف من حدة الفقر تحولا ثقافيا كاملا إلى جانب محيط مادي جديد.
يجب على البالغين المعاد توطينهم حضور دروس في الماندرين والمهارات المهنية. وتستخدم الكنائس في الريف لإلقاء محاضرات حول عقيدة الحزب الشيوعي.
يقول سو ييشنج، المسؤول عن تعليم سكان الريف في "فكر تشي جين بينج": "في أول فرصة، نذهب مباشرة إلى قلوبهم.
كما قال الرئيس ماو، يمكن أن تؤدي شرارة صغيرة إلى اندلاع حريق هائل. يمكننا تنوير المحافظة بأكملها" حسب ما أضاف
في منتصف نيسان (أبريل) الماضي، حققت حملة نوجيانج لتخفيف وطأة الفقر أول انتصار لها.
حققت جماعة درونج العرقية، في وادي نهر دولونج ذي الكثافة السكانية العالية، أهدافها الخاصة بتخفيف وطأة الفقر، التي سهلتها السدود والطرق والأنفاق الجديدة. على أن النجاح يأتي على حساب صناعة السياحة البيئية الناشئة: فالوادي مغلق أمام أي زائر هذا الصيف.
وفي الوقت نفسه، تحلم حكومة نوجيانج بتحويل نهر نيو إلى "جراند كانيون" وإطلاق كأس العالم للتجديف بالمياه البيضاء.
وجزئيا بسبب الحملة السابقة لدعاة حماية البيئة، فإن نهر نيو هو نهر التدفق الحر الوحيد المتبقي في الصين.
الحكومة تفجر المنحدرات لبناء "طريق جميل" على طول النهر، مع زهور على جانب الطريق و 30 استراحة. سيكون لكل استراحة فكرة عرقية مختلفة.
يقول قوه وي مينج، نائب الوزير في المكتب الإعلامي لمجلس الدولة في بكين، الذي طاف في جولة في مدينة نوجيانج: "بعد عامين من الآن، سيتم بناء الطريق السريع وإتمام أعمال التخفيف من حدة الفقر. لن تصدق أبدا أن هذه المنطقة كانت فقيرة".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES